بعد آيا صوفيا.. 5 وقائع استغل فيها أردوغان الدين الإسلامي
قرر رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، أمس الجمعة، فتح متحف آيا صوفيا في اسطنبول أمام المسلمين لأداء الصلاة، بعد إبطال حكم المحكمة تركية وضعها الحالي كمتحف وسط معارضة دولية كبيرة.
قررت أعلى محكمة إدارية في تركيا، نزع صفة "المتحف" عن كاتدرائية "آيا صوفيا"، وهو ما يعيد الطريق أمام تحويل المتحف التاريخي إلى مسجد مرة أخرى، لم يكن آيا صوفيا هي المرة الاولى للرئيس التركي أردوغان الذي يستغل فيها الدين للعب بمشاعر المسلمين وكسب تعاطف المتدينين، في هذا التقرير نستعرض 5 وقائع لاستغلال الرئيس التركي للدين.
1- الجيش المحمدي
أطلق الرئيس التركي أردوغان، على قوات التابعة له، في الأراضي السورية، الجيش المحمدي، وجاء إطلاق اسم الجيش المحمدي على القوات التركية من باب استغلال الدين، تعود قصة الجيش المحمدي إلي قرنين من الزمان
رأى السلطان محمود الثاني بعد تولى خلافة الدولة العثمانية سنة 1808، ضرورة تطوير الجيش العثماني بعد الشعور بالخطر من الجيش المصري في عهد محمد علي، وارتكب مذبحة بحق "الإنكشارية" كعصب أساسي للجيش التركي.
رتب السلطان محمود الثاني لتحركه لمواجهة الإنكشارية، واستمال المؤسسة الدينية، وحصل على تأييد المفتي "شيخ الإسلام" لتأسيس جيش حديث أطلق عليه اسم "الجيش المحمدي" على أساس أن الدولة العثمانية، وهي دولة إسلام أصبحت مهددة ويتعين تقويتها للدفاع عنها.
2- خليفة المسلمين
يحلم اردوغان منذ زمن طويل، أن يكون خليفة المسلمين، أن يستعيد المجد العثمانى، لانه يرى أن "تركيا أكبر من تركيا؛ لا يمكن أن يكون محاصر داخل 780 ألف كيلومتر حدود تركيا".
أضاف أردوغان، "حدودنا المادية تختلف عن الحدود فى قلوبنا، إخواننا فى الموصل، وفى الحسكة، حلب، حمص فى سوريا، قد تكون مصراتة فى ليبيا، سكوبيه فى جمهورية مقدونيا، وشبه جزيرة القرم فى الاتحاد الروسى، والقوقاز خارج حدودنا المادية، ولكنهم جميعًا داخل حدود قلوبنا".
3- الخلافة العثمانية
خرج اردوغان في أحد الخطب الجماهيرية قائلا: "لقد جعل أسلافنا من أى مكان الناس ينعمون بالازدهار، لدينا تقاليد الدولة التى أرست بيئة آمنة وسلاما فى جغرافية واسعة، تمتد من أوروبا الوسطى إلى أفريقيا".
تجاهل أردوغان خطايا الإمبراطورية الاستعمارية العثمانية، لم تكن أبدًا بيئة أمن وسلام للشعوب والبلاد التى احتلتها، وكما نشرت الدولة العثمانية الجهل والتخلف وحرمت الاجتهاد ونهبت خيرات البلاد، ويكذب أردوغان ليخدع المسلمين لان لن يتوقف عن تنفيذ مشروعه الإمبراطورى على الأرض.
4- كتيبة الفتح العثماني
ظهر أردوغان خلال الاحتفال بالذكرى السنوية لغزو العثمانيين للقسطنطينية وسط 478 رجل من الجيش التركى، وارتدى الرجال الزى العسكرى العثمانى، أطلق عليهم اسم «كتيبة الفتح العثمانى»، وانضم إليهم الفرقة العسكرية العثمانية «مهترخانة»، مكونة من 84 عازفًا.
بنى أردوغان قصر إمبراطوري "القصر الأبيض"، الذى أطلقت عليه وسائل الإعلام التركية "قصر السلطان"، بتكلفة أكثر من 600 مليون دولار، وتبلغ مساحته 200 ألف متر، ويحتوى على 1000 غرفة وتزيد مساحته 30 مرة عن مساحة البيت الأبيض الأمريكى، وأكبر من قصر فرساى الشهير فى فرنسا.
5- شعار الامبراطورية العثمانية
أطلق اردوغان، اسم مؤسس الدولة العثمانية "عثمان غازى ارطغول" على جسر بإسطنبول، أكد أردوغان "إطلاق هذا الاسم يعكس الدور العظيم للسلطان عثمان فى تأسيس الدولة الإسلامية، وهذا المشروع استكمال فى طريق الحضارة الذى بدأه عثمان".
وافقت رئاسة الشئون الدستورية بالبرلمان التركى على اقتراح نواب حزب العدالة والتنمية (حزب أردوغان) بوضع شعار جديد للجمهورية، هو شعار الإمبراطورية العثمانية "الطغراء"، وينص القانون الجديد على عودة شعار الدولة العثمانية مرة أخرى بعد أن ألغى عام 1922 بسقوط الخلافة العثمانية.
يذكر أن آيا صوفيا هو متحف تاريخي مشهور في مدينة إسطنبول، وكان آيا صوفيا كاتدرائية أرثوذكسية شرقية قبل أن يتحول إلى مسجد على يد السلطان العثماني محمد الفاتح، ثم متحف ديني عام 1935، وافقت المحكمة قرار اعادة التحويل إلى مسجد مرة اخرى يوم الجمعة 10 يوليو 2020، وتقع آيا صوفيا بمدينة إسطنبول بتركيا، وتعد من أبرز الأمثلة على العمارة البيزنطية والزخرفة العثمانية.