لجنة المصنفات بالمجمع المقدس تحذر من تداول كتب مزيفة للإنجيل
حذر الأنبا مارتيروس، أسقف إيبارشية كنائس شرق السكة الحديد، رئيس لجنة المُصَنَّفَات المسيحية بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مكتبات الكنائس والأديرة برفض تَدَاوُل الترجمات الفاسدة للكتاب المقدس المعروفة باسم "المعنى الصحيح لإنجيل المسيح".
وقال "مارتيروس"، في تدوينه له، أمس الجمعة، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن لجنة المُصَنَّفَات المسيحية تحرص كل الحرص على سلامة الكتاب المقدس والحفاظ على قدسيته المُطلقة.
وطالب أسقف كنائس شرق السكة الحديد، رئيس لجنة المُصَنَّفَات المسيحية بالمجمع المقدس، المسئولين عن جميع المكتبات في الأديرة والكنائس والمكتبات المسيحية بعدم برفض تداول الكٌتب التالية: "المعنى الصحيح لإنجيل المسيح – البيان الصحيح لحواري المسيح – الإنجيل قرأه شرقية – قراءة صوفية لإنجيل يوحنا"، مؤكدًا أن هذه الكُتب محرفة ولا تُطابق النسخة الأصلية للكتاب المٌقدس، معلنًا رفضه التام لهذه الكتب المحرفة.
متحدث الكنيسة يعلق على الكتب المحرفة
وعلق القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على صدور كتاب لتفسير الكتاب المقدس بعنوان "المعنى الصحيح لإنجيل المسيح"، والذي أثار جدل بين الأوساط القبطية قائلًا: إن المسيحية منذ بدئها وهي تقابل تحديات كثيرة، ومؤكدًا أن من أخطر هذه التحديات هي التعليم والذي يتخذ أشكال عديدة منها الكتب المُحرفة أو المترجمة بطريقة لا تلتزم بنص الكتاب المقدس وروحه.
وأضاف في تصريحات إلى "الفجر"، أن من يترجم الكتاب المقدس ليس من حقه ان يغير النص، مشددًا على ضرورة الابتعاد عن هذه الكتب لأنها ضد الايمان المسيحي وما تسلمناه من ميراث الكنيسة في العصر الرسولي الذي تسلمته من السيد المسيح.
ولفت إلى أن اثناسيوس الرسولي علمنا أن نحفظ الأمانة المقدسة التي وصلتنا من كلمة الله قائلا: " عظيمة هي قساوة القلب الذين يفعلون هذا ولا يخشون الكلمة المكتوبة لا تضيفوا على الكلمة التي أوصيكم بها ولا تحذفوا منها".
وقال المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: إن كل المسيحين في العالم يشتركون في إيمانهم بالكتاب المقدس المسلم لنا من الكنيسة في العصور الاولي والذي هو بين أيدينا الان ولَم يحذف منه حرف او يدخل عليه حرف.
وحذر بولس حليم الشعب المسيحي من هذه الكتب، نعيمًا إلى أن الكتاب قال في سفر الرؤيا: "إن كان أحد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوة يحذف اسمه من سفر الحياة" (رؤ١٩:٢٢).
وفي سياق متصل، أصدرت دار الكتاب المقدس بمصر بيانًا أمس الخميس، نفت فيه علاقتها بكتاب "المعنى الصحيح لإنجيل المسيح"، مشيرةً إلى أنها لم تشترك في أي عمل يخص الكتاب المذكور.
وشدد البيان على أن لجنة داخلية متخصصة قامت بالاطلاع على الكتاب ورفضت مضمونه ومنهجية إعداده.
وأثار كتاب "المعنى الصحيح لإنجيل المسيح" ضجة الأيام الماضية، إثر تداول مقتطفات من محتواه تضمنت ترجمة لبعض آيات الكتاب المقدس، تعمد إلى تقديم معاني للآية تتنافى مع أساسيات الإيمان المسيحي.
فيما أصدر الدكتور القس إكرام لمعي، بيانا، نفى فيه المشاركة في ترجمة أي جزء لكتب العهد الجديد بالكتاب المقدس والصادرة عن دار نشر خارج مصر، على إثر الضجة المثارة حول ترجمات بها تحريف للإنجيل.
وأوضح القس: "بشأن الترجمة المزعومة لكتب العهد الجديد بالكتاب المقدس والصادرة عن دار نشر خارج مصر في جزئيين: الأول بعنوان "المعنى الصحيح لإنجيل المسيح"، والثاني بعنوان "البيان الصريح لحوارى المسيح، أعلن بأنني لم أقم على الإطلاق بعمل ترجمة لأي جزء في الكتابين؛ حيث أنني لست متخصصا في هذا الشأن، وبالتالي أؤكد على عدم مشاركتي في هذه الترجمة".
وتابع: "تم وضع أسمي على غلاف الجزء الثاني من هذه الترجمة من قبل دار النشر التي طبعتها بدون علمي؛ وسواء وضع اسمي أو اسم غيرى، فمن الواضح أنه بهدف الترويج لهذه الترجمة".
وشدد على أن هذا البيان لاستجلاء الأمر وتوضيحه للجميع".
وقد أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، قد أكد في تصريحات إعلامية بحوار حول بعض ترجمات الكتاب المقدس أن تطويع النص لأي ألفاظ أو اتجاهات أمر مرفوض، مؤكدا: أنا أريد النص كما تكلم به الروح القدس عبر رجال الله.
وكان القس أشرف نادي حبيب، عضو مجمع القاهرة الإنجيلي المشيخي، وسنودس النيل الإنجيلي، تقدم بخطاب إلى قيادات السينودس الإنجيلي يكشف عن اشتراك وتأييد البعض من أعضاء السينودس وهيئاته التعليمية لمشروع "المعنى الصحيح لإنجيل المسيح"، وهي الترجمات التي تنكر الثالوث وألوهية المسيح وعمله الكَفَّاري لأجل خطايا العالم وعصمة الكتاب المقدس، بحسب القس.
وطالب القس أشرف نادي، بالتحقيق في مشروع هذه الترجمات انطلاقًا من المادة 236 من دستور الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر الخاصة بِسُلْطات السينودس.