"قرقاش": نثق في حكمة وحزمة السعودية بإدارة أزمة قطر
أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، اليوم الجمعة، الثقة المطلقة في حكمة وحزم السعودية لإدارة هذه الأزمة بما يحقق المصلحة المشتركة.
وقال قرقاش في تغريدة على تويتر: "موقفنا تجاه أزمة قطر شفاف وواضح وضوح الشمس، فنحن طرف ضمن موقف رباعي موحد اضطر إلى اتخاذ إجراءات رادعة تمنع الضرر عن الدول الأربع وتحمي أمنها".
وأضاف: "وفي هذا السياق نثق ثقة مطلقة في حكمة المملكة العربية السعودية الشقيقة وحزمها في إدارة هذه الأزمة بما يحقق المصلحة المشتركة".
وفي هذا الصدد لطالما أكدت الإمارات أن الأساس في حل أزمة قطر يكمن في "معالجة جذور الأزمة بين قطر والدول الأربع"، وتلبيتها لمطالب الدول الأربع، وهو موقف ثابت واراسخ وواضح لم يتبدل ولم يتغير.
هذا الموقف الإماراتي الذي يتلخص في أن حل أزمة قطر يكمن في "معالجة جذور الأزمة" وتلبيتها لمطالب دول الرباعي العربي، هو نفسه موقف التحالف الرباعي الداعم لمكافحة الإرهاب، فموقف الدول الأربع واحد موحد، وجميعهم على قلب رجل واحد، ولا تستأثر الإمارات برأي ولا تنفرد بقرار، كما تحاول حملات الافتراء القطرية أن توحي.
وعبرت دول الرباعي العربي في مناسبات مختلفة وعلى مدار أعوام المقاطعة على نفس الموقف.
وأكدت الدول الأربع مرارا أن رهان قطر على معيار الوقت أو تفكيك التحالف لحل أزمتها دون حل مسببات الأزمة، هو رهان خاسر ولا حل للأزمة دون تلبية مطالب الرباعي العربي، وأن كل محاولات الدوحة العبثية لحل تلك الأزمة دون معالجة أسبابها لن تجدي.
وفي تصريحات له قبل أيام، أكد سامح شكرى، وزير الخارجية المصري ، إن موقف الرباعي العربي "ثابت ولم يتغير" فيما يتعلق بأزمة قطر.
أيضا قوبلت محاولات قطر لاستجداء الحوار دول حل مسببات الأزمة برد قوي من السعودية، حيث رد السفير عبد الله بن يحيى المعلمي مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة على محاولات استجداء الحوار، واستغلال عامل الوقت، في تصريحات له الشهر الماضي، مؤكدا أن " القضية ليس قضية حوار، بل قضية مبادئ يجب الالتزام بها".
وشدد على أن "نظام قطر يقوم بالمماطلة واللعب بالوقت وهذا أمر كلنا في غنى عنه، لا يوجد لدينا وقت لمثل هذه المحاولات".
وحذر من أنه "يمكن إضافة شروط جديدة على قطر من قبل دول الرباعي العربي لو طرأ حدث طارئ جديد على الأرض في قطر يبرر وضع شرط جديد"، في إشارة إلى محاولات الدوحة المستمرة لانتهاج سياسات وعقد تحالفات تضر بأمن واستقرار المنطقة.
وأكد "قرقاش" في رسالته الثالثة أن الدول الأربع اضطرت إلى اتخاذ إجراءات رادعة ضد قطر لحماية أمنها ومنع الأضرار عنها.
وهي رسالة لطالما أكدت عليها الدول الأربع في مناسبات عدة وفي المحافل الدولية، ومفادها أن الإجراءات التي اتخذتها تأتي انطلاقاً من ممارسة حقوقها السيادية التي كفلها القانون الدولي وحماية لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف التي تدعمه الدوحة، إلا أنها في الوقت نفسه تفرق تماما بين قطر كشعب وكحكومة، وقد اتخذت كل الإجراءات والجهود الإنسانية اللازمة لضمان عدم تأثر القطريين بإجراءات المقاطعة.
وشددت الدول الأربع في أكثر من مناسبة أن التدابير القانونية التي اتخذتها جاءت نتيجة مباشرة لدعم وتمويل قطر المتواصل للإرهاب والجماعات المتطرفة، وعدم وفاء قطر بالتزاماتها القانونية التي وقعت عليها المتمثلة في اتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلي عام 2014.
وبرهت تلك الدول على ذلك عمليا ، عندما قبلت الدول الخليجية المقاطِعة لقطر "السعودية والإمارات والبحرين" المشارَكة في كأس الخليج العربي لكرة القدم "خليجي 24" التي استضافتها قطر خلال الفترة ما بين 26 نوفمبر و 9 ديسمبر 2019، كبادرة حسن نية لإظهار أن الأنشطة الخليجية المشتركة تظل بمنأى عن الخلاف السياسي، وأن هناك فصلا بين التظاهرات الرياضية والتوظيف السياسي.
الرسالة الرابعة تتعلق بثقة الإمارات المطلقة في حكمة السعودية لإدارة أزمة قطر، وهو أمر أكدت عليه الإمارات منذ الأيام الأولى للأزمة وعلى مدار سنوات المقاطعة، وحتى اليوم.
ففي 12 يونيو 2017، بعد أسبوع من إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب قطع علاقتها مع قطر لدعمها الإرهاب، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، الدكتور أنور قرقاش، إن قطر ستكتشف بعد جهودها الكبيرة لتدويل الأزمة وتطبيل إعلامها أن الحل في العاصمة السعودية الرياض.
وعندما حاولت قطر استغلال الفرصة التي منحتها لها السعودية في حل أزمتها في الشهور الأخيرة من العام الماضي، بإثارة الفتنة بين دول الرباعي العربي، جاء رد قرقاش واضحا ، مؤكدا الثقة في حكمة السعودية.
وغرد قرقاش في 14 ديسمبر الماضي قائلا :"التسريبات القطرية الاخيرة بشأن حلّ أزمة الدوحة مع السعودية الشقيقة دون الدول الثلاث تكرار لسعي الدوحة إلى شق الصف والتهرب من الإلتزامات".
وأردف :"الرياض تقود جبهة عريضة من أشقائها في هذا الملف والملفات الإقليمية الأخرى، والتزامها بالمطالب والحلفاء أساسي وصلب."
وعندما غاب أمير قطر تميم بن حمد عن القمة الخليجية الأخيرة التي استضافتها الرياض في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتضييعه فرصة كانت تحمل حظوظا كبرى في حل أزمة قطر، الأمر الذي دفع الرياض لإنهاء المحادثات التي بدأتها مع قطر.
واعتبر قرقاش غياب أمير قطر عن قمة الرياض "مرده سوء تقدير للموقف يسأل عنه مستشاروه".
وشدد على حل جذور الأزمة، قائلا:" ويبقى الأساس في الحل ضرورة معالجة جذور الأزمة بين قطر والدول الأربع"
مواقف عديدة وكثيرة تؤكد وتثبت الثقة الإماراتية المطلقة في حكمة السعودية ليس في إدارة أزمة قطر فحسب، بل تجاه مختلف ملفات المنطقة ، وهي ثقة تجسدها الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.