فيتو روسي صيني ضد قرار إدخال المساعدات إلى سوريا لمدة 6 أشهر
أعلنت روسيا والصين، اليوم الجمعة، استخدام حق الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يسمح بإدخال المساعدات إلى سوريا عبر منفذين حدوديين لمدة 6 أشهر.
ويذكر أن استخدمت روسيا والصين يوم الثلاثاء 07 يوليو 2020 حقّهما في النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضدّ مشروع قرار ينصّ على تمديد آليّة إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدّة عام واحد عبر نقطتَي دخول حدوديّتَين، بحسب ما أفاد دبلوماسيّون.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان نقلته وكالة سبوتنيك رداً على تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حول الفيتو الروسي الصيني إن “موسكو تشعر بخيبة أمل من الطريقة التي سمح بها بومبيو لنفسه بالتعليق على المناقشات في مجلس الأمن الدولي بشأن مشروع القرار حول آلية نقل المساعدات الإنسانية لمدة عام عبر الحدود إلى الجمهورية العربية السورية” مبينة أن مثل هذا الموقف يمثل “محاولة أخرى لتشويه الحقائق والواقع من أجل المصلحة السياسية الضيقة”.
وأوضحت الخارجية في بيانها أن روسيا “لا تعترض على تمديد آلية نقل المساعدات الإنسانية عبر الحدود لكنها تعتبر أنه من الضروري جعلها تتماشى مع الوضع الحقيقي على الأرض وخاصة في إدلب” مؤكدة أن روسيا كانت ولا تزال تدعو إلى زيادة المساعدات الإنسانية لسورية لكن بالتنسيق مع حكومتها.
وأعربت الخارجية الروسية عن أسفها لأن “الولايات المتحدة ومن يشترك معها بالأفكار ينجحون في التلاعب في المؤسسات الإنسانية البحتة” لتحقيق أجنداتهم الخاصة.
وكان بومبيو حرض على فرض عقوبات ضد روسيا والصين بعد استخدامهما “فيتو” ضد مشروع قرار تمديد الالية بينما صوت مجلس الامن الدولي وبتحريض من الولايات المتحدة ضد مشروع قرار روسي حول إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية من خلال معبر حدودي واحد.
وخضع مشروع القرار الذي قدّمته ألمانيا وبلجيكا، العضوان غير الدائمين في المجلس، لتصويتٍ خطّي. خلال المفاوضات، طالبت روسيا بتمديد آليّة المساعدات لمدّة ستّة أشهر فقط وبأن يتمّ إيصالها عبر نقطة حدوديّة واحدة حصراً، في مقابل نقطتَين حاليّاً، وفق ما أوضح دبلوماسيّون. أمّا الأعضاء الـ 13 الآخرون في المجلس، فصوّتوا لصالح النصّ الألماني البلجيكي، حسب المصادر نفسها.
وسارعت روسيا بعد صدور نتيجة التصويت، إلى اقتراح نصّها الخاصّ الذي يتضمّن تمديداً لآليّة المساعدات الأمميّة إلى سوريا لستّة أشهر وعبرَ معبرٍ واحد على الحدود مع تركيا. وستُحسم مساء الأربعاء 08 يوليو 2020 نتيجة التصويت على النصّ الروسي المقترح.
وطالب مشروع القرار الذي قدّمته ألمانيا وبلجيكا، المكلّفتان الشقّ الإنساني في الملف السوري في الأمم المتحدة، بتمديدٍ لمدّة عام واحد، حتى العاشر من تموز/يوليو 2021، لآليّة إدخال المساعدات إلى سوريا، والتي ينتهي مفعولها الجمعة. كما نصّ مشروع القرار على إبقاء نقطتَي الدخول الحاليّتين على الحدود التركية السورية في باب السلامة وباب الهوا.
وقال دبلوماسيون لفرانس برس الأسبوع الماضي إنّ موسكو طلبت في المفاوضات تمديد الآلية لمدة ستة أشهر وإلغاء نقطة باب السلامة، وهي أقلّ استخداماً من نقطة باب الهوا. وتتيح النقطة الأخيرة خصوصاً إيصال مساعدات إنسانية لما بين ثلاثة وأربعة ملايين شخص يعيشون في منطقة إدلب الخارجة عن سيطرة النظام السوري. وهذا هو الفيتو الخامس عشر الذي تستخدمه موسكو في الأمم المتحدة منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.