تعرف على قصة البابا كيرلس الأول.. ولماذا تحتفل به الكنيسة القبطية؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؛ برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الجمعة، بتذكار رحيل البابا البطريرك كيرلس الأول.
وبحسب كتاب التاريخ الكنسي(السنكسار)؛ تُحيي الكنيسة تذكاره في 3 أبيب من كل عام قبطي.
والبابا كيرلس الأول هو البطريرك الرابع والعشرين من بطاركة الكرازة المرقسية، حيث رحل عن عالمنا في 3 أبيب عام 160 للشهداء؛ الموافق 444من الميلاد، ولُقب البابا كيرلس بعمود الدين ومصباح الكنيسة الأرثوذكسية.
وُلِدَ هذا القديس ببلدة محلة البرج (محلة البرج: هي قرية تابعة لمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية)، من أسرة عريقة في الإيمان. وتتلمذ في حداثته على يدي خاله البابا ثاؤفيلس البطريرك (23)، فأحب قراءة الكتب المقدسة وسِير الآباء القديسين. واهتم بحفظ الألحان الكنسية والتسبحة، ثم درس بالمدرسة اللاهوتية العلوم والفلسفة واللاهوت ونبغ فيها.
مضى القديس إلى برية شيهيت وترَّهب على يدي القديس الأنبا سيرابيون، فنما في الفضيلة والمعرفة الروحية والعبادة والنسك. واستدعاه خاله ورسمه قسًا بالإسكندرية، وخدم فيها بنشاط وجذب الكثيرين بتقواه وعفته، فأحبه الجميع. وبعد نياحة خاله اختاره الأساقفة والأراخنة بطريركًا وتمت رسامته يوم 20 بابه سنة 128 للشهداء (412م)، فاهتم برعاية شعبه وتعليمه.
وبعد أن اعتلى على الكرسي المرقسي قاوم البدع والهرطقات وَرَّدَ على مقالات يوليانوس الجاحد، وألغى الحكم الصادر من خاله ضد القديس يوحنا ذهبي الفم، ووضع اسمه في مجمع القديسين.
وعندما ظهرت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية تصدى لها، فبعث في موعد عيد القيامة رسالة فصحية لجميع كنائس العالم، شرح فيها كيفية اتحاد اللاهوت بالناسوت كاتحاد النار بالحديد الذي حين يُطرقه الحداد يقع الطرق على الحديد دون النار، مع كون النار متحدة بالحديد بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير. فالنار تظل محتفظة بطبيعتها النارية والحديد يظل محتفظًا بطبيعته الحديدية. وبالنسبة للقب ثيئوتوكوس قال: " كما أن الأم البشرية تعطى الجسد فقط لابنها، فهي تعتبر مع ذلك أم لابنها بكامله. هكذا العذراء هي بحق أم الله، لأنه قد نما داخلها الجسم المقدس، الذي اتخذه المخلص وجعله واحدًا مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير. فهي إذًا أم لابنها الله الكلمة بكامله ".
وأرسل رسالة لنسطور شرح له فيها العقيدة المستقيمة، وترجاه أن يرجع إلى صوابه، فلم يستجب نسطور لها؛ فأرسل له كيرلس رسالة أخرى ليوضح له فيها خطورة ما اعتقد به، كما بعث إليه بوفد ليتدارسوا.