ورقة اللاجئين.. كيف استغلها أردوغان منذ الحرب السورية وحتى الآن لإسكات أوروبا؟
في كل مرة تتوتر فيها العلاقات التركية مع أوروبا، أو تنتقد الأخيرة تصرفات أنقرة في المنطقة، يستخدم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان طريقته المعتادة للضغط على الاتحاد الأوروبي، وهي ورقة اللاجئين عبر تهديده الدائم بفتح الحدود أمام آلاف العالقين من سوريا وليبيا، وإرسالهم إلى الغرب، وهو ما يثير رعب أوروبا، ويجعلها صامتة على انتهاكاته.
وفي مارس الماضي، وجدت أوروبا نفسها مع موجة جديدة مع تدفع اللاجئين، وقالت الأمم المتحدة إن نحو 13 ألف لاجئ، باتوا يتمركزون الآن، على طول الحدود التركية اليونانية، التي يبلغ طولها 212 كيلومترا، وهنا استغلت تركيا الأمر، وسارع وزير الداخلية التركي (سليمان صويلو)، في الحديث عن عدد اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين، العابرين أراضي بلاده باتجاه أوروبا، موضحا أنه قد ارتفع إلى 47 ألف شخص، وللضغط على أوروبا للموافقة على الانتهاكات التركية في ليبيا وسوريا.
وكان الرئيس التركي أعلن فتح المعابر إلى أوروبا أمام اللاجئين، في أعقاب مقتل 34 جنديا تركيا في إدلب، بقصف لقوات النظام السوري، وأرجع أردوغان فتح المعابر أمام اللاجئين، إلى عدم قدرة بلاده، على تحمل أعداد جديدة منهم، ثم كرر الأمر عدة مرات العام الجاري، بعد تصريحات مسؤول تركي بأنهم قرروا "عدم منع اللاجئين السوريين من الوصول إلى أوروبا برًا وبحرًا".
ويعتبر محللون أتراك، أن أنقرة، كانت نبهت أوروبا مرارا، إلى خطورة موجة جديدة، من النزوح السوري، إلا أن الأخيرة لم تحرك ساكنا، وأن الخطوة الأخيرة، بتسهيل عبور اللاجئين باتجاه الحدود الأوروبية، هي محاولة للضغط عليها لقبول كل ما تقوم به تركيا وتأييدها بشأن انتهاكاتها المستمرة في البحر المتوسط.
وفي أكتوبر 2019، قالت نائبة رئيس البرلمان الألماني كلاوديا روت، متحدثة عن تهديدات الرئيس التركي المتواصلة لأوروبا بفتح الحدود والسماح للاجئين الذين يعيشون في تركيا بالتدفق على أوروبا: "أردوغان يبتزنا بشكل لا يطاق، الدول الأوروبية وبضغط من الحكومة الألمانية جعلت الاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا تعتمد على حكومة تركية تنتهك حقوق الإنسان ولا تطبق اتفاقية جنيف للاجئين".
وأوضحت "روت"، أن إلغاء الاتفاق الأوروبي مع تركيا هو الحل لكي لا تتعرض أوروبا لـ"الابتزاز" من قبل أردوغان، قائلة: "يجب ألا نسمح أن يتم ابتزازنا من قبل رجل يقول: إذا انتقدتموني أو لم ترسلوا لي الأموال، عندها سأرسل الناس عبر البحر! هذا مثير للشفقة"، أردوغان يستخدم لاجئي الحرب ويستخدمنا كوديعة سياسية لسياساته المجنونة".
ومن المؤكد أن تركيا شجعت اللاجئين صراحة على الفرار لأوروبا، بل ونشرت خرائط للطرق التي يمكنهم بها الوصول إلى أوروبا باللغة العربية، ما أدى إلى عبور قرابة 900 ألف لاجئ إلى أوروبا، في يناير وفبراير من هذا العام.
وحاليا يهدد أردوغان أوروبا بالملف الليبي بعد تدخله السافر به، وغرساله آلاف المرتزقة للقتال بدلا عن جيشه، وذلك بعد انتقاد باريس لها، وتصريح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بأن إرسال تركيا آلاف السوريين للقتال في ليبيا أمر غير مقبول، واتفاق ألمانيا معه.
ورغم تعرض تركيا لانتقاداتٍ من كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فإنها أكدت على المضي في خططها للتنقيب عن النفط والغاز قبالة شواطئ قبرص، وصدرت أوامر بإلقاء القبض على طاقم سفينة حفر تركية في المنطقة مؤخرا، وتجاهلت تركيا انتقادات الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، ودافعت عن خطط الحفر التي تقوم بها، وهو الأمر الذي تقوم به أيضا في كل صراع تدخل فيه.