الغناء ورسالته الأخيرة.. مواقف لا تنسى للشهيد أحمد منسي
عُرف بشجاعته، في مواجهة التنظيمات الإرهابية على أرض سيناء، ومواقفه الإنسانية التي لا تنسى، حتى حفر اسمه في قائمة الشرفاء، إنه العقيد أحمد منسي قائد كتيبة الصاعقة 103، الذي استشهد في مثل هذا اليوم 7 يوليو 2017م، في أثناء صد هجوم إرهابي على كمين في قرية "البرث" بمدينة رفح شمال سيناء.
أحمد صابر منسي من مواليد 1977م، في مركز منيا القمح بـمحافظة الشرقية، تخرج من الكلية الحربية، ثم التحق بصفوف القوات المسلحة، حاصلًا على فرق "مقاومة الإرهاب" لكونه ضابطًا بقوات الصاعقة، حتى تولى قيادة الكتيبة 103 صاعقة، خلفًا للعقيد رامي حسنين.
علاقته بأصدقائه
لا تنسى مواقف العقيد أحمد منسي الإنسانية، فقد كان قريبًا من أصدقائه، يتوجه إلى قراهم بملابسه العسكرية في عطلاته ليزورهم ويطمئن على أحوالهم.
ودائمًا ما يساعد أصدقائه ويدعمهم، فحينما علم أن أحدهم هو العائل الوحيد لأمه وأشقائه اليتامى الصغار، وانقطاع مصدر رزقهم بعد التحاق نجلهم بالخدمة العسكرية، فتكلف بتجهيز إحدى شقيقات هذا الجندى التي كانت مقدمة على الزواج، كما أمر بأن يصبح شقيقها "حلاق" الكتيبة ليضمن له مصدر رزق.
الشعر والغناء
وامتلك منسي، العديد من المواهب مثل الغناء، فكان يسجل قبل استشهاده أحد الأغاني في الاستوديو، ولكنه لم يستطع أن يرى أغنيته تخرج إلى النور، ذلك بالإضافة إلى قدرته على كتابة الشعر، فكانت له إحدى القصائد بعنوان "يا قبور تنادي أسامينا".
تسمية ابنه
ويرجع إطلاق اسم حمزة على ابنه الكبير، تيمنا بسيدنا حمزة بن عبد المطلب، الملقب بـ"سيد الشهداء"، الذي يعتبره مثال أعلى وقدوة في الشجاعة والإقدام.
وصاية بالأقباط
وكان يوصي، بالأقباط خيرًا، حيث عرف بمواقفه المحايدة تجاههم، وقال؛ " دة دينك ياللي ناسي دينك.. استوصوا بالأقباط خيرًا".
رسالة قبل الاستشهاد
وكانت رسالته الأخيرة قبل الاستشهاد بلحظات، أهم ما يميزه، بعد البطولات التي سطرها "المنسي" في مواجهة الإرهابيين، وظهر في التسجيل الصوتي وهو يتحدث إلى زملائه في الجيش عبر أثير الجهاز اللاسلكي قائلًا: "الله أكبر لكل أبطال شمال سيناء، يمكن تكون دي آخر لحظات حياتي في الدنيا، أنا لسه عايش في هجوم لجماعة الدواعش التكفيريين علينا في منطقة البرث (في رفح) دخلوا بكام عربية مفخخة.. هدموا المباني وكل النقطة (العسكرية).. وأنا لسه عايش أنا وأربع عساكر متمسكين بالأرض، ومن أجل زملائنا الشهداء لا نتركهم ولا أي مصاب لن نتركه".
وتابع: "بسرعة أي أحد يستطيع الوصول إلى العمليات يبلغهم بإطلاق المدفعية، نحن لازلنا على قيد الحياة ولن نترك هذه الأرض وعليها أي شهيد أو أي مصاب.. الله أكبر".
استشهاده
واستشهد العقيد أحمد المنسي في 7 يوليو 2017 جراء الهجوم الانتحاري الذي وقع على كتيبته في مدينة رفح، هو وعشرة جنود آخرين في شمال سيناء، وذلك بعدما أظهر بطولة وشجاعة خلال مواجهة العناصر الإرهابية.