تعليق البابا فرنسيس على قرارات مجلس الأمن بشأن مكافحة كورونا
علق قداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، على قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار العالمي لتعزيز بعض الإجراءات لمواجهة تبعات فيروس كورونا المدمّرة لا سيما في المناطق التي تشهد نزاعات قائلًا: إن طلب وقف إطلاق النار الفوري، سيسمح بالسلام والأمن الضروريين لتقديم المساعدة الإنسانية التي هناك حاجة ماسّة إليها، مؤكدًا أنه أمر يستحق الثناء.
جاء ذلك خلال عظته التي القاها، اليوم الأحد، خلال ترأسه القداس الإلهي في ساحة القديس بطرس بالعاصمة الفاتيكانية "روما".
وأكد "فرنسيس" أنه يآمل أن يتم تنفيذ هذا القرار بشكل فعال وفوري لصالح العديد من الأشخاص الذين يتألّمون؛ وليصبح قرار مجلس الأمن هذا خطوة أولى جريئة نحو مستقبل سلام.
وتحدث بابا الفاتيكان عقب صلاة التبشير؛ قائلا: إن إنجيل اليوم يحدثنا عن ثلاثة أجزاء: أولًا يرفع يسوع نشيد بركة وشكر إلى الآب لأنّه أظهر للفقراء والبسطاء سرَّ ملكوت السماوات، بعدها يكشف العلاقة الحميمة والفريدة بينه وبين الآب، وفي الختام يدعونا لكي نذهب إليه ونتبعه لكي نجد الراحة.
وأضاف: أولًا يرفع يسوع التسبيح إلى الآب لأنّه أخفى أسرار ملكوته وحقيقته على "الحُكَماءِ وَالأَذكِياء"؛ يسمّيهم هكذا بنوع من السخريّة لأنهم يعتبرون أنفسهم كذلك وبالتالي فإن قلوبهم مغلقة.
ولفت الى أن الحكمة الحقيقية تأتي أيضًا من القلب، وليس فقط من فهم الأفكار، وبالتالي إن كنت تعرف الكثير من الأمور ولكن قلبك مغلق فلست بحكيم. ويقول يسوع أن أسرار أبيه قد كُشفت "للصغار" أي للذين ينفتحون بثقة على كلمته، كلمة الخلاص ويشعرون بالحاجة إليه وينتظرون منه كلَّ شيء.
وأوضح أن يسوع يشرح أنّه نال كلَّ شيء من الآب، ويدعوه "أبي" ليؤكِّد على فرادة علاقته به، مضيفا: في الواقع نجد بين الآب والابن فقط تبادل كامل: الأول يعرف الآخر، والأول يعيش في الآخر؛ ولكنَّ هذه الشركة الفريدة هي كزهرة تُزهر لكي تكشف مجانًا جماله وصلاحه؛ وها هي دعوة يسوع: "تَعالَوا إِليَّ..."، فهو يريد أن يعطينا ما يستقيه من الآب".
وتابع: كما أن الآب يملك تفضيلًا إزاء "الصغار"، هكذا أيضًا يتوجّه يسوع إلى "المُرهَقينَ المُثقَلين"؛ لا بل يضع نفسه بينهم لأنّه "وَديعٌ مُتَواضِعُ القَلب". كما في الطوبى الأولى والثالثة، الطوبى للمتواضعين أو لفقراء الروح والطوبى للودعاء.
ولفت الي أن يسوع "الوديع والمتواضع" ليس مثالًا للمستسلمين وليس مجرّد ضحيّة بل هو الإنسان الذي يعيش من كلِّ قلبه هذه الحالة في شفافيّة تامة لمحبّة الآب، أي الروح القدس. إنه مثال "فقراء الروح" وجميع الآخرين الذين يمنحهم الإنجيل الطوبى والذين يتمّمون مشيئة الله ويشهدون لملكوته.