خبراء يحللون شخصية المتحرش: شخصية عدوانية.. والتأهيل النفسي ضروري
التحرش جريمة يعاقب عليها القانون، لشخص أَطْلَق سهام شهوته، للاعتداء على فتيات أبرياء، يتخوفن من الزج بأسمائهن، من ملاحقة العار في مجتمع غير عادل، ليمارس الجاني جريمته الشنعاء، غير مبالي بالنتائج الكارثية التي تخلف آثارها النفسية والجسدية، على الضحية.
واقعة التحرش بعشرات الفتيات
بقلوب يعتصرها الألم والحسرة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقائع بشعة، جراء اتهام شاب يدعى "أ. ب. ز" الذي تصدر قائمة "تريندات" موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، بمجرد تداول تغريدات لفتيات يزعمن تعرضهن للتحرش ومحاولة الابتزاز من الشاب، طالب الجامعة الأمريكية، بحسب زعمهن.
ونجحت أجهزة الأمن في القبض على المتهم بالتحرش بالفتيات، وجار عرضه على جهات التحقيق، في ضوء ما تم تناوله على مواقع التواصل الاجتماعي، مناشدةً المتضررات بضرورة التقدم ببلاغات رسمية بالأضرار التي لحقت بهن للتحقيق فيها.
وأعلنت النيابة العامة أنها تجرى تحقيقاتها مع المتهم، بعد أن ألقت الشرطة القبض عليه، وحررت محضرًا بواقعة الضبط وعرضته والمتهم على النيابة المختصة، وجارٍ التحقيق معه.
دعم مجتمعي للفتيات
وتبرأت الجامعة الأمريكية من المتهم بالتحرش، إذ أصدرت بيانا عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أكدت فيه أنه، لم يعد طالبًا لديها، إذ غادرها في العام 2018.
ودعمًا لضحايا التحرش الجنسي، يقف المجلس القومي، بجانب الضحايا في رفع القضايا القانونية.
وكذلك دعم الأزهر، الفتيات في المطالبة بحقهن، والقصاص من المتحرش المعتدي عليهن دون الاستخفاف بآلامهن وآلام أسرهن، مع تفعيل قوانين ردع المتحرشين، والداعين لجريمة التحرش بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال تزيينها في أعين الشباب بالسلوك أو القول أو العمل.
المتحرش شخصية عدوانية
وتحليلًا لشخصية الشخص المتحرش، وصفه الدكتور أحمد علام استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، بأنه عادة يكون غير سوى مبدائيًا"، موضحًا أن طبيعة أي علاقة هي تبادل مشاعر بين طرفين، إنما عمل تصرفات رافضها الطرف الآخر ورافضني أنا شخصيًا ويصر على فعلها فهذا ينم عن شخصية غير سوية.
وأكد "علام"، في تصريحاته الخاصة ل"الفجر"، أن المتحرش يعتبر شخصية عداونية خاصة على الشخص الأضعف منه، لأنه يستغل أنه أقوى جسديًا أو لديه سلطة على الفتاة التي بيتحرش بها، متابعًأ أنه بالطبع شخص متنمر ولديه مشاكل سلوكية، تبدأ من التربية وعدم رقابة الأهل له وعدم التوجيه السليم منذ الصغر.
مطالب بتغليظ عقوبة التحرش
وأردف استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، قائلًا؛ "المتحرش شخصية اندفاعية ولا يقدر العواقب التي سيواجهها لاعتماده أن الضحية لن تتكلم ولن تبلغ عنه".
وطالب علام، بتغليظ عقوبة التحرش وتطبقها بشكل علنى بمعنى تسليط الضوء عليها إعلاميا، إذ يساعد في حل جزء من المشكلة والجزء الآخر في يد الفتاة التي تتعرض للتحرش بالإبلاغ عن هذا الشخص فورًا واتخاذ جراء سريع وقوي ضده.
شخص غير سوي
وتتفق معه الدكتورة أسماء مراد أخصائية علم اجتماع المرأة والإرشاد الأسري، مؤكدة أن المتحرش شخصية غير سوية نفسيًا، إما أن يكون هو تعرض للتحرش فأصبح متحرشا، فالطفل الذي يتعرض للتحرش أكثر من خمس مرات يدمن هذا الموضوع، ويتحول إلى متحرش أو يصاب بأزمة نفسية، قد يكون بينتقم بنفس ماحدث له، لو يكون بيشعر بالتميز أو التحكم بالضحية بإلحاق الأذى النفسي والجسدي بها.
وأضافت "مراد"، في تصريحاته الخاصة ل"الفجر"، أن المتحرش، قد يكون شخصية نرجسية، بمعنى كل النساء ملك له، أو سيكوبانى يتلذذ بتعذيب الآخرين، مشددة على ضرورة تعليم بناتنا أن السكوت ضعف، يشجع المتحرش على مواصلة جريمته.
التأهيل النفسي للضحايا
وحول التأهيل النفسي لضحايا التحرش، أشارت أخصائية علم اجتماع المرأة والإرشاد الأسري، إلى ضرورة التأهيل النفسي لمن تعرض سواء إناث أو ذكور، حتى لا يتحولوا إلى وحوش متحرشين أو مدمرين لنفسية الآخرين، مؤكدة أنه لابد من عقوبة رادعة، وأن يكون عبرة لمن تسول له نفسه، حيث يسبب عقد نفسية خطيرة على حياة البنت وحياتها الزوجية بشكل خاص.