مى سمير تكتب: جوعان بن حمد «أمير الظل القطرى»
متهم بالحصول على رشاوى من الولايات المتحدة الأمريكية .. وأمير التعذيب فى الدوحة
متورط فى قضايا فساد وانتهاكات حقوق إنسان
يقال أن لكل شخص من اسمه نصيب ويبدو أن «جوعان» حصل على نصيب الأسد من اسمه، ورغم حالة الصراع التى تعيشها بلاده على المستوى الداخلى والخارجى، إلا أنه يظل جوعان للمال والفساد ودعم الإرهاب.
الحديث هنا عن الشيخ جوعان بن حمد بن خليفة آل ثانى عضو هام فى بيت آل ثانى الملكى. وهو الابن الخامس لأمير قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثانى، والطفل الثالث للأمير من زوجته الثانية موزة بنت ناصر المسند.
تلقى جوعان بن حمد تعليمه فى مدرسة عسكرية خاصة فى فرنسا، وعين رئيسا للجنة الأوليمبية القطرية فى مايو 2015، وشغل منصب رئيس اللجنة المنظمة لبطولة العالم الرابعة والعشرين لكرة اليد للرجال قطر 2015.
يبدو جوعان مكتفياً بدوره فى الخلفية مانحا شقيقه الأكبر المساحة الكافية للتمتع بكل الأضواء المسلطة عليه، لكن تواجده فى الكواليس يسمح له بالتحرك بحرية وبعيدا عن الاهتمام الإعلامى.
مجموعة من التقارير الصحفية كشفت عن الوجه الخفى لشقيق تميم الذى برز اسمه فى العديد من القضايا المثيرة للجدل.
تجاوزات جوعان تأرجحت بين قضايا فساد، كان آخرها تورطه فى اتهامات بالرشوة فى قضية بالولايات المتحدة، واتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان وتحوله إلى ذراع شقيقه فى تكميم أفواه المعارضة وقمع الشعب القطرى.
1- أمير الظل
حسب منظمة حقوق الإنسان العربى، ومقرها برلين، يمارس جوعان مختلف أشكال الانتهاكات لحماية حكم شقيقه، وتضم هذه الانتهاكات الاعتداء على أفراد عائلة آل ثانى، ومن أمثلة الانتهاكات التى يتعرض لها عدد من أفراد آل ثانى، قضية الشيخ «طلال آل ثانى» ابن عم الأمير تميم المعتقل منذ سبع سنوات فى السجون القطرية .
كشفت أسماء أريان، والذى حكم النظام القطرى على زوجها الشيخ طلال فى قطر تعسفيا بالسجن لمدة 25 عاما، أن زوجها اعتقل بعد خداعه واستدراجه للعودة إلى قطر بدعوى تسليمه ميراث والده. وقالت إن الحكومة القطرية ترفض بتعنت تواصلها مع زوجها إلا من خلال أرقام هواتف من داخل قطر. وأضافت زوجة الشيخ طلال آل ثانى إن هناك الكثير من المسجونين فى قطر تم سجنهم والقبض عليهم بطرق غير قانونية، مؤكدة أن مسار القضاء فى قطر يعتمد على الترهيب.
وحسب منظمة حقوق الإنسان العربى، يلعب جوعان دوراً فى دعم وتمويل الإرهاب وتمكين الشخصيات المتطرفة من إدارة المؤسسات الحكومية.على سبيل المثال صرح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب: «لقد كانت دولة قطر للأسف ممولة للإرهاب وعلى مستوى عال جدا».
وكتب معهد واشنطن: «ترى الولايات المتحدة فى حليفتها المقربة قطر بؤرة لتمويل الإرهاب، إلى حد أن واشنطن وصفت هذه الدولة الخليجية الصغيرة بأنها بيئة متساهلة مع تمويل الجماعات الإرهابية». وأشار تقرير عن وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 2 يونيو 2016 عن تمويل الإرهاب أن: «الكيانات والأفراد داخل قطر لا يزالون يعملون كمصدر للدعم المالى للجماعات الإرهابية والمتطرفة العنيفة».وفى أغسطس 2014، اتهم الوزير الألمانى للتعاون الاقتصادى والتنمية فى ذلك الوقت جيرد مولر قطر بعلاقتها بتنظيم داعش، قائلا : «عليك أن تسأل من يسلح، من الذى يمول قوات داعش، والكلمة الرئيسية هناك قطر».
كما أشارت منظمة حقوق الانسان العربى أن جوعان مسئول عن العديد من عمليات إلقاء القبض العشوائى على المواطنين فى قطر. وكانت الفترة الأخيرة قد شهدت انتقادات موسعة للقمع المتصاعد داخل إمارة قطر. وحسب تقرير موسع لمؤسسة فريدوم هاوس الصادر فى عام 2020 أن مواطنى دولة قطر لا يتمتعون بالحرية الكافية، بسبب الانتهاكات التى تمارس بحق المواطنين والوافدين على حد سواء حيث لا تعيش هذه الإمارة الصغيرة حياة سياسية كاملة وتنتهك حقوق الإنسان بالنسبة للعمال الذين يعملون لديها من جنسيات مختلفة خاصة أن هذه الانتهاكات ازدادت بعد العمل على مشاريع مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022 الذى دارت حوله الكثير من تهم الفساد.
وأشار تقرير فريدوم هاوس لعام 2020 أن قوات الأمن القطرية تراقب الاتصالات الشخصية، وغالبا ما يقوم غير المواطنين بالرقابة الذاتية لتجنب تعريض عملهم ووضع إقامتهم للخطر. ويمكن لمستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى مواجهة عقوبات جنائية لنشر محتوى حساس سياسيا.
كما تسمح بعض القوانين بالاحتجاز المطول دون تهمة أو الاتصال بمحام للمشتبه بهم فى قضايا تتعلق بالأمن القومى أو الإرهاب. حتى فى ظل الإجراءات الجنائية العادية، يمكن للقضاة تمديد فترة الاحتجاز السابق للمحاكمة لما يصل إلى نصف المدة القصوى للسجن المسموح به للجريمة المزعومة.
وتحتوى العديد من القوانين على مخالفات غير محددة ولغة أخرى تمنح المدعين والقضاة سلطة تقديرية واسعة لتحديد الذنب. تم انتقاد قانون عام 2014 بشأن الجرائم السيبرانية بسبب الصياغة الغامضة للجرائم التى تنطوى على أحكام بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، بما فى ذلك نشر «أخبار كاذبة» أو المحتوى الذى يقوض «النظام العام» عبر الإنترنت.
كما كلف أمير قطر السابق حمد بن ثانى ابنه جوعان بتولى ملف القبائل القطرية حيث تورط الأخير فى تلفيق تهم ضد أبناء القبائل ودفع رشاوى للقبائل بغرض زرع مخبرين داخلها.
2- فساد الأمير
وقد تم تسمية الشيخ جوعان بن حمد آل ثانى، شقيق تميم، فى وثائق المحكمة فى كاليفورنيا بالولايات المتحدة فى قضية رفعت ضد دولة قطر، والقوات المسلحة القطرية، ووزارة الدفاع القطرية. تطالب الدعوى القضائية بالحصول على تعويض بملايين الدولارات من قطر نتيجة اتفاقية استشارية متعثرة مع قواتها المسلحة.فى ملفات المحكمة، يزعم المدعى وهو رجل أعمال يدعى طارق فؤاد أن الشيخ جوعان استفاد بشكل شخصى من مدفوعات شركة رايثيون الدفاعية فى صفقة دفاعية بين الشركة وقطر.
حسب موقع إنتليجنس أونلاين، المعنى بالشئون العسكرية والاستخباراتية، كان طارق فؤاد، المدير السابق لشركة ديجيتال سولا سيستمز (DSS)، شركة الاستشارات الدفاعية التى تتخذ من الدوحة مقر لها، قد رفع دعوى فى محكمة فى كاليفورنيا ضد دولة قطر، والقوات المسلحة القطرية، ووزارتى الدفاع والاقتصاد والتجارة فى البلاد. يزعم طارق فؤاد عدم الالتزام الجيش القطرى بشروط العقد وعدم الدفع مستحقاته التى تصل إلى 4.4 مليون دولار مقابل تقديم خدمات استشارية بشأن الحصول على نظام القيادة والسيطرة والاتصالات والحواسيب والاستخبارات (C4I)، المعروف باسم مشروع فالكون، لقيادة العمليات المشتركة القطرية.
وأضاف التقرير أن فؤاد يأمل فى الحصول على تعويض عن دوره الاستشارى فى العقد الممنوح لشركة رايثيون، هى شركة أمريكية متخصصة فى أنظمة الدفاع، ومجموعة تاليس الفرنسية، وهى مجموعة صناعات دفاعية متعددة الجنسيات، لتقديم نظام قيادة إلى هيئة الأركان العامة القطرية. وزعم فؤاد أن شركة ريثيون دفعت رشاوى لشركة ديجيتال سولا سيستمز، والتى، كشف موقع إنتليجنس أونلاين أنها، مملوكة لجوعان بن حمد آل ثانى، شقيق أمير قطر تميم.
هذه ليست القضية الوحيدة التى يبرز فيها اسم جوعان، حيث كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن المشكلات العديدة التى يعانى منها مركز «الشقب» للفروسية، الذى يرأس مجلس إدارته جوعان بن حمد. حسب الجريدة البريطانية، فإن المركز مدين بأكثر من مليون جنيه إسترلينى للعاملين فى المركز بما فى ذلك كبار مدربى الخيول البارزين فى المملكة المتحدة وأوروبا.
3- إثارة المشاكل
كان جوعان سبباً فى موجة من السخرية طالت آل ثانى على مواقع التواصل الاجتماعى. وأشاد جوعان، فى سبتمبر 2018 عبر حسابه الرسمى على «تويتر»، بكلمة شقيقه تميم فى الأمم المتحدة، ووصفه كالإبل صوته كالرعد، حيث كتب فى عباراته المثيرة «بعيرنا الهادر مكول وعقار والا التوى بركاب بدو كسرها». تسببت هذه العبارة فى سخرية رواد مواقع التواصل، على سبيل المثال علق المستشار تركى آل الشيخ على الكلمات المثيرة للسخرية عبر موقع التواصل الاجتماعى قائلا: «ياخى ليتهم رقدوا … والله مو عشانك عشان قبيلة تميم، وش هذا الحكى، شعر فارسي؟» وأضاف: «الشىء الوحيد الصحيح اللى سواه أبوك إنه سماك جوعان، جوعان عقل صحيح».
كما وقع جوعان فى خطأ كشف عن تورط الدوحة فى محاولات زعزعة الاستقرار فى العالم العربى. وقد نشر جوعان تغريدة تنتقد نظام الحكم السعودى، وكتب على صفحته الرسمية: «باسمى وباسم الدواسر قاطبة، لن نبايعك يا محمد بن سلمان، على ولاية العهد، وفى رقبتنا بيعة لمحمد بن نايف». ويبدو أن جوعان، الذى حذف التغريدة فيما بعد، قد نشرها على حسابه الرسمى بالخطأ بدلا من نشرها على حساب وهمى آخر يبدو أنه يستخدمه فى الهجوم على الدول العربية.
إن تجاوزات جوعان، الذى يطلق عليه أمير الظل أو سوط تميم فى تهديد وقمع الشعب القطرى، هو تجسيد عملى لكل الانتهاكات التى تحولت إلى جزء أصيل من سياسة النظام القطرى.