شوقي إبراهيم يكتب: متى ستدرك أيها الإنسان

ركن القراء

شوقي إبراهيم
شوقي إبراهيم


كل فترة ربنا بيرسل إنذارات وعِبر للعالم الإنساني ، فيرسل له الصواعق والأعاصير والزلازل والبراكين والفيروسات والميكروبات والجراثيم وغيرها من الجوائح والمهلكات.
لعله يُقر بأنه إنسان ضعيف وجاهل مهما بلغ من تقدم في علمه. وأنه ليس له مفر إلَّا إلى الله وحده.
قال الله تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا
قال الله تعالى: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }
لكن للأسف الإنسان كِبراً منه يُعمِل عقله ويدخل معامله ويجري أبحاث ، كيف يتعامل مع هذه الجائحة الموجودة وكيف ينتصر عليها.
وإستكباراً منه يأبى أن يدخل إلى خلوته ويبحث في هذه الآيات الكونية ، وهذه الجوائح وهذه الفيروسات التي يقف أمامها عاجزاً ذليلاً ، ضعيفاً ، ويسأل نفسه من الذي أوجدها ؟ولماذا أوجدها ؟ وكيف الوقاية منها؟
وبعد أن يكون هذا الفيروس قد حصد الملايين من الأرواح.
قد يجد الإنسان علاجاً لهذا الفيروس.
فيزداد إستكباراً وغروراً وأنه إستطاع بعقله وعلمه أن يسحق هذا الفيروس.
وينسى أو يتناسى قدرة الله وأنَّه القاهر فوق عباده.
فيصيبه الله بصدمةٍ من جديد أن هذا الفيروس الذي ظن الإنسان أنه إنتصر عليه ووجد له علاجاً قد تحوَّر وأنتج شكلاً آخر من الفيروس لا ينفع معه هذا العلاج.
ويحصد أيضاً الملايين من الأرواح.
ويقف الإنسان عاجزاً مرة أخرى عن المواجهة.
وقد يتزامن مع هذا الوباء وجود إعصارٌ هنا أو زلزال هناك.
وتتوالى الأوبئة ويتوالى عجزك أيها الإنسان.
ألا يدفعك هذا أيها الإنسان إلى التفكير بصدق مع نفسك في خلوتك.
أنك تواجه قوةً خارقة لا قبل لك بمواجهتها.
أنك ضعيف ذليل قليل الحيلة
بعوضة أو ذبابة ممكن أن تهلكك.
فما بالك بإلهٍ قوي منتقم قهَّار.
كيف يمكن لك مواجهته؟.
كيف تكفر به؟!.
كيف تشرك به؟!.
كيف تنكر وجوده؟!.
فأين ماتعبد من دون الله؟
أين هم؟
لماذا لم يحموك من هذا الفيروس؟
لماذا لم يحموك من الزلازل ولأعاصير والبراكين وغيرها من الجوائح.
لماذا تخلَّوا عنك؟
أهم أضعف من هذا الفيروس الذي لايُرى إلَّا بأدق الميكروسكوبات؟.
ومن هذا الفيروس؟
إنه جندي بسيط من جنود الله التي لاتُعد ولا تُحصى.
ألم تقرأ أيها الإنسان في كتب التاريخ عن الجوائح التي أصابت الأمم السابقة مثل عاد وثمود وفرعون وقوم نوح وقوم لوط وقوم صالح.، وغيرهم ، إنك تزور آثارهم وتأخذ الصورالتذكارية معها. ألم تفكر للحظة فيما أصابهم وكيف هلكت هذه الأمم.
إذا كنت تفتقد إلى كتب تاريخ تحكي لك ما أصاب هذه الأمم.
فاذهب إلى القرآن الكريم.
فهو الكتاب الوحيد في العالم الذي لم يصبه تحريف أو تغير منذ أن أنزله الله.
فجميع الكتب السماوية التي أُنزلت قبل القرآن قد أصابها التغيير والتحريف.
لأن الله لم يتعهدها بالحفظ .
لأن الرسل قبل سيدنا محمد كان مرسلها الله ليدعوا أقوامهم إلى الإسلام
فسيدنا نوح مُرسل لقومه وسيدنا صالح إلى قومه وسيدنا موسى إلى قومه وسيدنا عيسى إلى قومه وسيدنا هود إلى قومه وهكذا بقية الرسل.
إلَّا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فهو الوحيد المُرسل لجميع العالمين من إنس وجن إلى يوم الدِّين .
ولذلك تعهد الله بحفظ كتابه (القرآن الكريم) وتحدَّي جميع بني آدم وبني الجن أن يستطيعوا أن يأتوا بسورةٍ من مثله ولو إجتمعوا له وتحدَّاهم بحفظه له من أي تبديل أو تحريف.
فابحث أيها الإنسان عن أقدم نسخة مكتوبة من القرأن الكريم وقارنها بأحدث نسخة. ستجدها متطابقة كلمةٌ بكلمة وحرفٌ بحرف.
أليس هذا إعجاز يدلك على قدرة الله وصدقه.
فعبر القرون الطويلة لم يستطع إنسان أو جن تحريف كتاب الله وقرآنه الكريم.
ألا يدلك هذا على أنه
>>>هو الله
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
لو كان فيه آلهةٌ أخرى غيرالله
مش كانوا حرَّفوا القرآن؟!
علشان يثبتوا لعبيدهم أنهم أقوى من هذا الإله الذي تحدَّى بحفظ قرآنه
ويثبتوا عجزه عن الوفاء بوعده في حفظ قرآنه.
فكون لم يظهر متحدِّي لهذا الإله في تحدِّيه بحفظ قرآنه.
هذا يدلك إنه لايوجد إله غيره ينازعه ملكه أو تصرفه.
>> فهو الله ولامعبود سواه
وأن كل من في الأرضين والسموات من صنعته ، من خلقه ، عبيد له.
يسبحون بحمده ويمجدونه ويخشونه.
إلَّا انت أيها الإنسان تكابر وتحارب الله ، وهو خالقك.
مع أنك أضعف أضعف أضعف من كثير من خلق الله.
فهل تُزيل الغشاوة من على عينيك وتزيل الران الذي عل قلبك وتبحث في الكون ومابه من آيات تدلك عل وجود الله.
فتُسلِم له وتُقِر بعبوديتك له.وحده دون سواه.
ستجد أيها الإنسان إجابات كل الأسئلة التي ستخطر على بالك.في القرآن الكريم.
ولو فيه حاجات إستصعب عليك فهمها ستجدها في سنة رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ستجد فيه كيف العلاج الشافي من كورونا والكوارث التي تواجهها في دنياك؟
وكيف الوقاية منها.؟
كيف يمكن أن تعيش في سلام مع نفسك أولاً ، ثم مع غيرك سواء من أمثالك من بني آدم او مع العوالم الأخرى من جن وحيوانات وجمادات وحشرات وفيروسات وغيرها ممن يعيشون معنا على سطح الارض.
ستجد السعادة التي تبحث عنها والهدوء النفسي وانشراح صدرك .
ألم تفكر للحظه لماذا يكثر الإنتحار في الدول الكافرة بالله أو المشركة به؟ رغم الغنى الفاحش.
رغم أنَّ المنتحر يمتلك كل شيء ، المال والملذات وجميع الشهوات ، ورغم ذلك بينتحر؟
ماسألتش نفسك ليه؟
لأن ربنا خلق الإنسان وهو أعلم بصنعته.
وجعله مكوَّن من جسد وروح.
وجعل للجسد غذاء لكي ينمو ويعيش في هذه الدنيا.
وجعل للروح غذاء لكي يتكيف مع هذه الدنيا.
هذان الغذاءان بدونهما لا تستقيم حياة الإنسان فيصيبه هزال وضعف إذا نقص غذاء الجسد ، ويصيبه قلق وإكتئاب وأضطراب وضنك وأمراض نفسية إذا نقص غذاء الروح.
أتعرف ماهو غذاء الروح.؟؟؟
>>>>إنَّه القرآن الكريم.
ألم تكتب لمصنوعاتك ، سيارةٍ كانت أو طائرة أو سفينة فضاء أو موبايل أوغيرها كتالوج توضح فيه طريقة الإستخدام وكيفية الصيانة لها؟.
فلماذا لاتؤمن بأن القرآن الكريم هو الكتالوج الذي أرسله الله لك ، وأنت صنعته ، لحفظك وصيانتك؟.
فإذا لم تأخذ به وتتبع تعليماته فسد تَّ وفسدت حياتك.
فتعش في ضنك وصراع مع نفسك ومع الغيرويصيبك الإكتئاب وكره الحياة ولاتجد له سبب.
فيكون الانتحار
فكَّر في كلامي أخي الإنسان.
فإني أحبك
أريد أن ننجوا سويَّاً من كورونا ومن سائر الأحزان.
هدى الله جميع بني الإنسان لعبادة الله الواحد المنان
آمين يارب
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.
جزاكم الله خيرا

الدكتور شوقي إبرهيم علي عبدالله 
أستاذ بقسم العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر وعميد كلية أصول الدين بالمنصورة سابقا