بعد الوفيات وتحذير الإفتاء.. "الطائرات الورقية" شراع الموت في سماء الطفولة
ببعض البوص مربوطا بحبل رفيع مغطى بما يطلق عليه "مشمع"، اعتاد الأطفال المصريون على صنع الطائرات الورقية منذ سنوات عديدة، وذلك كنوع من الترفيه واللهو، ولكن مع تصاعد حالات الوفاة بسبب تلك الطائرات، حذرت دار الإفتاء المصرية منها كما اعتبرها نائب تهديد للأمن القومي.
أبرز الوفيات
ومؤخرا، لقي طفل مصرعه، إثر سقوطه في ترعة الشرقاوية التابعة لمدينة قليوب، بمحافظة القليوبية، خلال لعبه بطائرة ورقية، ومن قبله قد تكررت وقائع صعق الأطفال بالكهرباء بسبب طائرات ورقية علقت بأعمدة الإنارة.
وأيضا كان لقي طفل مصرعه صعقاً بالكهرباء في طوخ بمحافظة القليوبية خلال لهوه بطائرة ورقية علقت بعمود إنارة، وعندما حاول تخليصها من العمود صعقه التيار ولقي مصرعه، فيما لقي شاب وطالب بالمحافظة نفسها أيضا، مصرعهما، بسبب الطائرة الورقية، حيث سقط الشاب غرقاً في الترعة بعد سقوط طائرته الورقية في المياه ومحاولته انتشالها.
والواقعة الأخرى حدثت في مدينة قها، حيث لقي طالب مصرعه صعقاً بالكهرباء أثناء قيامه باللعب بطائرة ورقية علقت بسلك التوتر العالي، وعندما حاول تخليصها صعقه التيار ولقي مصرعه في الحال.
الإفتاء تحذر
وأصدرت دار الإفتاء المصرية، توضيحًا بخصوص كثرة حالات الوفاة للأطفال والشباب بسبب الطائرات الورقية، حيث قالت الدار إن اللعب مِن وسائل الترفيه والترويح عن النفس التي أباحها الإسلام لكونه من متطلبات الفطرة الإنسانية والنفس البشرية.
وأضافت دار الإفتاء: "اللعب مباحٌ وجائزٌ إذا كان فيه ما ينفع الناس في عقولهم واستعادة نشاطهم والتَّقوِّي على مواصلة حياتهم؛ وهو ممنوع إذا كان مضيعة للوقت وانشغل به الشخص عن مصالحه الدينية والدنيوية أو عاد على صاحبه بالضرر أو التأثير على جَسَده أو أخلاقه وعقله بشكل سَلْبيٍ؛ مما قد يُحَوِّل اللعب من مصدر للبهجة والسعادة إلى سببٍ مباشر لحصد الأرواح بطرق متعددة".
واختتمت: «انتبهوا أيها الأطفال والشباب وخذوا حذركم للحفاظ على حياتكم».
طلب إحاطة
وحذر خالد أبو طالب، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، في طلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، من مخاطر الطائرات الورقية على الأمن القومي، حيث قد يتم تزويدها بكاميرات مراقبة لتصوير المنشآت الهامة والحيوية، بحسب طلب الإحاطة.
وأشار أبو طالب، في طلب الإحاطة الذي تقدم به، إلى أن لعبة الطائرات الورقية كانت تشكل في الماضي أحد أهم الألعاب وأحد مظاهر الاحتفالات عندما كنا صغارَا، ولكن اليوم مع التطور التكنولوجي الهائل، أصبحت قبل أن تشكل خطورة على حياة الأطفال، فإنها تشكل خطورة على الأمن القومي، باستخدام وسائل التصوير الحديثة وصغيرة الحجم.
وقال عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، إن اللعبة بات التنافس فيها على غير العادة، فكل شخص يعلو فوق بنايته ممسك بطائرته الورقية ويبدأ في تحليقها بالهواء وبارتفاعات كبيرة.
ولفت، إلى أن هناك حوادث عدة وقعت جراء "الطائرات الورقية"، موضحاً أن من بين الحوادث سقوط من أعلى العقارات وأخرى من خلال الصعق الكهربائى، مشدداً على أن ذلك يستدعي تدخل أولياء الأمور بتقديم النصح والإرشاد لأبنائهم.