"الحكومة الليبية" تحذر: تركيا تستخدم المواطنيين كوقود للصراع
قال عبدالهادي الحويج، وزير الخارجية في الحكومة الليبية، اليوم الجمعة، إن تركيا تقوم بإرسال الطائرات المسيرة و البوارج الحربية والسلاح لتأجيج الصراع في ليبيا، محذرًا أن "تركيا تستخدم الليبيين كوقود للصراع".
وشدد الحويج خلال مداخلة مع قناة
"العربية" على أن "ليبيا بحاجة لوقف فوري لإطلاق النار، خصوصاً
بسبب التدخل التركي".
وأكد وزير الخارجية في الحكومة الليبية المؤقتة
أن "على المجتمع الدولي وقف انتهاكات تركيا" في ليبيا، كما ذكر أن حكومة
الوفاق، التي تدعمها تركيا، "نقضت اتفاق الصخيرات" بشأن الحل في ليبيا.
من جهته، أجرى رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة
صالح، الجمعة، محادثات في موسكو مع سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي وبحثا آليات
إيقاف القتال وتنفيذ مقررات برلين وإعلان القاهرة.
وقال لافروف إن إعلان القاهرة ومخرجات برلين
ممكن أن يكونا قاعدة لحوار ليبي - ليبي. وأضاف أن "روسيا ستواصل جهودها لحل
الأزمة الليبية". وأوضح لافروف أن "روسيا ستستأنف عمل سفارتها في ليبيا
من تونس".
من جانبه، قال مجلس النواب الليبي، إن روسيا
أكدت أن مجلس النواب هو الممثل الشرعي للشعب الليبي، وأكدت أنها ستحث المجتمع
الدولي على تنفيذ مبادرة القاهرة.
مطامع أنقرة من ليبيا
أولا: الطاقة
فتركيا تستهلك كميات هائلة من الطاقة سنويا،
وليس لديها موارد كافية، وتستورد ما قيمته 50 مليار دولار في العام الواحد. ورغم
عمليات التنقيب التي تقوم بها أنقرة، إلا أن المناطق البحرية التابعة لها لا يوجد
بها آبار غاز أو نفط. وهو ما دفعها في وقت سابق من هذا العام خلال شهر يوليو/تموز
الماضي إلى إرسال سفن للتنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص، وهو ما اعتبرته نيقوسيا
استفزازا وتحركا غير قانوني. فالتقرب التركي نحو ليبيا هو رغبة منها في توفير موارد
طاقة جديدة لأنقرة، ولذلك أبرمت أنقرة في 27 نوفمبر اتفاقا
بحريا مثيرا للجدل مع حكومة الوفاق الوطني الليبية تسيطر بموجبه تركيا على مناطق
لا تخضع لها بموجب القانون الدولي. وهو ما أثار غضب اليونان وقبرص.
ثانيا: منطقة شرق المتوسط
تعد منطقة شرق المتوسط مطمعا كبيرا لدول
المنطقة برمتها لما تحتويه من مخزون هائل من الغاز الطبيعي يقدر بأكثر من 100
تريليون متر مكعب. أنقرة تريد إذا أن يكون لها نصيب وفير من تلك الثروات.
وجاءت اتفاقية "شرق المتوسط"
المعروفة باسم "إيستميد" بين اليونان وقبرص وإسرائيل والمزمع التوقيع
عليها الخميس 2 يناير من العام الجاري والتي تهدف إلى تأمين إمدادات الطاقة في
أوروبا عبر خط يبلغ طوله 2000 كيلومتر، لتعرقل
محاولات تركيا توسيع سيطرتها على شرق البحر المتوسط. التحالف التركي الليبي
يأتي ردا على تلك الاتفاقية.
ثالثًا: أن تكون قريبة من مصر
ترغب أنقرة أيضا من خلال انخراطها سياسيا وعسكريا في ليبيا في أن تكون قريبة من مصر عن طريق التواجد على حدودها الغربية.
وتعتبر ليبيا ساحة مواجهة خلفية بين القاهرة
التي تدعم المشير خليفة حفتر وأنقرة التي تساند عسكريا فايز السراج رئيس حكومة
الوفاق الوطني. كما أن العلاقات بين القاهرة وأنقرة تشهد توترا منذ إطاحة الجيش
بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في 2013 .
رابعًا: العثمانية الجديدة
الدور التركي في ليبيا يأتي كذلك في إطار مساعي
الرئيس رجب طيب أردوغان في إحياء العثمانية الجديدة وبسط نفوذ واسع لأبناء أتاتورك
على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.