راعي كنيسة قصر الدوبارة: قتلى التعصب أكثر من وفيات كورونا
قال الدكتور القس سامح موريس، راعي الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، إن التعصب مرض خطير، مؤكدًا أنه أخطر من مرض كورونا وتأثيراته مدمرة للغاية، حيث يفصل الإنسان عن أخيه الإنسان لدرجة أن يقتله.
جاء ذلك خلال عظته الأسبوعية عبر البث المباشر دون حضور شعبي من الكنيسة المشيخية الإنجيلية بقصر الدوبارة بعنوان "التعصب".
وأضاف "موريس"، إننا شاهدنا عبر العصور أن التعصب بمختلف صوره أدى للقتل، مثل التعصب الكروي والديني والسياسي والجنسي، مشيرًا الى أن الذين قُتلوا بسبب التعصب أكثر من الذين ماتوا بفيروس كورونا، حيث انه مرض يدمر الإنسانية ويكسر وحدتها وعدوًا للوحدة.
وأشار راعي كنيسة قصر الدوبارة، إلى أن التميز والتمييز يخلق عداوة يعطي الحق بأن يدين الإنسان الآخر ويقتله كجلاد يٌنفذ الحكم، مؤكدًا أنها جائحة تجتاح العالم ونريد أن نشخص هذا المرض ونعرفه ومدى تأثيره داخل المجتمع، وتتم دراسته كما يدرس الطب فيروس كورونا.
وتابع: العالم الغربي لديه التعصب من ناحية اللون، مشيرًا إلى أن المواطن الأمريكي جورج فلوريد الذي قتله الشرطي الأمريكي بسبب لونه الأسود معقبا: "هل من حقك أن تقتله لأنك وضعت نفسك قاضي وجلاد لأنك أبيض؟!".
اقرأ أيضا.. ندوة أونلاين في الكنيسة الإنجيلية
كانت الطائفة الإنجيلية بمصر قد أطلقت، أمس الأربعاء، ندوة أون لاين عبر تطبيق " زوم".
وقال الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، إن الإيمان مسؤولية، وإذا كانت عدوى فيروس كورونا لا زالت تنتشر سنؤجل فتح الكنائس، ونحن نراعي أيضًا احتياجات المؤمنين.
وأضاف "زكي" خلال ندوة التحديات التي تواجه الكنيسة في زمن كورونا والمقامة "أونلاين" عبر تطبيق zoom، نؤمن أن الشريعة في خدمة الإنسان، وليس العكس، وقرار فتح الكنائس يحكمنا فيه تداعيات المرض وانتشاره، وقرار غلق الكنائس قرار صعب واستمراره أصعب، ولم أكن أريد أن أكون موجودًا في هذا الوقت، لكننا ملتزمين بصحة الناس، وباتجاهات الدولة، ونشعر بأهمية العودة للصلاة، وسوف نجتمع في 6 يوليو، وإذا تغيرت الأوضاع سنفتح تدريجيًا، وإذا الأمر كما هو سوف نؤجل قرار فتح الكنائس، وكل كنائسنا ملتزمة بقرار الطائفة".
تابع مضيفا: إن المجموعة التي تقرر فتح الكنائس هي 36 شخص من المجلس الإنجيلي والمذاهب، وقيادات الكنيسة تضع في أولوياتها فكر الإنسان.
كما أكد الدكتور ماهر صموئيل الواعظ الإنجيلي، إن أزمة كورونا ألقت علينا حملا ووضعتنا أمام تحديات لاهوتية ونفسية مثل الشعور بالخوف العام والخوف من المجهول، ومن يرون وباء كورونا كغضب من الله لم يتلقوا أي تعليم سواء عام أو لاهوتي.
وتابع الدكتور ماهر خلال الندوة: كورونا جعلتنا نواجه حقائق نهرب منها واجبرتنا أن نقف ونراها فأهمها ضعف الجسد فعلينا أن نستفيق من وهم القوة الزائفة فنحن ضعف بينما الحقيقة الثانية إننا عاجزين.
وأضاف: أصغر شيء في هذا الخليقة يطيح بالناس والعلم عاجز أمامها فأي طبيب يكتب ورقة عن كورونا تنشر فورا والعلم يشعر بالعجز الشديد أما الحقيقة الثالثة فهي الموت فقد أصبح الموت قريب ورائحته قريبة للغاية ويتردد كل يوم، وهناك من لم يحظى بتعليم عام ولا لاهوتي ورأى أن جائحة كورونا غضب من الله فكان الرد من الأقلية أن الله صالح وعلينا ألا نفكر في غضب الله، وكلاهما يميلان لفهم قضية في منتهى التعقيد وهي قضية فهم تعامل الله مع التاريخ البشري رغم إن الخليقة لم تحرم لحظة واحدة من صلاح الله وأختتم: نحتاج لتكوين لاهوت مسيحي عن الله وطبيعة تدخله في التاريخ البشري.