في عهد السيسي.. كيف ساهمت الديبلوماسية المصرية في حل الأزمة العراقية وإنقاذها من الإرهاب؟
دائما ما تساند مصر غيرها من الدول خاصة خلال الأزمات، وتجلي ذلك في وقوفها إلى جانب الشعوب الليبية والسورية واليمنية وكذلك العراقي، عير من أجل استقرار تلك الدول وتجنب تحولها لمناطق صراع.
وترتبط العراق ومصر بعلاقات تاريخية تمتد إلى أوائل القرن الماضي بعد حصول البلدين على استقلالهما من بريطانيا وبعدها أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اللذين كانا من المؤسسين لجامعة الدول العربية في منتصف أربعينيات القرن الماضي، ثم عقد العديد من الاتفاقيات الاقتصادية مثل السوق العربية المشتركة والاتفاقيات العسكرية مثل اتفاقية الدفاع العربي المشترك ومشروع الوحدة الثلاثية.
وهناك انفتاح مصري واضح نحو إقامة علاقات وتوقيع مذكرات واتفاقيات في مختلف المجالات، مع استعداد نراه جليا في مساعدة ودعم العراق في ميادين شتى والتأكيد على الموقف المصري الثابت والدائم الداعم لوحدة الأراضي العراقية وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وإجراء مصالحة وطنية شاملة ودعم العملية السياسية في العراق لجميع الأطياف العراقية دون استثناء، وخاصة خلال الست سنوات الماضية، والتي شهدت لقاءات متبادلة بين كبار المسئولين من كلا البلدين ودعم كافة الاتفاقيات التي تصب في مصلحة بغداد.
وفي 15 سبتمبر 2014، استقبل الرئيس العراقي فؤاد معصوم، وزير الخارجية سامح شكري خلال مشاركتهما في أعمال المؤتمر الدولي الذى استضافته العاصمة الفرنسية باريس حول العراق، وأكد وقتها شكري على استعداد مصر لتقديم كافة الدعم لدولة العراق من أجل التصدى لخطر الإرهاب وخطر المساس بوحدته، وكذلك تنمية العلاقات الثنائية بين مصر والعراق في شتى المجالات.
وفي يناير 2015، زار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي القاهرة والتقى خلال الزيارة بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وناقشا الطرفان العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين، وذكر أحد أعضاء الفريق الدبلوماسي المرافق للعبادي وقتها، أن السيسي وافق على المشاركة في التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب بدور ثانوي، ووعد بدعم استخباري وتزويد الجيش العراقي بالذخيرة والسلاح الخفيف والمتوسط.
وفي يونيو 2018، استقبل السيسي نائب الرئيس العراقي السابق، إيادعلاوي، وحذرمن مخاطر النزاع الطائفي في هذا البلد، وأكد أهمية “ترسيخ وحدة الصف، ونزع فتيل الطائفية والمذهبية” بالعراق، وناقشا الجانبان مرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية، وأعربا عن تطلعهما لاستمرار التنسيق بين البلدين والعمل على تطوير العلاقات الثنائية بينهما، والاستفادة من الخبرة المصرية في عملية إعادة إعمار المناطق التي تضررت نتيجة الحرب على داعش، وفي تنفيذ عدد من المشروعات المشتركة في مختلف المجالات.
وفي سبتمبر 2018، اكد السفير العراقي بالقاهرة، حبيب الصدر، خلال حوار مع صحيفة الدستور، على العلاقة الطيبة بين مصر وبلاده، واشاد بدور السيسي،قائلا:" نحن ننظر إلى السيسى باعتباره قائدا عربيا محنكا، وقف بجانب مصر ضد ما يحاك لها من مؤامرات، بجانب مساهمته فى القضايا العربية والاهتمام المشترك، التى نمتلك بشأنها تقاربًا فى وجهات النظر"، مؤكدا أن زيارات السيسي للعراق تعطى دفعا ودفقا قويا لمسار العلاقات بين البلدين.
وأكد أن العلاقات والتكامل فى الأدوار بين الأزهر الشريف والنجف الأشرف والمؤسسات الدينية الأخرى فى البلدين، يمكن أن يسهم فى تعزيز الوسطية الإسلامية وإشاعة المنهج الاسلامى الأصيل، خاصة وأن مصر تعد مركز توازن فى المنطقة، وقوتها هى قوة للعرب كلهم، وتنعكس إيجابا على الواقع العربى برمته.
وفي مارس الماضي، زار وزير الخارجية سامجح شكري، العراق والتقي نظيره السابق، محمد علي الحكيم، من أجل متابعة مقررات الاجتماع الثلاثى الذى عقد على مستوى وزراء خارجية العراق ومصر والأردن، ومن ثم بعدها اللجان المشتركة العراقية المصرية الأردنية.
وبعد تولي الرئيس العراقي، برهم صالح الرئاسة، اتصل به الرئيس السيسي، وهنأه وأكد له أن مصر تدعم استقرار العراق، وفي مايوالماضي، أكد السيسي خلال اتصال هاتفي مع رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، على قوة ومتانة العلاقات التي تجمع بين مصر والعراق على مختلف المستويات، مشيدًا بما تشهده مسيرة التعاون الثنائي بين مصر والعراق من تطور خلال الفترة الأخيرة.