بيان للتاريخ.. كيف أنقذت القوات المسلحة مصر من أيدي الجماعة الإرهابية؟
تحل اليوم الذكرى السابعة لثورة 30 يونيو المجيدة التي حررت الدولة المصرية من أيدي جماعة الإخوان الإرهابية وأنقذتها أمنيًا وإقتصاديًا وإجتماعيًا وسياسيًا حيث كانت لها دور هام في تحقيق إرادة الشعب المصري العظيم للتخلص من فساد وإرهاب جماعة الإخوان كما أعاد للدولة هويتها التي اندثرت ملامحها في عهد أتباع المرشد الذين سعوا بكل عزمهم لتفكيك وتقسيم شعبها.
- الأضرار التي تأثرت بها مصر في ظل حكم الإخوان:
قبل شهور من ثورة 30 يونيو التي انتهت بعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي وإستبعاد جماعته عن حكم مصر، بدت على مصر ملامح خطة لتشكيل ميليشيات مسلحة تابعة للتيار المتأسلم وموازية للجيش المصري وقبل إعلان خارطة المستقبل في الثالث من يوليو 2013 تكشفت بعض تفاصيل الخطة حيث كان الخطاب الأخير للرئيس السابق محمد مرسي مجرد تهديدات صريحة وواضحة للجيش والشرطة حيث صرح في الخطاب قائلًا:" لا بديل عن الشرعية، مافيش بديل تاني، وأنا أقول للجميع من يبغي غير ذلك سيرتد عليه بغيه "، وحمل خطاب مرسي الأخير حمل ضمنًا تلميح بالوصول إلى الحال السوري الذي يسقط فيه مئات القتلى والجرحى يوميًا، ويتشرد الآلاف بسبب الصراع الدائر بين ميليشيات تابعة لتيار الإسلام السياسي تطلق على نفسها الجيش الحر وبين قوات الجيش النظامي ووصلت إلى حد الإحتراب الأهلي.
ومع بدء تنفيذ خارطة الطريق اندلعت هجمات منظمة ضد قوات الجيش في سيناء ومواقع متفرقة بمصر وخلال إعتصام رابعة التابع لمرسي أعلن أنصاره أن إستهداف الجيش في سيناء يتوقف في اللحظة التي يتم فيها الإعلان عن عودة مرسي رئيسًا، وبعد مرور الأيام دخلت قوات الجيش والشرطة في حرب شرسة ضد إرهاب جماعة الإخوان الذي تم حظر نشاطها ومصادرة أموالها وإعلانها جماعة إرهابية.
كما لحقت أضرار جسيمة بالدولة المصرية في ظل حكم جماعة الإخوان الإرهابية عنف وخراب إرهاب ودمار خلف مئات القتلي وآلاف المصابين خلال عام 2013 بعد أن طالت أيادي آثمة كل فئات المصريين وطاردتهم صباح مساء، تعددت الأسباب والنهاية واحدة، حيث شهدت مصر عنف غير مسبوق خلال عام 2013 في ظل حكم الرئيس المعزول محمد مرسي في النصف الأول منه وما تلاه من أحداث بعد عزله خاصة بعد إطلاق عدد من المتهمين والجماعات الإرهابية ورموز منها عفو رئاسي منه لمجاملة الأهل والعشيرة على حساب الأمن القومي المصري بل إن الأمر أصبح أكثر فداحة بدعوته لأحد قتلة السادات للإحتفال بالذكرى 39 لنصر أكتوبر 1973 لتكتوي مصر بنار العفو الرئاسي الذي استغله المعزول.
وبعد أن هلت ثورة 30 يونيو وجاءت من أجل أن تطيح بحكم مرسي وعشيرته وأعلن أنصاره إعتصامهم بميدان النهضة وميدان رابعة العدوية التي هي كانت بداية العنف والإرهاب الحقيقية.
بيان 30 يونيو
بعد نجاح الحراك الشعبي الذي قاده "تمرد"، وخروج جموع الشعب المصري إلى الساحات الشعبية والميادين، خرج الجيش المصري ممثلا في الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك، ليؤكد على المطالب المشروعة للشعب المصري ومطالبا الرئيس المعزول في الانصياع لتلك المطالب.
نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم.. بيان من القيادة العامة للقوات المسلحة.. شهدت الساحة المصرية والعالم أجمع أمس مظاهرات وخروج لشعب مصر العظيم ليعبر عن رأيه وإرادته بشكل سلمي وحضاري غير مسبوق، لقد رأى الجميع حركة الشعب المصري وسمع صوته بأقصى درجات الإحترام والإهتمام.
ومن المُحَتَّم أن يتلقى الشعب ردًا على حركته وعلى ندائه في كل طرفٍ يتحمل قدرًا من المسؤولية في هذه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن، إن القوات المسلحة المصرية كطرف رئيسي في معادلة المستقبل وإنطلاقًا من مسؤليتها الوطنية والتاريخية في حماية أمن وسلامة هذا الوطن تؤكد على الآتي:
إن القوات المُسلحة لن تكون طرفًا في دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها في الفكر الديموقراطي الأصيل النابع من إرادة الشعب، إن الأمن القومي للدولة مُعرض لخطر شديد إزاء التطورات التي تشهدها البلاد وهو يُلقي علينا بمسؤوليات كُلٍ حسب موقعه للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاط.
لقد استشعرت القوات المسلحة مبكرًا خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصري العظيم، ولذلك فقد سبق أن حددت مهلة أسبوعًا لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أي بادرة أو فعل وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذي أثار الإعجاب والتقدير والإهتمام على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.
إن ضياع مزيدٍ من الوقت لن يُحقق إلا مزيدًا من الإنقسام والتصارع الذي حذرنا ولا زلنا نحذر منه، لقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنوا عليه وهو ما يُلقي بعبء أخلاقي ونفسي على القوات المسلحة التي تجد لِزامًا أن يتوقف الجميع عن أي شيء بخلاف إحتضان هذا الشعب الأبي الذي برهن على إستعداده لتحقيق المستحيل إذا شعُر بالإخلاص والتفاني من أجله.
إن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتُمهل الجميع 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن الذي لن يتسامح أو يغفر لأي قوى تُقصر في تحمل مسؤولياتها وتُهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لِزامًا عليها إستنادًا لمسؤوليتها الوطنية والتاريخية وإحترامًا لمطالب شعب مصر العظيم أن تُعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تُشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والإتجهات الوطنية المُخلصة بما فيها الشباب الذي كان ولا يزال مفجرًا لثورته المجيدة ودون إقصاء أو إستبعادٍ لأحد.
تحية تقدير وإعزاز إلى رجال القوات المسلحة المخلصين الأوفياء، الذين كانوا ولا يزالون متحملين مسؤوليتهم الوطنية تجاه شعب مصر العظيم بكل عزيمةٍ وإصرار وفخرٍ وإعتزاز.. حفظ الله مصر وشعبها الأبي العظيم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بيان عزل مرسي
رغم التحذيرات التي قدمها الجيش في بيان 30 يونيو، ومطالبته لمرسي بالانصياع لمطالب الشعب المشروعة، إلا أن جماعة الإخوان أختارت العناد وتشبثت بالسلطة على حساب أرواح الشعب المصري وقامت بالهجوم على المتظاهرين، فكان لازما على القوات المسلحة التدخل لإنقاذ مصر وشعبها من ذلك الشر المستوطن داخل ربوع المحروسة.
نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم.. شعب مصر العظيم إن القوات المسلحة لم يكن في مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب المصري التي استدعت دورها الوطني وليس دورها السياسي، إن القوات المسلحة كانت هي بنفسها أول من أعلن ولا تزال وسوف تظل بعيدة عن العمل السياسي، ولقد استشعرت القوات المسلحة إنطلاقًا من رؤيتها الثاقبة أن الشعب المصري الذي يدعوها لنصرته لا يدعوها لسُلطة أو حكم وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته.
وتلك هي الرسالة التي تلقتها القوات المسلحة من كل حواضر مصر ومدنها وقراها وقد استوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضروراتها واقتربت من المشهد السياسي آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسوؤلية والأمانة.
لقد بذلت القوات المسلحة خلال الأشهر الماضية جهودًا مُضنية بصورة مباشرة وغير مباشرة لإحتواء الموقف الداخلي وإجراء مصالحة وطنية بين كافة القوة السياسية بما فيها مؤسسة الرئاسة، منذ شهر نوفمبر الماضي 2012 بدأت بالدعوة لحوار وطني استجابت له كل القوى السياسية والوطنية وقوبل بالرفض من مؤسسة الرئاسة في اللحظات الأخيرة ثم تتابعت وتوالت الدعوات والمبادرات من ذلك الوقت وحتى تاريخه.
كما تقدمت القوات المسلحة أكثر من مرة بعرض تقدير موقف استراتيجي على المستوى الداخلي والخارجي تضمن أهم التحديات والمخاطر التي تواجه الوطن على المستوى الأمني والإقتصادي والسياسي والإجتماعي ورؤية القوات المسلحة كمؤسسة وطنية لإحتواء أسباب الإنقسام المجتمعي وإزالة أسباب الاحتقان ومجابهة التحديات والمخاطر للخروج من الأزمة الراهنة، وفي إطار متابعة الأزمة الحالية.
اجتمعت القيادة العامة للقوات المسلحة بالسيد رئيس الجمهورية في قصر القبة يوم 22 يونيو 2013 حيث عرضت رأي القيادة العامة ورفضها للإساءة لمؤسسات الدولة الوطنية والدينية كما اكدت رفضها ترويع وتهديد جموع الشعب المصري.
لقد كان الأمل معقودًا على وفاق وطني لوضع خارطة مستقبل ويوفر أسباب الثقة والطمأنينة والإستقرار لهذا الشعب بما يحقق طموحه ورجاؤه إلا أن خطاب السيد الرئيس ليلة أمس وقبل إنتهاء مهلة ال48 ساعة جاء بما لا يلبي ويتوافق مع مطالب جموع الشعب الأمر الذي استوجب من القوات المسلحة استنادًا على مسؤوليتها الوطنية والتاريخية التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون استبعاد أو إقصاء لأحد.
واتفق المجتمعون على خارطة مستقبل تضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصري قوي ومتماسك لا يُقصي أحد من أبنائه وتياراته ويُنهي حالة الصراع والإنقسام وتشتمل هذه الخارطة على الآتي: تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت،يؤدي رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة، إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الإنتقالية ولحين إنتخاب رئيس جديد، لرئيس المحكمة الدستورية العُليا سُلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الإنتقالية.
تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية، تشكيل لجنة تضم كافة الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المُقترحة على الدستور الذي تم تعطيله مؤقتًا، مناشدة المحكمة الدستورية العُليا إقرار مشروع إنتخابات مجلس النواب والبدء في إجراء الإعداد للإنتخابات البرلمانية، وضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام ويُحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العُليا للوطن.
اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب في مؤسسات الدولة ليكونوا شركاء في القرار في مواقع السُلطة التنفيذية المُختلفة، تشكيل لجنة عُليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النُخب الوطنية وتُمثل مُختلف التوجهات، تهيب القوات المسلحة بالشعب المصري العظيم بكافة أطيافه الإلتزام بالتظاهر السلمي وتجنب العنف الذي يؤدي إلى مزيد من الإحتقان وإراقة دماء الأبرياء.
وتحذر من أنها ستتصدى بالتعاون مع رجال وزارة الداخلية بكل القوة والحسم ضد أي خروج عن السلمية وطبقًا للقانون وذلك من منطلق مسؤوليتها الوطنية والتاريخية، توجه القوات المسلحة التحية والتقدير لرجال القوات المسلحة ورجال الشرطة والقضاء الشرفاء المُخلصين على دورهم الوطني العظيم وتضحياتهم المستمرة للحفاظ على سلامة وأمن مصر وشعبها العظيم حفظ الله مصر وشعبها الأبي العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.