التوبة: شروط وأحكام
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:
أيها المسلمون:
إن فضل الله تعالى علينا عظيم؛ ورحمته بنا واسعة، فقد يسر لنا التوبة، ولم يجعلها مشددة علينا كما كانت مشددة على بني إسرائيل؛ كما قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} سورة البقرة(54)؛ أما هذه الأمة المرحومة فقد يسر الله توبتها، وجعل أبوابها مفتحة أمام من يريد ولوجها، بل من كرمه وفضله أنه فرضها على خلقه على الفور، وحث عليها، بل أحبَّ أهلها، قال سبحانه وتعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} سورة الزمر(53). وقال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} سورة البقرة(222).
وأعظم التوبة وأوجبها -عباد الله- التوبة من الكفر إلى الإيمان، ومن الشرك إلى التوحيد، قال الله تعالى: {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ} سورة الأنفال(38). وقال تعالى بعد أن ذكر بعض الأقوال الشنيعة التي قالها النصارى في حق الله تعالى: {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة المائدة(74)، ثم يليها التوبة من البدع ومن كبائر الذنوب، ثم التوبة من صغائر الذنوب، بل إن الواجب على المرء أن يتوب إلى الله من كل ذنب، صغيراً كان أو كبيراً، ظاهراً أو خفياَ، وقد تظاهرت على ذلك نصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة؛ قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} سورة النــور(31)، فتأمل كيف علق الله الفوز والفلاح بالتوبة، وليس التوبة الفردية فحسب، بل التوب الجماعية، وذلك بأن يتوب إلى الله جميع الناس، فأتى بضمير الجمع؛ كما في الآية..
بل أوجب الله علينا التوبة الصادقة الخالصة النصوح، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا} سورة التحريم(8).
وجاء في حديث الأغر بن يسار المزني -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة)1؛ فإذا كان المعصوم -عليه الصلاة والسلام- يفعل هذا؛ فيتوب إلى الله ويستغفره في اليوم أكثر من مائة مرة؛ فنحن أحق وأولى بأن نتوب إلى الله ونستغفره؛ لأننا نذنب في كل ساعة وكل وقت، أما هو صلى الله عليه وسلم فقد عصم من الوقوع في الذنب والخطيئة..
بل من عظيم كرم الله وفضله على عباده أنه يفرح بتوبة عبد من عبيده، ورجوعه إلى سيده ومولاه، وليس هو محتاج إلى ذلك، بل لحبه للعفو والمسامحة؛ فعن أنس بن مالك الأنصاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه -: (لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة)2. وفي رواية لمسلم: (لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح)..
والله فتح باب التوبة لمن أراد الرجوع إليه والعودة إلى الخير في أي ساعة من ليل أو نهار حتى تطلع الشمس من مغربها؛ فعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل؛ حتى تطلع الشمس من مغربها)3، فإذا طلعت الشمس من مغربها: {لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} سورة الأنعام(158)، وفي الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)4، وهذا وقت عام لقبول التوبة من جميع الناس، وهناك وقت خاص لقبولها من كل فرد بذاته، وذلك بأن تكون التوبة قبل معاينة السكرات، وقبل بلوغ الروح الحلقوم، وقبل الغرغرة؛ ففي الحديث عن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله -عز وجل- يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)5، ورب العزة والجلال بين ذلك في كتابه فقال: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} سورة النساء(18).
أيها الناس: إن التوبة واجبة على الفور، لا يجوز تأخيرها، ولا التسويف بها؛ لأن الله أمر بها ورسوله، وأوامر الله ورسوله كلها على الفور والمبادرة؛ لأن العبد لا يدري ماذا يحصل له بالتأخير، فلعله أن يَفْجَأَهُ الموت فلا يستطيع التوبة, ولأن الإصرار على المعصية يوجب قسوة القلب، وبعده عن الله عز وجل، وضعف إيمانه، فإن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان، ولأن الإصرار على المعصية يوجب إلفها والتشبث بها، فإن النفس إذا اعتادت على شيء صَعُبَ عليها فراقه، وحينئذ يعسر عليه التخلص من معصيته، ويفتح عليه الشيطان باب معاصٍ أخرى أكبر وأعظم مما كان عليه؛ ولذلك قال أهل العلم وأرباب السلوك: إن المعاصي بريد الكفر ينتقل الإنسان فيها مرحلة مرحلة حتى يزيغ عن دينه كله -نسأل الله العافية والسلامة-6.
أيها المؤمنون: إن التوبة ليست كلمة تقال باللسان، بل لابد لها من شروط وأركان حتى تكون مقبولة وصحيحة، وهذه الشروط استنبطها الأئمة الأعلام من نصوص الكتاب المبين، ومن سنة سيد المرسلين؛ نجمل هذه الشروط في الآتي:
الشرط الأول: الإخلاص لله، بأن يكون قصد الإنسان بتوبته وجه الله، وأن يتوب الله عليه، ويتجاوز عما فعل من المعصية، لا يقصد بذلك مراءاة الناس، والتقرب إليهم، ولا يقصد بذلك دفع الأذية من السلطان وولي الأمر.
الشرط الثاني: الندم على ما فعل من المعصية؛ فقد جاء في الحديث: (الندم توبة)7؛ ذلك أن شعور الإنسان بالندم هو الذي يدل على أنه صادق في التوبة.
الشرط الثالث: هو أهم شرط من شروطها: الإقلاع عن الذنب، إن كان الذنب ترك واجب فالإقلاع عنه بفعله، مثل أن يكون شخص يتهاون بصلاة الجماعة، فأراد أن يتوب إلى الله فلابد من أن يحافظ على الصلاة مع الجماعة، وإذا كان مقصراً في بر الوالدين فإنه يجب عليه أن يقوم ببرهما، وإذا كان مقصراً في صلة الرحم فإنه يجب عليه أن يصل الرحم، وهكذا..
وإن كانت المعصية بفعل محرم فالواجب أن يقلع عنه فوراً ولا يبقى فيه ولا لحظة، فإذا كان مثلاً من آكلي الربا فالواجب عليه أن يتخلص من الربا بتركه والبعد عنه وإخراج ما اكتسبه عن طريق الربا.
وإذا كانت المعصية بالغش والكذب على الناس وخيانة الأمانة فالواجب أن يقلع عن ذلك، وإذا كان اكتسب مالاً من هذا الطريق المحرم فالواجب عليه أن يرده إلى صاحبه أو يستحله منه، وإذا كانت غيبة فالواجب أن يقلع عن غيبة الناس، والتكلم في أعراضهم، أما أنه يقول إنه تائب إلى الله وهو مصر على ترك الواجب أو مصر على فعل المحرم فإن هذه التوبة غير مقبولة، بل إن هذه التوبة كالاستهزاء بالله، كيف تتوب إلى الله وأنت مصر على معصيته؟!.
أما إذا كانت المعصية التي فعلتها مع البشر ضرباً وما أشبهه فاذهب إليه ومكنه من أ ن يضربك مثل ما ضربته إن كان في الظهر فعلى الظهر، وإن كان على الرأس فعلى الرأس أو في أي مكان ضربته فليقتص منك لقول الله سبحانه: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} سورة الشورى(40). ولقوله: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} سورة البقرة(194).
وإن كان بقول أي أذية بالقول؛ مثل أن تكون قد سببته بين الناس ووبخته وعيرته فلابد أن تذهب إليه وتستحل منه بما تتفقان عليه، حتى لو قال لا أسمح لك إلا بكذا وكذا من الدراهم فأعطه.
الشرط الرابع من شروط التوبة: العزم على ألا تعود في المستقبل إلى هذا العمل، فإن كنت تنوي أن تعود إليه عندما تسمح لك الفرصة فإن التوبة لا تصح مثل: رجل كان يستعين بالمال على معصية الله، يشتري به المسكرات، يذهب إلى البلدان من أجل الزنا والسكر -والعياذ بالله- فأصيب بفقر، وقال: اللهم إني تبت إليك، وهو كاذب، وهو في نيته أنه إذا عادت الأمور إلى مجاريها الأولى فعل فعله الأوَّل، فهذه توبة عاجز، تبت أم لم تتب لست بقادر على فعل المعصية، فهذه توبة غير مقبولة.
الشرط الخامس: أن تكون التوبة في زمن تقبل فيه التوبة، فإن تاب في زمن لا تقبل فيه التوبة لم تنفعه التوبة8.
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، ونصلي ونسلم على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
أيها الناس: احذروا الذنوب، فإنها مشؤمة، عواقبها ذميمة، وعقوباتها أليمة، والقلوب المحبة لها سقيمة، السلامة منها غنيمة، والعافية منها ليس لها قيمة، والبليه بها لاسيما بعد نزول الشيب داهية عظيمة.
طاعة الله خير ما اكتسب العبـ *** د فكن طائعا لله لا تعصينه
ما هلاك النفوس إلا المعاصي *** فاجتنب ما نهاك لا تقربنه
إن شيئا هلاك نفسك فيه *** ينبغي أن تصون نفسك عنه9
أيها الناس: إن الله يقبل توبة العبد مهما كانت عظمة هذا الذنب، حتى ولو كان من الشرك فإن الله يقبل التوب، ويعفو عن السيئات بل ويبدل الله تلك السيئات حسنات، وشاهد ذلك ما جاء في حديث قاتل المائة نفس؛ فعن أبي سعيد الخُدري -رضي الله عنه- أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على راهب فأتاه، فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة؟ فقال: لا، فقتله، فكمل به مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناساً يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء. فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيراً قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم -أي حكما- فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة)10. وفي رواية في الصحيح: (فكان إلى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل من أهلها). وفي رواية في الصحيح: (فأوحى الله تعالى إلى هذه أن تباعدي وإلى هذه أن تقربي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر، فغفر له). وفي رواية: (فنأى بصدره نحوها).
أيها المؤمنون: إن الناس في التوبة أقسام عدة؛ فمنهم: من لا يوفق لتوبة نصوح، بل ييسر له عمل السيئات من أول عمره إلى آخره حتى يموت مصرا عليها، وهذه حالة الأشقياء، وأقبح من ذلك: من يسر له في أول عمره عمل الطاعات ثم ختم له بعمل سيء حتى مات عليه؛ كما في الحديث الصحيح: (إن أحدكم ليعمل عمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها).
وقسم يفني عمره في الغفلة والبطالة، ثم يوفق لعمل صالح فيموت عليه وهذه حالة من عمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها..
وهؤلاء منهم: من يوقظ قبل موته بمدة يتمكن فيها من التزود بعمل صالح يختم به عمره، ومنهم: من يوقظ عند حضور الموت فيوفق لتوبة نصوح يموت عليها، قالت عائشة -رضي الله عنها-: إذا أراد الله بعبد خيرا قيض له ملكا قبل موته بعام فيسدده وييسره حتى يموت وهو خير ما كان، ويقول الناس: مات فلان خير ما كان .
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب عز وجل: وعزتي وجلالي لا أزل أغفر لهم ما استغفروني).11
وبقى قسم آخر من أقسام الناس في التوبة: وهو أشرف الأقسام وأرفعها: وهو من يفني عمره في الطاعة، ثم ينبه على قرب الأجل ليجد في التزود، ويتهيأ للرحيل بعمل يصلح للقاء يكون خاتمه للعمل، قال ابن عباس: لما نزلت على النبي -صلى الله عليه وسلم-: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} نعيت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسه فأخذ في أشد ما كان اجتهادا في أمر الآخرة، قالت أم سلمة: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر أمره لا يقوم ولا يقعد، ولا يذهب ولا يجيء إلا قال: سبحان الله وبحمده، فذكرت ذلك له، فقال: إني أمرت بذلك، وتلا هذه السورة.
وكان من عادته صلى الله عليه وسلم أن يعتكف في كل عام في رمضان عشرا ويعرض القرآن على جبريل مرة، فاعتكف في ذلك العام عشرين يوما، وعرض القرآن مرتين.
ومرض بعض العابدين فوصف له دواء يشربه فأتي في منامه، فقيل له: أتشرب الدواء والحور العين لك تهيأ؟ فانتبه فزعاً، فصلَّى في ثلاثة أيام حتى انحنى صلبه ثم مات في اليوم الثالث.
نسأل الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يستر عيوبنا وأن يتوب علينا إنه هو التواب الرحيم.
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.