كيف تحول سلمان العبيدي من طفل إلى أشهر إرهابي ليبي

ومن الإرهابيين الذين نفذوا عمليات ارهابية في بريطانيا وأصلهم ليبي، هو سلمان العبيدي، والذي تسبب بمقتل22 شخص وإصابة 116، لذا يعتبر اسمه محفور في ذاكرة القتلة والإرهابيين.

سلمان العبيدي، ولد عام 1994، ووالديه هم رمضان، وهو ضابط سابق، ووالدته سامية طبال، مولودان في ليبيا، ولكنهما هاجرا إلى لندن، هربًا من نظام معمر القذافي، حيث كان رمضان واحدا من شبكة واسعة من المعارضين الذين أيدوا أهداف الإسلاميين ضد القذافي. ووصل رمضان إلى بريطانيا في أوائل التسعينيات، ثم انتقلا إلى فالوفيلد بجنوب مانشستر حيث يعيشان منذ أكثر من عقد من الزمان.

وخلال الثورة ضد القذافي، انضم الكثير من الليبيين إلى كتيبة شهداء الـ 17 من فبراير، وهي إحدى أبرز الميليشيات المسلحة في تلك الحرب، وذكرت مصادر إن والد عبيدي كان جزءا من هذه الجماعة، وإنه غادر بريطانيا للمشاركة في آخر معركة ضد القذافي.

ونشأن سلمان في جو مليء بالتطرف حيث كان والده عضو من تنظيم داعش، وعاش في منطقة والي راينج بالقرب من إحدى المدارس التي انتقل طلابها إلى المنطقة التي يسيطر عليها "داعش" في سوريا.
وكان سلمان دائم التردد على مسجد ديدزبوري، في مانشستر والذي كان كنيسة "ميثودية" تم بنائها في 1883 وتحولت بعد أن اشترتها الجالية الإسلامية في 1967 إلى مسجد يرتاده 3000 شخص أسبوعيًّا، وكان والده رمضان من المؤذنين فيه أحيانًا.

وقبل فترة وجيزة من هجوم مانشستر، الذي وقع في 22 مايو 2017، سافر العبيدي لمدة 3 أسابيع في ليبيا وعاد إلى بريطانيا لتنفيذ هجومه الذي نفذه أثناء حفل غنائي لمغنية البوب الشهيرة أرياناجغراندي، بواسطة عبوة ناسفة.

وعرف العبيدي بتأثره بفتاوى مفتي طرابلس المعزول، والإخواني الهارب في تركيا، الصادق الغرياني الذي تجمعه علاقته وطيدة بابنه الحاصل بدوره على الجنسية البريطانية سهيل الغرياني، وصاحب قناة "التناصح" التي تمولها قطر للبث من تركيا، وهي إحدى القنوات المدرجة على القائمة السوداء للسعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين، وكذلك من قبل البرلمان الليبي الشرعي في طبرق.

وكشفت الصحف البريطانية أن والد مفجر مانشستر والذي لم يكن عضوا في تنظيم داعش لكنه كان يعتنق أفكارها، انتقل من ليبيا إلى إسطنبول لتلقي العلاج على حساب حكومة الوفاق، حيث إن رمضان العبيدي، الذي اعتقلته جهات أمنية في طرابلس عام 2017 بعد ساعات فقط من إصراره على أن نجله سلمان لم يكن وراء التفجير الانتحاري في المملكة المتحدة، سافر إلى إسطنبول للعلاج بانتظام بأموال الوفاق.

وبعد الحادث تعنتت حكومة الوفاق في تسليم شقيق سلمان، هاشم، من أجل الضغط على الحكومة البريطانية لتأييدها قوات الجيش الوطني الحر في ليبيا، وذكر قادة بريطانيون أن من أهم الأاسباب التي جعلت حكومة الوفاق تماطل في تسلي هشام بسبب تورطه في حادث مانشستر هو والده.