تبعد آلاف الأميال عن أوروبا.. تعرف على فرنسا الخالية من كورونا

عربي ودولي

بوابة الفجر



لا يزال كوفيد-19 يحصد في أرواح الفرنسيين، وهناك تطبيق شديد للحظر الصحي بالداخل الفرنسي، ولعل بمجرد ذكر اسم فرنسا يتبادر إلى الذهن تلك الأراضي التي يحدها بحر المانش شمالًا وتطل جنوبًا على البحر المتوسط بمدن خلابة كمرسيليا وتشتهر بمدن كالعاصمة باريس وليون، ولكن فرنسا القارية تلك تستمر معدلات كورونا فيها بالإنتشار يوميًا، إما فرنسا الأخرى فلا تعرف من الآولى إلا العلم المشرع على أراضيها والكلمات الفرنسية التي تتفوه بها شعوبها، بينما في الواقع هي تبتعد آلاف الكيلو مترات عن فرنسا الأم فيما وراء البحار.

يختلف الوجه الفرنسي الآخر بأنه لا يتبع لقوانين الإتحاد الأوروبي، ولا تحتاج لفيزا "شنجن" لزيارته، ويعلم مواطنيه أنهم ليسوا فرنسيين إلا بالسفن الغازية التي سخرت مواردهم لخدمة فرنسا الأوروبية، حيث تخفي بين طياتها زمن الإستعمار الفرنسي لتلك الأجزاء البعيدة من العالم، التي يظل الرابط الحقيقي مع الوجه الآخر العلم والموارد المنقولة لأوروبا، ولكن بعض تلك الجزر البعيدة حماها الله من فيروس كورونا المستجد بفضل عزلة أراضيها.

*جزيرة بولينيزيا
هي مجموعة جزر في المنطقة الجنوبية المحيط الهادي، أشهر جزرها تاهياتي، وعاصمتها مدينة بابيت، وتبلغ مساحتها ٤١٦٧ كم، وهي تنقسم لخمسة جزر هي ديندوارد، جزر ليوارد، جزر الماركيز، وجزر اوشرال، وجزر تواموتو، ويبلغ عدد سكانها ٢٦٤ الف نسمة، ومن أشهر جزرها تاهيتي وهي مكتظة بالسكان، وبها العاصمة، وديانتها مسيحية بروتستانت ويوجد بها أقلية كاثوليكية تمثل ٣٠% من السكان، واقليات أخرى كالمسلمين وشهود يهوه.

لا تستخدم بولينيزيزيا اليورو، وإنما العملة هي الفرانك الباسفيكي، ويتحدث سكانها الفرنسية، ومتوسط اعمارهم ٧٦ سنة، ويرأس حكومتها ادوارد فرينيتش، ونجحت بولينيزيا فيما فشلت فيه فرنسا الام، فهي خالية من فيروس كورونا المستجد، حيث ظهرت بها ٦٠ حالة تم شفائها جميعا والان الجزر تخلوا من أي حالة للمرض.

كانت أول جزيرة استقر بها البولينيزيون الاصليون هي جزر الماركيز عام ٣٠٠م، واكتشفها من الاوروبيين عام ١٥٢٣ عبر المستكشف البرتغالي ماجلان، وسبق المبشرين الإسبان الفرنسيين في الاستقرار في الجزيرة عام ١٧٧٤ وبقوا بها لمدة عام.

بدأت قصتها مع فرنسا عندما جاء المبشرين الكاثوليك الفرنسيين عام ١٨٣٤ ووضعت تاهيتي تحت الحماية الفرنسية عام ١٨٤٢ واسس الفرنسيون العاصمة بابيت ١٨٤٣، وعام ١٨٨٠ ضمتها فرنسا كمستعمرة، وخلال الحرب العالمية الثانية احتلها اليابانيين، اجرت فيها فرنسا تجربة نووية في جزيرة موروروا في عام ١٩٦٢، واستمر إجراء التجارب حتى عام ١٩٩٦.

اعطاها الفرنسيون عام ١٩٧٧ حكم ذاتي داخلي، ولكن تتحكم فرنسا في القضاء والتعليم والامن والدفاع حيث يتولى الدفاع عنها قوات الدرك والجيش الفرنسي، ولا يوجد صلاحيات في ذلك للحكومة المحلية، وترسل بولينيزيا نائبين عنها في الجمعية الوطنية ويقوم سكانها بالتصويت في الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

يوجد حزب مؤيد الاستقلال بقيادة الزعيم اوسكار تيمارو، وجعل مواطني بولينيزيا يصوتون ضد الرئيس ساركوزيه.

بلغ الناتج المحلي البولينيزي ٣.٦٥ مليار دولار امريكي، ويعتبر خامس اكبر اقتصاد في قارة اوقيانوسيا ويذهب لصالح الخزينة الفرنسية، ورغم تبعيتها لباريس يبلغ نصيب الفرد ٢٢ دولار، وهو أعلى من جميع الدول المستقلة في اوقيانوسيا، وتعتمد على السلع المستوردة والسياحة، بمساعدة من فرنسا، ومن أكبر صادراتها اللؤلؤ التاهيتي الاسود الذي يمثل ٥٥% من الصادرات عام ٢٠٠٨.

*جزيرة سان بيير وميكولون
تعتبر الجزء الفرنسي المتبقي من امريكا الشمالية، وهي عبارة عن مجموعة من الجزر بالقرب من الساحل الشرقي لكندا، وعلي بعد ٢٥ كيلو متر جنوب جزيرة نيوفاوند لاند، وتتكون من جزيرتين رئيسيتين سانت بيير ٢٦ كيلو متر وهي العاصمة ويقطنها ٩٠% من السكان، والثانية هي أكبر الجزر ميكلون ٢١٥ كيلو متر،نجت الجزر من وباء كورونا المستجد، حيث ظهر بها حالة واحدة شفائها.

احتلتها فرنسا عام ١٨٠٦، وإحالتها بعد ذلك ثلاثة مرات، آخرهم عام ١٨١٤ يبلغ عدد سكانها ٦٠٥٧ نسمة، حيث يسكن جزيرة سان بيير ٥٤٧٨ شخص، وجزيرة ميكلون يسكنها ٦٠٤ شخص، ويتحدث سكانها الفرنسية، ومعظمهم ينحدر من مقاطعة نورمان.

تكمن أهمية الجزيرتين في أنهما قاعدة لعمليات صيد السمك الفرنسية، كما تجتذبان عدد لا بأس به من السياح في فصل الصيف، الجزيرتين لهم حكم ذاني منذ عام ١٩٥٦، يدين غالبية السكان بالكاثوليكية، وتوجد كنيسة رومانية كاثوليكية رسولية في سان بيير، ويوجد عدد اقل من المسلمين والهنود الهندوس

تتمتع بمناخ بارد رطب وتتراوح درجة الحرارة بين ١٥ في الصيف، و_٣ في الشتاء، غير الضباب والرياح القوية، وتعتبر ابرز موارد الجزر الصيد والسياحة، والتعامل المالي باليورو، ولا تعتمد علي الدولار.

*جزيرة والس وفوتونا
تتكون من ثلاثة جزر استوائية تتبع فرنسا، والجزر الثلاثة هي والس وفوتونا وجزيرة الوفي، يبلغ عدد سكانها ١٢ الف نسمة ويتحدثون الفرنسية ويقيمون بالمسيحية الكاثوليكية، وتبلغ مساحتها ٢٧٤ كم، والعملة الرسمية هي الفرانك الباسفيكي.

بدا معرفة الاوروبيبن بالجزر مع الهولنديين والبريطانيين ووصل المبشرين الفرنسيين عام ١٨٣٧، وطلبت ملكة يوليو الحماية الفرنسية فوقعت مع فرنسا معاهدة حماية في ٥ أبريل ١٨٤٢ وتبعها ملوك السيجاف والألو فوقعت معهم فرنسا معاهدة في ١٦ فبراير ١٨٨٨، وفي عام ١٩١٧ تحولت لمستعمرة، وعام ١٩٥٦ صوت السكان المحليين على ان يصبحوا من ارض ما وراء البحار الفرنسية.

تعتبر مدينة ماتا اوتو عاصمة الجزر وتوجد في جزيرة والس وتتبع اداريا مقاطعة هكاكي ويبلغ عدد سكانها ١٠٩١ نسمة ومساحتها ٦١ كم، ومحاطة بحيد من الشعاب المرجانية، وتوجد بها المقر الإداري، وهي إحدى مينائين بالجزر، والجزيرة تعتبر من المناطق الفرنسية النادرة المأهولة بالسكان التي لم يدخلها فيروس كورونا.

*جزيرة كليبرتون
تعتبر جزيرة كليبرتون في المحيط الهادئ،تبلغ مساحتها 9كم، وتبتعد عن ساحل المكسيك 1280كم، وتعتبر جزيرة حلقية أي يحيط بها الشعاب المرجانية، وهي قطعة فرنسية في وسط المحيط، تتجمع بها عشرات الأشجار، وهي جزيرة خالية من مرض كورونا ولم تسجل بها أي حالات حتى الن لخلوها من السكان.

تعد جزيرة سيئة الحظ، لأنه في عام 1906، عندما قررت الدولة المكسيكية استغلال روث الطيور المتواجدة عليها، وكان الناس على هذه الجزيرة الصغيرة تعتمد كليا على إمدادات القوات البحرية المكسيكية، وفي عام 1914، كان الجيش المكسيكي، مشغول جدا بثورته ونسي تماما جلب الطعام والمياه العذبة إلى مائة نسمة، فمات معظمهم من الجوع أو الأمراض المختلفة. في 18 يوليو 1917، أنقذت سفينة أمريكية الناجين الباقين 4 نساء و7 أطفال.

*جزيرة تروملين
هي جزيرة توجد في المحيط الهندي، وتبلغ مساحتها اقل من كم مربع، وتبتعد ٣٥٠ كيلو من مدغشقر، لا يمكن الوصول الجزيرة إلا عبر مهبط الطائرات الذي انشاته فرنسا بداخلها بطول ١٢٠٠ متر، وتتميز الجزيرة خالية من السكان، إلا أنها موطن للطيور البحرية والسلاحف ومحاطة بالشعب المرجانية.

تعتبر الجزيرة من اهم مواطن الطيور في العالم وخاصة طيور الاطيش وتعشش بها طيور الاطيش المبرقع، وطيور الاطيش أحمر القدمين، وكانت طيور الفرقاط الكبير، الفرقاط الاريل تعشش علي الجزيرة أثناء هجرتها.
اكتشفت الجزيرة من قبل الملاح الفرنسي جان ماري بريان دولافويه عام ١٧٢٠م، وأطلق عليها جزيرة المال، وترتبط الجزيرة بحادث اليم، يبين مدي وحشية العنصرية التي عاشتها فرنسا خلال مطلع العصور الحديثة
أعلم ١٧٦١ تحطمت سفينة فرنسية اوتيل عند الجزر، وقام طاقمها الفرنسي بصنع طوافة والوصول لمدغشقر تاركين خلفهم ٦٠ رجل وامرأة من العبيد علي الجزيرة

عندما وصل الطاقم الناجي لمدغشقر رفضت السلطات الفرنسية إطلاق سفن لإنقاذ العالقين، وقام العبيد بصنع سقف من الحجارة المرجانية وبرج مراقبة ولكن معظمهم توفي خلال الأشهر الأولى وبعد ١٥ عام وصلت السفينة الفرنسية لادوفين لتجد ما تبقي منهم سوي ٧ نساء وطفل عمره ٨ شهور

*جزيرة أمستردام
سميت علي اسم سفينة نيو أمستردام التي قامت بإكتشافها، والتي تقع في اقصي جنوب الأرض في المحيط الهندي وتتبع ما يعرف باسم الأراضي الفرنسية الجنوبية الانتاركتيية وهي الجزء الفرنسي من القارة القطبية الجنوبية وعليها قاعدة تسمي مارتين دي فينيس ويسكن ٣٠ عالم مشاركين في الدراسات البيولوجية والأرصاد الجوية، مساحتها ٥٥ كم، واقصي طول ١٠كم

ويوجد بالجزيرة بركان كان آخر ثوران له في عام ١٧٩٢ ولكن أكثر سكان الجزيرة انتشارا هو حيوان الفقمة الذي يسكن شواطئها.