"سلسال الدم بين تجار الكيف".. جريمة للأب يرثها الابن بالجيزة
جريمة عمرها أربعة أشهر، ارتكبها الأب ودفع ثمنها الابن، الذي قتل رميا بالرصاص، داخل وكره بوسط الزراعات، بمنطقة أوسيم، كما قَتل والده، أحد صبيانه لرفضه دفع الإتاوة.
بداية القصة
مع مطلع شهر فبراير الماضي، وقعت مشاجرة بين واحد من أخطر أباطرة الكيف بشمال الجيزة يدعى حميدة مدين، وأحد صبيانه الذين كانوا يعملون معه في تجارة المخدرات، لرفض الأخير دفع الإتاوة التي كان يتقاضاها منهم حيث كان يتقاضى ما يقرب من ألف جنيه من كل منهم، وعندما اشتد الشجار بينهما لإصرار الصبي على عدم دفع الإتاوة، قائلًا له: "ابنك اللي قالنا محدش فينا يدفعلك فلوس تاني اتصرف معاه"، ما أثار غضب "صميدة" نجل حميدة، وقتل المعلم، الصبي رميا بالرصاص، وتمكنت أجهزة الأمن بالجيزة حينها من القبض على المتهم، وصُدر حكما قضائيا بسجنه، وينفذ عقوبته حاليًا خلف القضبان.
اشتعال نار الثأر
والد الصبي المقتول قرر الثأر لنجله، وقتل ابن المتهم الشهير بـ"محمد صميدة" شاب عشريني العمر، سبق اتهامه في عدة قضايا، مثلما قُتل نجله، دون أن يُسجن، حيث استغل وجود خلافات بين الشاب العشريني العمر وآخر يدعى "محمود.ع"، حول تجارة المخدرات، وعلى إثرها أطلق الشهير بـ "صميدة"، طلقات نارية صوب "محمود" أصابه وجري نقله إلى المستشفى، ووقتها قرر والد القتيل الأول "الصبي"، الثأر لنجله، وقتل "صميدة"، لإبعاد الشبهة الجنائية عنه واتهام المصاب بالجريمة.
يوم الجريمة
في تمام الساعة السادسة والنصف صباح يوم الثلاثاء الماضي، كان يتواجد "صميدة" داخل وكره.. "عشة وسط الزراعات خارج الحيز السكاني"، بمركز أوسيم، وأثناء تواجده حضر إليه نجل عمه "محمود الوحش"، شاب ثلاثيني العمر، ليتفاجأ بـ"محمد.م"، 50 سنة، وشقيقه شعبان، 54 سنة (والد، وعم الصبي)، ممسكان بأيديهما بندقيتين آليتين، وأطلقا وابلا من الطلقات النارية صوبهما، أسقطهما قتيلان في الحال وفرا هاربين.
تحرك الأجهزة الأمنية
اللواء طارق مرزوق مدير أمن الجيزة، تلقى إخطارا من العميد عمرو طلعت رئيس قطاع شمال الجيزة بورود بلاغا للرائد محمد مجدي رئيس مباحث مركز شرطة أوسيم، من إدارة شرطة النجدة بمقتل عنصري إجراميين بطلقات نارية من قِبل مجهولين بنطاق المركز.
انتقلت قوة أمنية إلى مكان البلاغ برئاسة العقيد أحمد الوليلي مفتش مباحث شمال الجيزة، والمقدم محمد أبو القاسم وكيل فرقة شمال الجيزة، والمقدم أمثل حرحش، والرائد محمد مجدي رئيس مباحث المركز، وفرضت القوات كردونا أمنيا بمحيط العثور على الجثتين وبالفحص والمعاينة عُثر على جثتي تاجري مخدرات، مصابين بـ 6 طلقات نارية بسلاح ألي بالرأس والصدر، أحدثت فتحات دخول وخروج، وجرى نقل الجثتين إلى المشرحة، بواسطة سيارات الإسعاف، وفحصت القوات آثار الإطارات على الطريق لبيان ما إذا كان الجناة يستقلون دراجة بخارية أو سيارة حال هروبهما.
فريق بحث شكله اللواء محمود السبيلي مدير مباحث الجيزة، ترأسه اللواء مدحت فارس نائب مدير مباحث الجيزة واللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، تنسيقا مع قطاع الأمن العام، لفحص علاقات المجني عليهما، وكاميرات المراقبة، وتوصلت جهوده بعد مرور 48 ساعة من وقت وقوع الجريمة، إلى تحديد هوية مرتكبيها، وأن الدافع وراء ارتكابها خصومة ثأرية، كما تم التوصل إلى هروب الجناه من منزلهما عقب ارتكابهما جريمتهما، وتوصل فريق البحث أيضًا إلى مكان اختبائهما.
في تمام الساعة الخامسة فجر أمس الجمعة، أعد اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، مأموريتين قادهما العميد عمرو طلعت رئيس قطاع شمال الجيزة، والمقدم أحمد الوليلي مفتش مباحث شمال الجيزة، الرائد محمد مجدي رئيس مباحث المركز ومعاونيه النقيب وليد كمال، النقيب عمر عطيتو، النقيب إبراهيم فاروق، النقيب عبد الحميد خليفة، إستهدفت المتهمان في مكان إختبائهما، وتمكنت القوات من القبض عليهما، وبارشادهما ضبط البندقيتين الأليتين، وتم اقتيادهما إلى ديوان المركز.
وبمواجهتهما اعترفا خلال التحقيقات التي أجريت معهما بارتكابهما الجريمة على النحو المشار إليه... "إحنا بنتعاير بقتل ابننا، وكان لازم نبرد النار اللي جوانا".
وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة بإخطار اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة والعرض على النيابة العامة لتولى التحقيقات.