قصة الراهب صاحب معجزة وقوف الماء في الهواء
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بتذكار رحيل الراهب القمص إبراهيم البراوي المقاري.
والقمص البراوي هو من مواليد عام 1860م في قرية أبوجرج التابعة لمركز بنى مزار محافظة المنيا ووالده يدعى حنا جرجس عبد المسيح خطير ينتمي جميعها ذهبت إلى السودان، حيث استقر والده حنا خمسة أبناء، الأول "تادرس أفندي حنا".
بعد تعليمه أستقر في القاهرة في منطقة حارة السقايين وترك قرية أبوجرج، والثاني "المعلم سليمان حنا" الشهير بالمقدس سليمان من مواليد سنة 1846م، بعد تعليمه ذهب إلى قرية براوه الوقف التابعة لمركز إهناسيا محافظة بنى سويف وعمل رئيسًا للصيارفة عن مركزي إهناسيا وسمسطا، والثالثة أسمها "مصطفيه" تزوجت مرجان ملطى بقرية أبوجرج، والرابعة أسمها "حنونة" تزوجت في قرية الطيبة التابعة لمركز سمالوط محافظة المنيا، أما الخامس فهو إبراهيم الذي أصبح فيما بعد الراهب القمص إبراهيم البراوي المقاري، ومن الواضح أن أبيهم حنا كان ثريًا بالقدر الذي جعله يعلم أبناءه الثلاثة في عصر كان التعليم فيه قاصرًا على أبناء الأغنياء ويوفر لهم بعد ذلك معيشة كريمة.
ولقب القمص إبراهيم بـ "البراوي" لانه عاش حياة الطفولة والشاب وسط عائلته الثرية تقية والتي كانت تمتلك 40 فدان في قرية براوه ببني سويف فكان يستقى من تقوى أخيه سليمان وتواضعه وكان يعمل معه أيضًا فلم يعانى من الحرمان المادي إذ كانت عيناه يوميًا أمام أكياس الذهب، لقد شبعت عيناه من غنى العالم لذلك كان يتوق إلى حياة أخرى يشبع فيها رغبته الجارفة للتقوى والبر عملًا بقول السيد المسيح له المجد: "طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون " (مت 5: 6).
طريق الرهبنة:
ذهب هذا القديس الي دير المحرق ليطلب الرهبنة في عام 1887م وبعدها ترك الدير خشيًا من أن يجده اخاه ويعيده الي المنزل مرة أخرى، حيث الدير يبعد عن قرية براوه حوالي 200 كليو متر، فقرر أن يذهب الى دير القديس أبو مقار ببريت شهيت في وادي النطرون، ثم رُسم قسًا ثم قمصًا لِما ظهر فيه من طهارة وبرّ وعرف عنه أنه كان يخرج إلي الكنائس الفقيرة ويصلى فيها ويترك فيها مبلغًا من المال في الهيكل ومع الوقت عرف عنه هذا الأمر.
دخوله منزل العاهرة:
كان القمص البراوي سائرًا في شارع كلود بك بالقاهرة متجهًا إلى الكاتدرائية (البطرخانة القديمة بالأزبكية)، حيث معروف عن هذا الشارع إن به كثير من الحانات (البارات) والبيوت سيئة السمعة ومرة أرادت إحدى عاهرات هذه البيوت أن تستهزئ بهذا الراهب، فقالت لأصدقائها في السوء أنا أستطيع أن أجعل هذا الراهب يدخل إلى بيتي فلم يصدقوها.
وكان القمص إبراهيم سائرًا أمام منزل السيدة العاهرة فقالت له "يا أبونا تفضل، فقال لها شكرا يا بنتي! فقالت له تفضل على اسم المسيح"؛ فواقف وقال لها: "يا بنتي اسم المسيح عظيم وأنا لا أستطيع أن أرده".. فقالت له وأنا أدعوك أن تدخل عندي على اسم المسيح!... فدخل بيتها، فعملت له فنجان من القهوة، وقالت له: "اشرب على اسم المسيح"، فقال لها: " يا بنتي اسم المسيح عظيم، عظيم وأنا لا أستطيع أن أرده..
فقالت له وأنا أقول لك أشرب على اسم المسيح" فشرب ثم خرج.
غضب البابا:
وبينما هو خارج من منزل السيدة العاهرة رآه بعض المطارنة كانوا ذاهبين للقاء البابا البطريرك، فأسرعوا وقالوا للبابا لأنبا يؤانس إننا قد رأينا القمص إبراهيم البراوي وهو خارج من بيت سيء السمعة بعد أن لوث سمعة الكهنوت، وعندما سمع البابا استشاط غضبًا وأنتظره على سلم الكاتدرائية، وعندما وصل أبونا إبراهيم انتهره البابا قائلا: "ما الذي فعلته يا أبونا إبراهيم؟ كيف تدخل بيت من بيوت الخطيئة وتلوث سمعة الكهنوت والرهبنة، فضرب له البراوي ميطانية (سجدة) وقال له حاللنى يا سيدنا ثم قص عليه ما حدث، وكان رد البابا برفض واستنكار بما فعله هذا الراهب.
معجزة وقوف الماء في الهواء:
وقبل أن ينهي البراوي حديثه مع قداسة البابا محاولًا تبرئة ما فعله، وكان أحد العمال في الكاتدرائية يسقى الحديقة بالماء فقال قداسته للقمص إبراهيم: أتستطيع أن توقف هذا الماء على اسم المسيح؟.
فنظر أبونا إبراهيم البراوي للماء وقال "على اسم المسيح المياه تقف" وبالفعل عُلق الماء في الهواء، وعندما رأى قداسة البابا هذا المنظر اندهش جدًا وقال له: " خلاص يا أبونا الله يحاللك! الله يحاللك! على اسم المسيح"، أما الجنائني فصرخ قائلا: " والمياه يا سيدنا؟؟؟ فنظر أبونا إبراهيم إلى المياه قائلا: " على اسم المسيح المياه تنزل... فنزلت المياه!".
وفاته:
رحل هذا القديس في عام 1939م، حيث تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في السابع من هاتور من كل عام قبطي، ويقال إن اقاربه قد طلبوا جثمانه لدفنه في مدافن العائلة إلا أن الدير رفض تسليم جثمانه لهم وتم دفنه في طافوس (مقابر) دير الأنبا مقار بوادي النطرون.