أقدم حكام أفريقيا الحاليين بول بيا.. 37 سنة على مقعد الرئاسة
*نشأة بيا
ولد بول بيا في 13 فبراير 1933 في بلدة مفوميكا بالكاميرون، وهي قرية تقع في الجزء الجنوبي من البلاد، ونشأ لأسرة فقيرة نوعًا ما، وعندما كان في السابعة من عمره، تم إرساله إلى بعثة كاثوليكية، وأثناء دراسته تفوق وظن أحد معلميه الفرنسيين أن عمله كان جيدًا لدرجة أنه قرر أن بيا يجب أن يصبح كاهنًا، تم قبوله في معاهد إيديا وأكونو جونيور عندما كان عمره 14 عامًا، وكان يديرها آباء القديس إسبريت.
أدت دراسة بيا في المدارس الإرسالية أن يفوز بعد ذلك بمكان في مدرسة ليسيه جنرال لوكلير في ياوندي، عاصمة الكاميرون، وتعد مدرسة ليسيه لوكلير المدرسة الثانوية الفرنسية المرموقة في الكاميرون، بينما درس بيا - من بين أمور أخرى - اللاتينية واليونانية والفلسفة، وبسبب دأبه في الدراسة المستمر، تم قبول بيا في جامعة باريس حيث درس القانون والعلوم السياسية، وحصل على شهادة في القانون عام 1960، وبقي في فرنسا لبضع سنوات بعد التخرج لدراسة القانون العام.
*خطواته السياسية الأولى
عاد بيا إلي الكاميرون عام ١٩٦٢ في وقت من أدق الاوقات في تاريخ الكاميرون، وذلك عندما انقسمت البلاد ما بين مناطق فرنسية وبريطانية وما بين مناطق للمسلمين ومناطق للمسيحيين، وفي ١يناير ١٩٦٠ استقل الجزء الفرنسي من الكاميرون ونصب احمدو اهيجو بالرئاسة،وفي أكتوبر ١٩٦١ استقل الجزء الانجليزي من البلاد وانضم جزء منه إلي نيجيريا والباقي اندمج مع الكاميرون، وعندما عاد بيا انضم إلي حكومة تم تشكيلها حديثا كجزء من وزارة مساعدات التنمية الخارجية.
*رئيس وزراء أهيجو
تدرج بيا في المناصب أثناء حكم الرئيس اهيجو، حيث أصبح مديرا لمجلس الوزراء، ووزير التربية الوطنية في يوليو ١٩٦٤، وامينا عاما لوزارة التربية الوطنية، ثم مديرا لمجلس الوزراء المدني في يناير ١٩٦٧، وامين عام للرئاسة،ثم حصل علي رتبة وزير في أغسطس ١٩٦٨، ورتبة وزير دولة في يونيو ١٩٧٠، وذلك حتي تكليفه وفقا للدستور، كرئيس وزراء الكاميرون، وظل في موقعه حتي عام ١٩٨٢، وأختاره أهيجو رغم أن بيا مسيحي من الجنوب وأهيجو مسلم من الشمال ليكون نائبًا له، وعندما أعلن الرئيس اهيجو استقالته، وبالتالي خلفه في منصبه بيا كرئيس للكاميرون، بسبب مشاكل صحية أصيب بها اهيجو.
*الفترة الرئاسية الأولى ومحاولتي إنقلاب
ترك اهيجو منصب رئيس الجمهورية وظل متمسكا بمنصب زعيم الحزب الذي يتحكم فعليا في وضع سياسات البلاد، ورغم ذلك بدأ بيا في إجراء بعض التعديلات والتي رفضها المقربين من اهيجو، مما جعله يستبدله برجال مخلصين له، مما جعل اهيجو يغادر البلاد.
واجه بيا محاولتان الانقلاب عليه، بدعم من حكومة القذافي، الأول في أغسطس ١٩٨٣، والثاني في أبريل ١٩٨٤، واتهم اهيجو بأنه المدير خلف محاولتي الانقلاب، مما زاد من شعبية بيا، وفاز بأول انتخابات في ١٤ يناير ١٩٨٤.
*التعددية الحزبية وإنتخابات 1990
مرت فترة الثمانينات بشكل جيد مع بيا، ولكن الاستمرار لفترة طويلة في السلطة اظهر مظاهرات تطالب بتنفيذ إصلاحات سياسية، ومع الضغط الجماهيري سمح عام ١٩٩٠ بتشكيل أحزاب سياسية، والتي وصفها كثير من المتابعين بأن بيا تلقي فيها هزيمة لصالح منافسه جون فرو ندي، ولكن بيا أعلن نفسه أنه الفائز في الإنتخابات وأطلق حالة الطوارئ، ونجحت قواته في القضاء علي المظاهرات المناهضة لنتيجة الإنتخابات، وقاطع فرو انتخابات عام ١٩٩٧، متهما بيا بأنه يساعد مجتمعه من الفرانكفونيين الناطقين بالفرنسية في الجنوب عن الانجلوفونيين بالشمال، والدفع بالانجلوفونيين خارج نظامه.
*الإنفتاح الخارجي في بداية الألفية الثالثة 2000-2004
تميز بول بيا في سياسته الخارجية، لا سيما في بداية الألفية الثالثة، حيث عمل على وضع الكاميرون في وضع مالي أفضل، ففي عام 2000، أبرم بيا صفقة مع الرئيس التشادي إدريس ديبي لتركيب خط أنابيب من تشاد إلى ميناء كريبي بالكاميرون لنقل النفط، وبالفعل أصبحت آبار النفط جاهزة للضخ بحلول عام 2005، وقد ساعد البنك الدولي في تمويل جزء صغير من العملية.
وقام بيا في مارس 2003 بزيارة الرئيس جورج دبليو بوش في البيت الأبيض بالولايات المتحدة لمناقشة التجارة بين البلدين، وكانت الكاميرون تجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وكان اقتصادها ينمو، وهدفت لاستمرار هذا الاتجاه، حين قامت بيا بزيارة شنغهاي، الصين، في سبتمبر 2003 واجتمع مع العمدة هان تشنغ لمناقشة تعزيز علاقات الصداقة بين الكاميرون وشنغهاي وحتى مع الصين بأكملها، وزادت الواردات والصادرات بين البلدين بنسبة 300٪ في بداية عام 2003
*الرئيس الكاميروني وإصلاحات 2004
أعيد انتخاب بيا مرة أخرى لرئاسة الكاميرون عام 2004، على الرغم من أن أحزاب المعارضة ادعت مرة أخرى أن الانتخابات زورت، ولكنه بعد انتخابه اختار تنفيذ برنامج بدأه بتنظيف القطاع العام من افساد، واختار رئيس الوزراء للمساعدة في تلك المهمة، وسارت الأمور بشكل بطيء بعض الشيء لأن العديد من الموظفين الحكوميين لا يقومون بعملهم على الإطلاق، وكانت الخطوة الأولى هي إغلاق باب مكاتب الوزارة ورفض دخول أي شخص متأخر.
وركزت حكومة بيا الجديدة على خمس نقاط. أولًا تحديث النظام الديمقراطي ومحاربة الفساد، وخطط لتحسين معدل النمو الاقتصادي بنسبة 5٪ من خلال تحسين النظم الزراعية ودراسة السياسات الصناعية والسياحية، وأراد توزيع معدل النمو بالتساوي حيث كانت هناك قطاعات لم تستفد من النمو، وأراد ضمان السلام والأمن وتجهيز مؤسسات إنفاذ القانون بشكل أفضل حتى يتمكنوا من مكافحة الجريمة وانعدام الأمن، وأراد تحسين صورة الكاميرون دوليًا.
*حل مشكلة جزيرة باسي
وحقق بيا إنجاز دبلوماسي جديد في مايو 2005، عندما اجتمع بيا مع الرئيس النيجيري أولوسيغون أوباسانجو في جنيف، سويسرا، لحل الخلافات حول شبه جزيرة باكاسي، وهو أمر استمر منذ انفصال القسم البريطاني من الكاميرون في الستينيات، وقد عقدت الأمم المتحدة الاجتماع، وكان من المفترض أن تسحب نيجيريا، وفقًا لإملاء عام 2002، قواتها من المنطقة، ولكن بحلول عام 2005 لم تكن قد فعلت ذلك بعد، وطلب بيا من الولايات المتحدة المساعدة في تشجيع نيجيريا على الانسحاب من المنطقة (الغنية بالنفط) من خلال الضغط على البلاد لأنها واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لنيجيريا.
*أزمة الإنجلوفونيين والفساد الإداري
إعترت إصلاحات بيا في ولايته عام 2004 العديد من الأزمات، حيث كان مواطنو الكاميرون في عام 2005 لا يزالون يشعرون بالقلق، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى المشاكل بين الفرنكوفونيين والإنجليز، والتي بدى بيا غير راغب في إصلاحها. أعاد تنظيم حكومته بالكامل عندما دخل فترة ولايته الجديدة في عام 2005، ولكن بدلًا من أن يعطى المزيد من المقاعد إلى الناطقين بالإنجليزية الناقصة التمثيل، أقلل من مقاعدهم.
ونشرت منظمة تدعى الشفافية الدولية تقريرًا يسمى مقياس الفساد العالمي في عام 2004، حيث أدرجوا حكومة بيا كواحدة من أكثر الحكومات فسادًا في إفريقيا، حيث أجروا دراسة ووجدوا أن 51 بالمائة من الكاميرونيين اعترفوا بأنهم دفعوا رشوة في وقت ما من العام السابق لإصدار التقرير، وكان ذلك أعلى من أي مكان آخر في العالم.
*إنفصاليو "أمبازونيا" وبوكو حرام
أعيد إنتخاب بيا لمرتين واحدة عام 2011، والآخرى عام 2018، ويعتبر الإنفصاليون في الغرب الكاميروني المتحدث بالإنجليزية، حاليًا من أهم المشكلات التي تواجه بيا في عامه الـ37 في السلطة، وهي المنطقة التي تسمى جنوب الكاميرون، وكانت الجزء الجنوبي من إقليم الانتداب البريطاني من الكاميرون البريطانية في غرب أفريقيا، ومنذ عام 1961 أصبحت جزءًا من جمهورية الكاميرون، حيث تشكل المنطقة الشمالية الغربية والمنطقة الجنوبية الغربية. منذ عام 1994، سعت مجموعات الضغط في الإقليم إلى الاستقلال فيما أسموه جمهورية الكاميرون، وأعلنت جمهورية الكاميرون الجنوبية جمهورية "أمبازونيا" في 31 أغسطس 2006، وأعلنت تلك الدولة فك الإرتباط من جانب واحد مع الكاميرون والإستقلال عام 2017..
تمثل القوة العسكرية الأساسية في الغرب الكاميروني، هي قوات دفاع أمبازونيا وهي الجناح العسكري "الرسمي" للحركة الانفصالية الأمبازونية، ورغم وجود ميليشيات مستقلة أخرى أصغر حجما، فإنها تميل إلى التعاون الوثيق مع قوات دفاع أمبازونيا، وهذا غير هجمات "بوكو حرام" الإرهابية على شمال الكاميرون.
*الثروة والحياة الشخصية
وتقدر ثروة بيا الخاصة بنحو 75 مليون دولار، كما يمتلك طائرتين وقصر في الكاميرون ومنازل في فرنسا وسويسرا.
وتزوج الرئيس الكاميروني مرتين، وتوفيت زوجته الأولى جين أتيام التي تزوحها عام 1962، ولم يكن لديها أي أطفال على الرغم من أنها تبنت فرانك بيا الذي ولد من علاقة بول بيا مع امرأة أخرى، وطلقها عام 1992، وتزوج عام 1994، بقرينته الحالية شانتال ولدى بيا ثلاثة أطفال، ويتطلع العالم بشغف لرؤية بيا ينفذ خططه الجديدة للكاميرون لإدخال البلاد بقوة أكبر في القرن الحادي والعشرين.
عاد بيا إلي الكاميرون عام ١٩٦٢ في وقت من أدق الاوقات في تاريخ الكاميرون، وذلك عندما انقسمت البلاد ما بين مناطق فرنسية وبريطانية وما بين مناطق للمسلمين ومناطق للمسيحيين، وفي ١يناير ١٩٦٠ استقل الجزء الفرنسي من الكاميرون ونصب احمدو اهيجو بالرئاسة،وفي أكتوبر ١٩٦١ استقل الجزء الانجليزي من البلاد وانضم جزء منه إلي نيجيريا والباقي اندمج مع الكاميرون، وعندما عاد بيا انضم إلي حكومة تم تشكيلها حديثا كجزء من وزارة مساعدات التنمية الخارجية.
*رئيس وزراء أهيجو
تدرج بيا في المناصب أثناء حكم الرئيس اهيجو، حيث أصبح مديرا لمجلس الوزراء، ووزير التربية الوطنية في يوليو ١٩٦٤، وامينا عاما لوزارة التربية الوطنية، ثم مديرا لمجلس الوزراء المدني في يناير ١٩٦٧، وامين عام للرئاسة،ثم حصل علي رتبة وزير في أغسطس ١٩٦٨، ورتبة وزير دولة في يونيو ١٩٧٠، وذلك حتي تكليفه وفقا للدستور، كرئيس وزراء الكاميرون، وظل في موقعه حتي عام ١٩٨٢، وأختاره أهيجو رغم أن بيا مسيحي من الجنوب وأهيجو مسلم من الشمال ليكون نائبًا له، وعندما أعلن الرئيس اهيجو استقالته، وبالتالي خلفه في منصبه بيا كرئيس للكاميرون، بسبب مشاكل صحية أصيب بها اهيجو.
*الفترة الرئاسية الأولى ومحاولتي إنقلاب
ترك اهيجو منصب رئيس الجمهورية وظل متمسكا بمنصب زعيم الحزب الذي يتحكم فعليا في وضع سياسات البلاد، ورغم ذلك بدأ بيا في إجراء بعض التعديلات والتي رفضها المقربين من اهيجو، مما جعله يستبدله برجال مخلصين له، مما جعل اهيجو يغادر البلاد.
واجه بيا محاولتان الانقلاب عليه، بدعم من حكومة القذافي، الأول في أغسطس ١٩٨٣، والثاني في أبريل ١٩٨٤، واتهم اهيجو بأنه المدير خلف محاولتي الانقلاب، مما زاد من شعبية بيا، وفاز بأول انتخابات في ١٤ يناير ١٩٨٤.
*التعددية الحزبية وإنتخابات 1990
مرت فترة الثمانينات بشكل جيد مع بيا، ولكن الاستمرار لفترة طويلة في السلطة اظهر مظاهرات تطالب بتنفيذ إصلاحات سياسية، ومع الضغط الجماهيري سمح عام ١٩٩٠ بتشكيل أحزاب سياسية، والتي وصفها كثير من المتابعين بأن بيا تلقي فيها هزيمة لصالح منافسه جون فرو ندي، ولكن بيا أعلن نفسه أنه الفائز في الإنتخابات وأطلق حالة الطوارئ، ونجحت قواته في القضاء علي المظاهرات المناهضة لنتيجة الإنتخابات، وقاطع فرو انتخابات عام ١٩٩٧، متهما بيا بأنه يساعد مجتمعه من الفرانكفونيين الناطقين بالفرنسية في الجنوب عن الانجلوفونيين بالشمال، والدفع بالانجلوفونيين خارج نظامه.
*الإنفتاح الخارجي في بداية الألفية الثالثة 2000-2004
تميز بول بيا في سياسته الخارجية، لا سيما في بداية الألفية الثالثة، حيث عمل على وضع الكاميرون في وضع مالي أفضل، ففي عام 2000، أبرم بيا صفقة مع الرئيس التشادي إدريس ديبي لتركيب خط أنابيب من تشاد إلى ميناء كريبي بالكاميرون لنقل النفط، وبالفعل أصبحت آبار النفط جاهزة للضخ بحلول عام 2005، وقد ساعد البنك الدولي في تمويل جزء صغير من العملية.
وقام بيا في مارس 2003 بزيارة الرئيس جورج دبليو بوش في البيت الأبيض بالولايات المتحدة لمناقشة التجارة بين البلدين، وكانت الكاميرون تجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وكان اقتصادها ينمو، وهدفت لاستمرار هذا الاتجاه، حين قامت بيا بزيارة شنغهاي، الصين، في سبتمبر 2003 واجتمع مع العمدة هان تشنغ لمناقشة تعزيز علاقات الصداقة بين الكاميرون وشنغهاي وحتى مع الصين بأكملها، وزادت الواردات والصادرات بين البلدين بنسبة 300٪ في بداية عام 2003
*الرئيس الكاميروني وإصلاحات 2004
أعيد انتخاب بيا مرة أخرى لرئاسة الكاميرون عام 2004، على الرغم من أن أحزاب المعارضة ادعت مرة أخرى أن الانتخابات زورت، ولكنه بعد انتخابه اختار تنفيذ برنامج بدأه بتنظيف القطاع العام من افساد، واختار رئيس الوزراء للمساعدة في تلك المهمة، وسارت الأمور بشكل بطيء بعض الشيء لأن العديد من الموظفين الحكوميين لا يقومون بعملهم على الإطلاق، وكانت الخطوة الأولى هي إغلاق باب مكاتب الوزارة ورفض دخول أي شخص متأخر.
وركزت حكومة بيا الجديدة على خمس نقاط. أولًا تحديث النظام الديمقراطي ومحاربة الفساد، وخطط لتحسين معدل النمو الاقتصادي بنسبة 5٪ من خلال تحسين النظم الزراعية ودراسة السياسات الصناعية والسياحية، وأراد توزيع معدل النمو بالتساوي حيث كانت هناك قطاعات لم تستفد من النمو، وأراد ضمان السلام والأمن وتجهيز مؤسسات إنفاذ القانون بشكل أفضل حتى يتمكنوا من مكافحة الجريمة وانعدام الأمن، وأراد تحسين صورة الكاميرون دوليًا.
*حل مشكلة جزيرة باسي
وحقق بيا إنجاز دبلوماسي جديد في مايو 2005، عندما اجتمع بيا مع الرئيس النيجيري أولوسيغون أوباسانجو في جنيف، سويسرا، لحل الخلافات حول شبه جزيرة باكاسي، وهو أمر استمر منذ انفصال القسم البريطاني من الكاميرون في الستينيات، وقد عقدت الأمم المتحدة الاجتماع، وكان من المفترض أن تسحب نيجيريا، وفقًا لإملاء عام 2002، قواتها من المنطقة، ولكن بحلول عام 2005 لم تكن قد فعلت ذلك بعد، وطلب بيا من الولايات المتحدة المساعدة في تشجيع نيجيريا على الانسحاب من المنطقة (الغنية بالنفط) من خلال الضغط على البلاد لأنها واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لنيجيريا.
*أزمة الإنجلوفونيين والفساد الإداري
إعترت إصلاحات بيا في ولايته عام 2004 العديد من الأزمات، حيث كان مواطنو الكاميرون في عام 2005 لا يزالون يشعرون بالقلق، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى المشاكل بين الفرنكوفونيين والإنجليز، والتي بدى بيا غير راغب في إصلاحها. أعاد تنظيم حكومته بالكامل عندما دخل فترة ولايته الجديدة في عام 2005، ولكن بدلًا من أن يعطى المزيد من المقاعد إلى الناطقين بالإنجليزية الناقصة التمثيل، أقلل من مقاعدهم.
ونشرت منظمة تدعى الشفافية الدولية تقريرًا يسمى مقياس الفساد العالمي في عام 2004، حيث أدرجوا حكومة بيا كواحدة من أكثر الحكومات فسادًا في إفريقيا، حيث أجروا دراسة ووجدوا أن 51 بالمائة من الكاميرونيين اعترفوا بأنهم دفعوا رشوة في وقت ما من العام السابق لإصدار التقرير، وكان ذلك أعلى من أي مكان آخر في العالم.
*إنفصاليو "أمبازونيا" وبوكو حرام
أعيد إنتخاب بيا لمرتين واحدة عام 2011، والآخرى عام 2018، ويعتبر الإنفصاليون في الغرب الكاميروني المتحدث بالإنجليزية، حاليًا من أهم المشكلات التي تواجه بيا في عامه الـ37 في السلطة، وهي المنطقة التي تسمى جنوب الكاميرون، وكانت الجزء الجنوبي من إقليم الانتداب البريطاني من الكاميرون البريطانية في غرب أفريقيا، ومنذ عام 1961 أصبحت جزءًا من جمهورية الكاميرون، حيث تشكل المنطقة الشمالية الغربية والمنطقة الجنوبية الغربية. منذ عام 1994، سعت مجموعات الضغط في الإقليم إلى الاستقلال فيما أسموه جمهورية الكاميرون، وأعلنت جمهورية الكاميرون الجنوبية جمهورية "أمبازونيا" في 31 أغسطس 2006، وأعلنت تلك الدولة فك الإرتباط من جانب واحد مع الكاميرون والإستقلال عام 2017..
تمثل القوة العسكرية الأساسية في الغرب الكاميروني، هي قوات دفاع أمبازونيا وهي الجناح العسكري "الرسمي" للحركة الانفصالية الأمبازونية، ورغم وجود ميليشيات مستقلة أخرى أصغر حجما، فإنها تميل إلى التعاون الوثيق مع قوات دفاع أمبازونيا، وهذا غير هجمات "بوكو حرام" الإرهابية على شمال الكاميرون.
*الثروة والحياة الشخصية
وتقدر ثروة بيا الخاصة بنحو 75 مليون دولار، كما يمتلك طائرتين وقصر في الكاميرون ومنازل في فرنسا وسويسرا.
وتزوج الرئيس الكاميروني مرتين، وتوفيت زوجته الأولى جين أتيام التي تزوحها عام 1962، ولم يكن لديها أي أطفال على الرغم من أنها تبنت فرانك بيا الذي ولد من علاقة بول بيا مع امرأة أخرى، وطلقها عام 1992، وتزوج عام 1994، بقرينته الحالية شانتال ولدى بيا ثلاثة أطفال، ويتطلع العالم بشغف لرؤية بيا ينفذ خططه الجديدة للكاميرون لإدخال البلاد بقوة أكبر في القرن الحادي والعشرين.