تعرف على التسلسل الجيني "المادة الوراثية" لفيروس كورونا
كشفت الصين، اليوم الجمعة عن توصلها إلى بيانات الجينوم الخاص بالمادرة الرواثية لفيروس كورونا المستجد بعد ظهور موجة جديدة من الفيروس في بكين.
وأكد المركز الوطني لبيانات علم الأحياء الدقيقة، أن المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها قدم بيانات تسلسل الجينوم للفيروس إلى منظمة الصحة العالمية، التي كانت طالبت بالوصول إلى البيانات، وفق لما ذكرت "روسيا اليوم".
تحليل الجينوم
أعلن باحثون صينيون عن تسلسل جينوم الفيروس، والذي يعتبر جزيء حمض نووي ريبوزي (آر إن إيه) ويتكون هذا الحمض من 15 جينا.
ويعرف جينوم باسم إس، ويرمز لبروتين موجود على سطح الغلاف الفيروسي، والذي يتوجد في الخلايا البشريه بنحو 30 ألف جين، وهو على شكل حلزون مزدوج من الحمض النووي الريبوزي منقوص الأوكسجين.
وقد تبين أن الجينوم الفيروس ينتمي إلى مجموعة بيتا كورونا فايروس، ويشبه الي حد كبير جينوم فيروس سارس المسؤول عن وباء التهاب رئوي حاد، الذي ظهر في نوفمبر 2002، في مقاطعة قوانجدونج الصينية، ثم انتشر إلى 29 دولة في العام 2003.
ومن خلال التحاليل الفيروسية أوضحت أن الخفافيش كانت خزانا لهذا الفيروس، ويمكن أن حيوان زباد النخيل آكل اللحوم، هو الناقل العدوي بين الخفافيش والحالات البشرية الأولى؛ وفق لما ذكره موقع ذا كونفرزيشن الأسترالي.
ويطلق علي الجينوم الفيروس الحالي را تي جي 13، وذلك لكونه متشابه مع لسارس-كوف-2، حيث تصل نسبة التطابق الجينوم إلى 96%.
وأشارت هذه النتائج إلى أن الخفافيش، وبشكل خاص نوع حدوة الحصان، تشكل خزانًا لفيروسات سارس-كوف، وسارس-كوف-2.
إعادة التركيب
وأشار تقرير سابق نشرته مجلة نيتشر البريطانية، إلى اكتشاف فيروس أقرب إلى سارس-كوف-2، في 7 فبراير الماضي، في آكل النمل الحرشفي الماليزي، مع الإبلاغ عن وجود توافق جينومي بنسبة 99%.
ويرجح احتمال كونه خزانا للفيروس أكثر من الخفافيش، إلا أن دراسة حديثة قيد المراجعة، أظهِرت أن تشابه جينوم الفيروس المعزول من آكل النمل الحرشفي، مع فيروس سارس-كوف-2، لا يتجاوز 90%.
ولفت الي أن الفيروس المعزول في آكل النمل الحرشفي ليس مسؤولًا عن وباء كوفيد-19 المستفحل حاليًا.
ومع ذلك يتشابه الفيروس المعزول من آكل النمل الحرشفي بنسبة 99% في منطقة معينة من بروتين إس الموجود في خلايا البشرية.
وقد يتوافق مع 74 حمض أميني مشارك في مجال ربط مستقبلات إيه سي إي (الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2)، الذي يدخل الفيروس منه الي الخلايا البشرية لإصابتها.
الدراسة الحديثة
وتواصلت دراسة أوروبية حديثة إلى تفسير مرجح، إن فيروس كورونا المستجد يستعين بإنزيم الأنجيوتنسين "إيه سي إي 2" من أجل اختراق خلايا ضحاياه.
وذكرت الدراسة، التي نشرت في دورية القلب الأوروبية، إلى أن هذا الإنزيم يفرز بشكل أكبر لدى الرجال مقارنة بالنساء.
ويوجد إنزيم "إيه سي إي 2" في العديد من أعضاء الجسم، بما في ذلك القلب والرئتين والكليتين، ويستغل فيروس كورونا هذا الإنزيم حتى يخترق الجسم.