التحول الرقمي.. طرق مساعدة الإمارات في مواجهة أزمة كورونا
أظهرت دولة الإمارات العربية نجاحها في تنمية بنيتها التحتية التكنولوجية؛ حيث أصبحت من أكثر الدول التي أحدثت تحولاً رقمياً كبيراً، ما ساهم بقوة في مواجهة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد – 19"، وما تبعها من أزمات اقتصادية.
قال ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: إن الإمارات تمكنت من مواصلة العمل بكفاءة تشغيلية نسبتها 100% خلال أزمة كورونا، بفضل بيئة عمل افتراضية فعالة وفرتها الاستثمارات الحكومية في التحول الرقمي على مدى 20 عاما ماضية.
وقال وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري: إن الإمارات اعتمدت على وضع خطة استجابة ممنهجة لمواجهة آثار كورونا، تعتمد على تشجيع الاقتصاد الرقمي وما يشمله من الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، وإنترنت الأشياء. التحول الرقمي
وأوضح الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، الأسبوع الماضي، خلال استعراضه التجربة الإماراتية الاستثنائية في العالم الرقمي أمام منظمة الأمم المتحدة، أن "الإمارات تحرص دائما على تبني التغيير والتطوير، وتمتلك آلية تفكير تتطلب دوما صياغة المستقبل".
وأضاف: "نعرف أن العالم سيمر بتحولات جذرية، والحاجة لتسريع مسيرتنا التنموية تضمن أن نواصل المضي قدما دون أن نترك أحدا يتخلف بعيدا عن الركب"، لافتاً إلى أن " العالم شهد في الأشهر الثلاثة الأخيرة مرحلة تاريخية ستكون محل نقاش مستفيض في كتب التاريخ، شهدنا تحديا هائلا وتقدما كبيرا في الوقت نفسه".
وتابع: "رأينا جميعا المشاكل الناجمة عن عدم وجود حكومات وسياسات رشيقة ومرنة ومستعدة لأي تحد قادم سواء أكان سلبيا أم إيجابيا، لقد كشف الوباء أننا لا نستطيع أن نعمل بصورة منعزلة ومنفردة، وأنه لا توجد أي دولة ستكون أفضل حالا إذا عملت لوحدها.. وإذا كان هناك وقت يتعين علينا أن نركز فيه على بناء جسور أكبر وأكثر متانة وأكثر مرونة فهو اليوم".
وتأتي مشاركة الإمارات في الفعالية بوصفها من أعضاء اللجنة الدولية العليا للتعاون الرقمي التابعة للأمين العام للأمم المتحدة، واعترافا أمميا بالدور القيادي للإمارات في قضية التعاون الرقمي وتصدرها المنطقة في مجال التكنولوجيات الرقمية والمدن الذكية.
*الذكاء الإصطناعي وكورونا
قال الخبير المتخصص في أسواق المال والاقتصادات العالمية المقيم في الإمارات نزار العريضي: إن "التحول الرقمي والبنى التحتية التي تم تأسيسها في دولة الإمارات وتدعيمها بالتكنولوجيا وأنظمة الذكاء الاصطناعي والأنظمة المتطورة جدًا ساعد في مواجهة فيروس كورونا، وكذلك في كافة القطاعات من بينها الاقتصادية".
وأضاف العريضي: أن "التحول الرقمي كان واضحًا خلال الأزمة من ناحية المسح والإحصائيات، وإجراء عملية التقييم بشكل سريع، ما ساعم في احتواء الفيروس بشكل كبير".
وتابع: أن "البنى التحتية التكنولوجية ساهمت بشكل كبير في ضبط عملية انتشار الفيروس واحتوائه وقدم تسهيلات كبيرة للمواطنين والمقيمين خلال الحجر المنزلي بفضل الخدمات المتطورة من ناحية الاتصالات والإنترنت، وعمليات الدفع والشراء والاستيلام".
ولفت إلى أن "الإمارات تقدم خدمات إنترنت سريعة جدًا، وهو ما سهل الحجر المنزلي من حيث الحصول على الخدمات الأساسية، وكذلك الكماليات والترفيه، وأن الأهم في موضوع التحول الرقمي والتطور كل الناس أصبحت على تواصل دائم مع الجهات المعنية، لحظة بلحظة، ومن ناحية معرفة مراكز الفحوصات، ومعرفة الأماكن والإجراءات لدخول المنشآت".
واستطرد: "اليوم الإمارات قطفت ثمرة الاستثمار الاستراتيجي التي قامت به في تطوير البنية التحتية، والتكنولوجية والذكاء الاصطناعي والتي أثبتت فاعلية وجودة عالية جدًا"، مشيراً إلى أن "هذه التجربة والاختبار سمحت بالوقوف على بعض الفجوات، التي حصلت خلال التعامل مع أزمات كورونا ودراسة حالة للخدمات التقنية".
*تكنولوجيا متطورة
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي الإمارتي الدكتور عبد الرحمن الطريفين: إن "الإمارات من أكثر دول العالم التي اتجهت إلى البلوك تشين أو الاقتصاد الرقمي والحياة الرقمية، واعتمدت أيضًا حكومة رقمية أغلب معاملاتها تتم عن طريق الإنترنت بدون أي أوراق، أو روتين".
وأضاف الطريفين: أن "الإمارات قررت الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وهناك جزء كبير من الاقتصاد الرقمي يعتمد على الذكاء الصناعي الذي يدخل في الكثير من التكنولوجيا المتطورة، خاصة في أجهزة الطب، والطاقة المتجددة، كما يحتاجه العصر الجديد".
وتابع: "الإمارات في خطة التعافي من كورونا اتجهت إلى الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، والسياسة الرقمية، حتى وزارة الصحة تعد من الوزارات التي تقوم على البلوك تشين، فأصبح لكل مريض ملف خاص يستطيع الدخول به إلى المستشفيات الخاصة والحكومية"، لافتاً إلى أن "هذا الاتجاه الرقمي لحكومة الإمارات سيساهم في إثراء العملية التعليمية، خاصة بعد أن اتجهت الدولة للتعليم عن بُعد، في ظل أزمة كورونا".
وفي أبريل 2018، أطلقت الحكومة الإماراتية استراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية "بلوك تشين"، وتهدف الاستراتيجية إلى تطويع التقنيات المتقدمة وتوظيفها لتحويل 50% من التعاملات الحكومية على المستوى الاتحادي إلى منصّة بلوك تشين بحلول عام 2021.