أبرزها ملحمة أكتوبر وحرب 48.. معارك حقيقية خاضها أبطال الجيش الأبيض
فى الآونة الأخيرة وفى ظل تداعيات فيروس كورونا المستجد، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى سرادق عزاء متواصل، تنعى فيه يوميًا شهداء من الجيش الأبيض، أطباء ضحوا بحياتهم من أجل إنقاذ ضحايا كوفيد 19، والتي لم تكن المرة الأولى التى ينقذ فيها أطباء مصر شعبها، ففي كل المعارك والكوارث والتهديدات التى تعرضت مصر كان الأطباء هم الصفوف الأولى.
وفي ذلك التقرير تعرض بوابة الفجر مواقف أبطال الجيش الأبيض خلال الأزمات والحروب التى شهدتها مصر:
حرب فلسطين 48
الشهيد محمد السايح عدلى من سوهاج، طبيب صغير ابن الثلاثين، وأصر على الإلتحاق بميدان حرب 1948م، كمقاتل وطبيب، وأقام بعد ذلك مستشفى لعلاج ضحايا الحرب، ففي ساعة الخطر، وفى لحظات هجوم إسرائيل على الجنود، جاء له جندي مصاي يجروح خطيرة، وفى الوقت الذي كان يهرب فيه الجميع، بحثًا عن الحياة، إلا أن السايح قرر أن يساعد ذلك الجندي العاجز عن الحركة، مغادرة المكان لكنه أصر على إجراء الجراحة لهذا المصاب ولكن فجأة سمع دوّى انفجار، لسقطت قذيفة هاون وتصيب رأس الطبيب محمد السايح، ويسقط شهيدًا بعد أن أنقذ حياة الجندى المصاب.
حرب أكتوبر 73:
لم تغيب الأطقم الطبية فى حروب الاستنزاف، والحرب المجيدة، بل تصدروا المشهد بزيهم الأبيض، كمجندين وأطباء ومسعفين للجنود الجرحى، لتسجل من كثير من الشهداء فى الجيش الأبيض، وكان من بينهم ملازم اول طبيب صفوت زراع محروس، وكان من أبطال ملحمة كبريت، وقد صمدت الكتيبة 114 يوم، بدون إمدادات، رافضين أن يتركوا مواقعهم للعدو الإسرائيلي، وقد استشهد البطل صفوت زارع محروس الى جوار البطل ابراهيم عبدالتواب قائد الكتيبة.
زلزال 1992:
يوم الإثنين 12 أكتوبر 1992، الساعة الثالثة و9 دقائق عصرًا بتوقيت القاهرة، حدثت الهزة الأرضية المُدمرة، والذى استمر لمدة نصف دقيقة، فتتحول معالم أرض، بيوت دمرت بالكامل، ونهارًا يتحول إلى ليل دامس، لا يعلو صوتًا فوق صوت البكاء، وتسجل مصر أكثر من 500 قتيل وإصابة 3500 شخص، و50 ألف مواطن مصري بلا مأوى، ليتحول ذلك اليوم إلى "الإثنين الأسود"، لتقدر الخسائر فيه ما يقرب من مليار جنيه.
رغم القصص المبكية التى تتبعتها الصحف، أشخاص تحت الأنقاض، بين الحياة والموت، إلا أن أكثر القصص إنسانية، كانت لطبيب صغير، يدعى الدكتور حسين أبوالمكارم، بينما هو غرفة العمليات لعملية قصيرية، لإمراءة تحت تأثير البنج، عاجزة عن أى حركة، حدث الزلزال، وهرب جميع الموجودين، إلا أنه وجد نفسه وحيدًا فى واجب إنساني، فأصر على اتمام الولادة، ليخرج المولود فى ساعة الكارثة، أو كما أطلقت عليها مجلة "آخر ساعة" فى ذلك الوقت «عملية توليد وسط الخطر».
معركة الوباء العالمي "كوفيد 19":
نعت نقابة الأطباء الطبيب سيد نادى، طبيب محافظة المنيا، والذى إصيب بفيروس كورونا المستجد بسبب إنسانيته، فقد وصلت إلى المستشفى حالة عمرها 72 عامًا، مريضة بالسكر والضغط، والتى كانت تظهر عليها علامات الفيروس، وكان من المفترض أن تقوم بإسعافه أحدى المرضات داخل المستشفي، التى كانت حامل، فطلب منها الطبيب أن تبتعد حرصا على جنينها، وقام هو بإسعافه بدلًا عنها، إلا انه لم يستلم الحالة فقط، بل استلم الإصابة أيضا، ويصبح من شهداء الجيش الأبيض، وشهداء الإنسانية.