مى سمير تكتب: قطر تمول داعش لغزو إفريقيا بداية من الصومال

مقالات الرأي




فى 3 يناير، نفذ إرهابى يدعى ناثان سى، عملية طعن فى مدينة فيجويف بفرنسا، ما أسفر عن مقتل شخص كان يمشى مع زوجته وإصابة امرأتين قبل أن ترديه الشرطة قتيلا. وفى 5 يناير، قتل جندى أمريكى واثنان من المتعاقدين فى وزارة الدفاع عندما هاجمت حركة الشباب مطار خليج ماندا فى كينيا، وفى 6 يناير، انفجرت قنبلة على جسر بين جامبورو فى نيجيريا وفوتوكول بالكاميرون.

بدأ عام 2020 بداية صاخبة على جبهة الإرهاب، ليس من حيث الهجمات فحسب، ولكن من المخاوف من الأعمال الانتقامية لمختلف التنظيمات الإرهابية التى تستغل جائحة كورونا فى الوقت الحالى، خاصة مع ارتفاع وتيرة العنف من أفغانستان إلى مالى.

المتطرفون البيض يشنون عشرات الهجمات الدموية ويؤسسون قاعدة تجنيد إلكترونية

حسب بريدجيت جونسون، مدير تحرير موقع الأمن الداخلى اليوم، هناك 6 اتجاهات للإرهاب التى يجب أن تكون مصدراً قلقاً خاصاً هذا العام.

1عندما يتجه الإرهاب للانتقام

تعد الأعمال الانتقامية جزءاً من أنشطة الجماعات الإرهابية منذ وقت طويل، ورسائل الانتقام المنتشرة عبر الأيديولوجيات المتطرفة تنتشر بانتظام من خلال الرسائل المتطرفة عبر الإنترنت، ويتم استخدام الأحداث البارزة من قبل قادة الإرهاب أو الدعاة لتحضير الإرهابيين المحتملين وتحفيزهم على شن هجمات انتقامية.

على سبيل المثال، تم تداول شعار عبر الإنترنت من التيارات اليمينية القومية هذا الخريف يحمل صورة لحصار واكو عام 1993 مع عبارة «ولم نفعل شيئا». فى عام 2017، شجع حمزة بن أسامة بن لادن على الانتقام لوفاة والده بقوله: «أدعو المسلمين عموما للانتقام من الأمريكيين، قتلة الشيخ، وتحديدا أولئك الذين شاركوا فى هذه الجريمة البشعة».

وزعم تنظيم داعش فى غرب إفريقيا فى مقطع فيديو فى 26 ديسمبر 2019 يظهر مقتل 11 مسيحيا نيجيريا مختطفين أن هذه العملية كانت انتقاما لمقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادى.

تكمن المشكلة أن الإرهابى الذى ينفذ العملية الانتقامية قد لا يكون له علاقة مباشرة بالتنظيم الإرهابى الذى استهدفته العمليات الأمنية، ما يزيد من صعوبة التنبؤ بكيفية الهجوم.

2الإرهاب الأبيض جزء من مشهد الدم

تحول التطرف اليمنى الأمريكى والأوروبى بالفعل إلى جزء من مشهد الإرهاب الدولى، بقدر ما استعدت أمريكا لتهديد الإرهاب المتأسلم وشبح أحداث 11 سبتمبر، نزفت أكثر من التهديد المتزايد للتطرف المحلى.

وأشارت اللجنة الاستشارية للأمن الداخلى التابعة لوزارة الأمن الداخلى فى الولايات المتحدة فى تقريرها الأخير إلى أن 6 هجمات إرهابية من 67 عملية فى الولايات المتحدة فى عام 2018 كانت مميتة، وأن «جميع هذه الهجمات تضمنت عناصر من أيديولوجيات يمينية متطرفة، فى المقام الأول الجماعات التى تروج لتفوق أصحاب البشرة البيضاء».

وأشار تقرير لوزارة الأمن الداخلى أن الأحداث المأساوية التى ارتبطت بـ»الإرهاب اليمينى» تمثل نموذجاً سريعاً التغير وعصراً جديداً للإرهاب المحلى فى الولايات المتحدة، وأن التطرف العنيف للعنصرية البيضاء يعد «أحد أقوى القوى التى تدفع الإرهاب المحلى» حاليا.

الجماعات اليمينية القومية سواء فى الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا أسست قاعدة على الإنترنت للتحريض والتجنيد تماما مثل تنظيم داعش، وتستخدم هذه الجماعات الإنترنت كوسيلة لتعزيز أهدافهم فى بناء صفوف وإلهام الإرهابيين والذئاب المنفردة.

3داعش متأهب للعودة

لدى تنظيم داعش الدافع والوسائل فى شكل تمويلات مهربة وأتباع أساسيين عالميين مخلصين، وهم ينتهزون كل فرصة بما فى ذلك العمل ضمن حركات التمرد فى أرضهم القديمة.

أفاد كبار مسئولى مكافحة الإرهاب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى أغسطس الماضى أنه بالإضافة إلى فروع تنظيم داعش القوية، التى تضم آلاف العناصر وتعتمد على الأموال المتدفقة من مصادر تمويل متعددة، نجا 30 ألف من أصل 40 ألف مقاتل أجنبى فى صفوف داعش خلال معركة القضاء على التنظيم فى سوريا والعراق.

كما تزداد وتيرة عمليات التجنيد والهجمات فى غرب إفريقيا بسرعة، ومن بين آلاف من العناصر المسحلة لتنظيم داعش فى آسيا، تلعب النساء بشكل متزايد دوراً إرهابياً بجانب ما أطلق عليهم «المسافرين المحبطين» وهم عدد غير معروف من المتعاطفين مع داعش الذين أرادوا السفر إلى العراق وسوريا ولكنهم لم يستطيعوا الإقدام على هذه الخطوة، وهم فى حالة تحفز واستعداد للمشاركة فى أى عمل إرهابى.

لدى الجماعة الإرهابية أيضا مجموعة تجنيد تعتمد عليها لتنمية الجيل القادم من الإرهابيين، وفى أوج خلافتها، ركزت دعاية داعش تركيزاً شديداً على أهمية «الأشبال» من أجل قدرة التنظيم على الاستمرار والبقاء. فى هذا الإطار أثارت الأصوات من جميع أنحاء طيف مكافحة الإرهاب مخاوف بشأن مستقبل الأطفال المحتجزين فى ظروف سيئة مع أمهاتهم المنتميات لداعش فى انتظار قبول بلادهم عودتهم.

وحذر الاختصاصيون فى الأمن القومى من أن ظروف المخيمات العائلية التابعة لتنظيم داعش على وشك أن تؤدى لتعزيز إحساس هؤلاء الأطفال «بأنهم فى الواقع مواطنون فى دولة داعش، وربما يتم إعدادهم لتشكيل جوهر عودة جديدة للتنظيم فى المستقبل».

4الإرهاب مهتم بالقارة السمراء

بينما انشغلت وسائل الإعلام الدولية بتصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، شق إرهابيو الشباب طريقهم نحو القاعدة العسكرية فى خليج ماندا فى كينيا وشنوا هجومهم المميت على القوات الأمريكية، وتوالت الأعمال الإرهابية التى شنتها حركة الشباب على مدار 2020.

وكانت هذه الحركة قد حصلت مؤخرا على دعم مالى كبير من دولة قطر التى قامت بدفع فدية مالية ضخمة لحركة الشباب مقابل إطلاق سراح عاملة الإغاثة الإيطالية سيلفا رومانو.

يزدهر الإرهاب وينمو عندما لا يهتم العالم بالقدر الكافى بالمتطرفين الذين يستغلون الأوضاع الأمنية الضعيفة لإنشاء قاعدة لهم.

فى الصيف الماضى، أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، فى أعقاب الهجمات المتزايدة والنشاط الإرهابى فى منطقة الساحل وغرب إفريقيا، أن شعوب إفريقيا «تقف على خط المواجهة للجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب وانتشار التطرف العنيف».

ويحتاج المجتمع الدولى إلى التدخل بشكل عاجل ومساعدة الدول الإفريقية فى مواجهة ضغط الجماعات الإرهابية القوية بشكل متزايد.

وفى أغسطس، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكتب مكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف مجلس الأمن الدولى من زيادة كبيرة فى عمليات التجنيد والعنف المرتبطة بتنظيم داعش وتنظيم القاعدة فى غرب إفريقيا.

فى هذا الإطار أخبر الميجور جنرال ماركوس هيكس شبكة سى بى إس نيوز، خلال تدريبات فلينتلوك الإقليمية لمكافحة الإرهاب فى الربيع أن «الصعود المذهل لداعش حظى باهتمام دولى كبير لدرجة أن تنظيم القاعدة فى المقابل تمكن من الاستفادة من الاهتمام المنصب على الشرق الأوسط، بينما قام فى هدوء بوضع البنية التحتية ودعم قاعدته فى إفريقيا، فيما يبدو أنه استراتيجية طويلة الأمد وأكثر تعقيداً».

5- الاستفادة من التيارات المتطرفة

مع تطور الأساليب المتطرفة والرسائل، أولت الجماعات الإرهابية اهتماماً خاصاً لحاجتها إلى أن تكون مستساغة - حتى تتمكن من جذب أعضاء جدد بنبرة أكثر جماهيرية.

وفى هذا الإطار انتقد تنظيم القاعدة إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما لأنها لم تفعل ما يكفى لمكافحة تغير المناخ.

وحرصت جماعات التفوق الأبيض على بث رسائل الكراهية الأساسية التى تضم مواد تعزز الحياة النظيفة أو الشعارات السياسية السائدة، وروجت حركة طالبان لزراعة الأشجار «لتجميل الأرض» ولديها لجنة لمنع وقوع إصابات وشكاوى بين المدنيين.

تحاول هذه التلاعبات الترويجية إخفاء أو تليين الأهداف الأساسية للمتطرفين، والتى تظل دون تغيير ولكنها تكتسب جاذبية أكبر وتحمل وجهاً أكثر ليناً وقبولاً لدى الجمهور العادى. إن تتبع جميع الرسائل - العنيفة المليئة بالكراهية والتى تبدو غير ضارة - لا يمنح فقط نظرة ثاقبة لاستراتيجيات العلامة التجارية للجماعات المتطرفة، بل يحدد بدقة المكان الذى تعمل فيه المجموعة والجماهير الجديدة التى قد تستهدفها.

6- كيف تنجح بتنفيذ سياسة الأهداف السهلة

اعتماد التنظيمات الإرهابية على الأهداف السهلة قد انتقل إلى منطقة مثيرة للقلق، حيث نجحت دعاية تنظيم داعش على وجه التحديد فى بعث رسالة أن العنصر المفاجئ للهجوم بما فى ذلك الإرهاب المزروع فى الشارع واستهداف السكان المحليين يمكن أن يكون ذا قيمة أكبر من محاولة استهداف هدف كبير ومهم.

لكن هذا لا يعنى أن البنية التحتية الحرجة لم تعد ضمن أهداف التنظيمات الإرهابية، حيث تضمنت رسائل داعش هذه فى المواد المنشورة بشكل علنى عبر الإنترنت، وهى نفس الأماكن التى عثر فيها العديد من أتباعهم على نصائح من مجلات القاعدة.