شهيد الجيش الأبيض بالمنيا.. توفيت أمه حزنا على إصابته فلحق بها بعد 48 ساعة
"ارتدى المعطف الأبيض بكل كرامة وفخر، أنه لشرف وامتياز لك أن تشفي الناس" هذا شعار تردد على أذان الكثير منا بين طياته معاني تؤكد أن مهنه الطب ومن يعملون بها خير أجناد الأرض خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، فمنهم من قدره الله تعالى على شفاء الكثير من المصابين ومنهم من أكرمه الله فابتلاه فأُصيب بالفيروس نتيجة تعامله مع الحالات، بين هذا وذاك سُجل الدكتور سيد نادي كامل أول ضحايا الجيش الأبيض في المنيا، داخل مستشفى الحجر الصحي بملوى.
وفي السطور التالية تسطر لكم "الفجر" قصة طبيب توفيت والدته حزنًا على إصابته بفيروس كورونا فألحق بها شهيدًا بعد مرور 48 ساعة.
في "نزلة إسطال" تلك القرية التابعة إداريا لمركز سمالوط، شيع الأهالي جثمان الطبيب الشهيد الدكتور سيد نادي كامل استشاري الحميات ومدير مستشفى حميات سمالوط.
تزوج ابن إسطال طبيبة صيدلانية وأكرمه الله تعالى بـ3 أبناء، يشهد لها الجميع بتفانيه في العمل وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر ببرقيات تعازي مدون أعلاها مات الشهيد سيد نادي.
إذا حاولنا أن نعرف سبب إصابته فأكد أهليته إنه أصيب نتيجة قيامه بإنعاش مريض مصاب بكورونا، ثم قام بعزل نفسه منزليا بمنزل آخر بعيدا عن أسرته وكان شقيقه كامل هو من يتردد عليه لتوفير احتياجاته بالعزل المنزلي بمنزل خاص به بمدينة سمالوط حتى أصيب ولا يزال بالعزل بمستشفى صدر المنيا، وبعد أن تدهورت حالته الصحية ذهب لمستشفى العزل بملوي وحزنت والدته بسبب تدهور صحته وتوفيت قبل وفاته بيومين حتى يلحق بها الدكتور سيد بعد أقل من ٤٨ ساعة.
وإذا حاولنا التدقيق أكثر في سبب إصابته سنجد أنه ضحى بنفسه من أجل إنقاذ زميلته الدكتورة نجوي الفولي «الحامل»، حيث دخل أحد المرضي للمستشفي في حالة اشتباه كورونا وكان يعاني من السكر والضغط، وعلي الفور قام الدكتور سيد بإخراج الدكتورة نجوي التي كانت ستتعامل مع المريض خوفًا عليها من العدوي وهي حامل، داخل عزل ملوي.
الإجازة الأسبوعية كان ينتظرها الطبيب ليريح جسده إلا أن الطبيب الشهيد كان يقضيها في القرية لعلاج الأهالي بالمجان وشراء الأدوية لمن يحتاجها بنفسه.
تم دفن جثمان الدكتور سيد بالقرية بعد أن تم استلامه من قبل شقيقه محمد نادي مدير مدرسة وبحضور بعض زملائه.