السفير المصري بالإمارات: لؤلؤة الشرق الأوسط هزمت أمريكا وأوروبا بمعركة كورونا (حوار)
- هكذا نجحت الإمارات في تحدي وباء كورونا دوليا واقليميا ومحليا
- الحكومة الإماراتية قدمت تسهيلات غير مسبوقة لجميع العاملين حتى من أنتهت أقامتهم
- خلية عمل دائمة في السفارة المصرية لتسهيل عودة العالقين ومساعدة من فقدوا وظائفهم
هنا الإمارات.. حيث يسير كل شئ في منظومة العمل وفق معايير دقيقة ورقابة صارمة على كافة الأنظمة التي تهدف جميعها إلى رفع مستوى المعيشة لكل من يحيا على أرضها مواطنا كان أو مقيما وافدا.. نظام رفيع المستوى واستمرارية لرؤية وضعها الأب المؤسس الشيخ زايد، وأنتقلت إلي جميع المسؤولين حتى تحولت الدولة الاتحادية إلى لؤلؤة الشرق الأوسط، بل أنها تفوقت على العديد من البلدان الأوروبية العرقية، وهي الدولة التي مر على أنشائها أقل من نصف قرن، ولعل الدليل الأبرز على تفوق الإمارات جاء خلال أزمة جائحة فيروس كورونا.
وتشير الأرقام إلى كونها واحدة من بين أكثر ثلاثة دول قامت بأجراء التحاليل المتعلقة بالكشف عن هذا الوباء، حيث قامت بإجراء أكثر من اثنين مليون وخمسمائة ألف تحليل بمعدل أكثر من 25% لجميع المقيمين على أراضيها، وهي نسبة لم تحققها أى دولة أخرى في العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، التي قامت بإجراء التحاليل لنحو 7% فقط من سكانها.
وللأقتراب أكثر من حقيقة ما يحدث على أرض الإمارات الشقيقة، تواصلت الفجر مع السفير شريف البديوي، سفير مصر في الإمارات، وكان لنا معه هذا الحوار:
- كيف أدارت دولة الإمارات العربية أزمة انتشار وباء كورونا منذ بداية تفشيها؟
منذ بداية الأزمة اتخذت دولة الإمارات قرارات عاجلة للسيطرة على انتشار الوباء شملت فرض حظرًا للتجول الليلي من الثامنة مساءً حتى السادسة صباحًا، اعتبارًا من يوم 8 مارس، وتم وقف حركة الطيران في مطاراتها، مع إغلاق تام للمراكز التجارية والحدائق والمتنزهات ومراكز الترفيه ودور السينما والمسرح والمقاهي والمطاعم (وتركت سماح لهم بتوفير خدمة التوصيل للمنازل).
كما فرضت ارتداء أقنعة الوجه الواقية والقفازات في الأماكن المغلقة والأماكن العامة، ربطتها بفرض غرامات متعددة على المخالفين للإجراءات الاحترازية والوقائية.
ثم يسرت السلطات الإماراتية من إجراءات حظر التجول الليلي ليصبح من العاشرة مساءً إلى السادسة صباحًا اعتبارًا من يوم 30 مايو 2020.
- وكيف تم تطبيق نظام العمل عن بعد؟
وبالتوازي مع الإجراءات السابقة، تم تفعيل نظام العمل من المنزل للموظفين الذين لا تستلزم وظائفهم ضرورة الذهاب إلى مقر عملهم لضمان تنفيذ سياسة التباعد الإجتماعي.
كما نفذت اللجنة الوطنية المشكلة لإدارة الأزمة وتضم ممثلين عن وزارات الصحة والداخلية والخارجية والطيران المدني والأمن القومي، خطة طوارئ للتعامل مع تداعيات الأزمة على الصعيد الصحي والاقتصادي والاجتماعي.
- كيف قننت الامارات أوضاع الأجانب المقيميين خاصة من تم الاستغناء عنهم في العمل خلال أزمة كورونا؟
على مستوى الأجانب المقيمين في الإمارات، قامت الحكومة بإصدار عدد من التعليمات الحكومية لضمان حقوق العمال خاصة أولئك الذي اضطرت جهات عملهم إلى الاستغناء عن خدماتهم نظرًا لتوقف العمل، شملت إلزم الشركات بصرف مستحقاتهم وتحمل تكلفة سفرهم إلى بلدانهم.
كما أصدر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات قرارات بإعفاء كافة المقيمين المخالفين لنظام الإقامة، والذين انتهت صلاحية إقامتهم في الإمارات من سداد أي غرامات، ومنحهم مهلة لتسوية إقامتهم دون سداد أي غرامات لمن يضطر إلى مغادرة الدولة، مع ضمان عدم حرمانهم من العودة إلى دولة الإمارات لاحقًا.
- ما دور الهلال الأحمر الإماراتي خلال أزمة فيروس كورونا؟
كان للهلال الأحمر الإماراتي دور كبير على الصعيد الإنساني، شمل إجراء حملة موسعة لتقديم المساعدات الغذائية للأسر المتضررة من الوباء، نتج عن ذلك استفادة آلاف الأسر الأجنبية المقيمة دون تفرقة من هذه الحملة، كما أسهمت جهود الهلال الأحمر في توفير المسكن والمساعدات الغذائية للآلاف من العالقين.
- دوليا.. كيف ساعدت الإمارات لمواجهة تداعيات فيروس كورونا؟
على المستوى الدولي قدمت دولة الإمارات كميات كبيرة من المساعدات الطبية العاجلة لأكثر من خمسين دولة حول العالم لدعم قدرات نظامها الطبي على الاستجابة لتداعيات انتشار هذا الوباء.
- بشكل خاص كيف دعمت الإمارات المصريين المقييمين بها؟
فيما يتعلق بالمواطنين المصريين المقيمين في الإمارات يتمتعون بحسن المعاملة من قبل السلطات الإماراتية، كما يتلقون الخدمات الصحية والاجتماعية دون تفرقة بينهم وبين المواطنين الإماراتيين.
كما حرصت السلطات على تقديم المعونات الممكنة من خلال الهلال الأحمر للأسر المتضررة وكذلك للعالقين، وهو ما كان له أثر بالغ في دعم جهود السفارة المصرية لتخفيف آثار الأزمة إلى حين الانتهاء من إجراءات عودتهم إلى مصر عبر الطائرات المصرية التي أرسلتها الحكومة المصرية.
في النهاية.. كيف دعمت السفارة المصرية العالقين في الإمارات؟
بذلت السفارة منذ بداية الأزمة جهودًا مكثفة بالتنسيق مع خلية إدارة الأزمة بوزارة الخارجية ومجلس الوزراء لضمان سرعة إجلاء المواطنين العالقين وكذلك من فقدوا وظائفهم نتيجة استغناء الشركات عنهم بسبب التداعيات الاقتصادية للأزمة.
واضطلعت السفارة والقنصلية العامة في دبي بالتنسيق مع سلطات الطيران المدني الإماراتية لإنهاء الترتيبات الإجرائية للحصول على تصاريح هبوط وإقلاع الطائرات المصرية من مطارات دولة الإمارات، مع ضمان تنفيذ التدابير الصحية والوقائية للحفاظ على صحة المواطنين أثناء عملية إجلائهم.
وقد أسفرت تلك الجهود عن عودة أكثر من ستة آلاف مواطن إلى أرض الوطن حتى الآن، وجاري التنسيق حاليًا لإجلاء أعداد أخرى من المواطنين.