البابا فرنسيس: كرامة الشخص شرط أساسي للتعايش بطريقة جيدة
استقبل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صباح اليوم الاثنين، وفدا من الجمعية الفرنسية lazare ببت القديسة مرتا بالفاتيكان، وذلك في الذكرى السنوية العاشرة على تأسيس الجمعية.
ورحب قداسة بالحضور، الذين طرحوا بعض الأسئلة على البابا، وكانت من ضمن الإجابات التي رد بها البابا أن "كرامة الشخص البشري المغفرة وغنى الكنيسة".
وبسبب حالة الطوارئ الصحية التي يسببها فيروس كورونا، شارك في اللقاء مع الأب الأقدس، 8 أشخاص فقط لكن الآخرون تابعوا جلسة المقابلة عبر الفيديو، من خلال جهاز لوحي، وتمكنوا من التحدث إلى الحبر الأعظم لأكثر من ساعة.
وفي الإجابة على سؤال حول كرامة الشخص البشري ولا سيما الأشخاص الذين يعانون من إعاقة عقليّة قال البابا فرنسيس: يمكنك أن تكون الرياضي الأفضل ويمكنك أن تتحلى بصحّة حديديّة ولكن إن لم يكن لديك كرامة فأنت لست بشيء لأن الكرامة هي الشرط الأساسي لكي يعيش الإنسان بطريقة جيّدة. غني أو فقير، مريض أو بكامل صحّتك الكرامة هي أسلوب العيش إزاء الله والآخرين بكل القوّة الداخلية التي تأتي من كوننا أبناء لله والتواضع لمعرفتك بأنّك لستَ أب الله.
وحول القدرة على المغفرة، سلّط قداسة البابا فرنسيس، الضوء على واقع أنّه علينا أن نغفر لكي يغفر لنا مشبِّهًا ذلك بتذكرة سفر ذهابًا وإيابًا، وبما أن القدرة على المغفرة قد تتطلّب أحيانًا حياة بكاملها سلّط الأب الأقدس الضوء على أهميّة أن نسير دروب المغفرة بهدوء وصبر وتواضع إلى أن يُشفى قلبنا بالكامل.
وأشار إلى أن الحقد والاستياء هما غنى شريرًا لا يغنينا أبدًا. وأضاف يتعلّق الأمر إذًا بأن نعيش حاملين الإنجيل في يدنا وفي قلبنا وذكّر البابا في هذا السياق أنّه على حياة المسيحي أن تكون شهادة لأنّه، وكما قال البابا بندكتس السادس العشر الكنيسة لا تنمو بالاقتناص وإنما من خلال الشهادة، وكمثال على ذلك ذكّر الحبر الأعظم بالطوباوي شارل دو فوكو الذي ستُعلَن قداسته عن قريب.
وفي جوابه على السؤال حول غنى الكنيسة: "لماذا الكنيسة غنيّة بهذا الشكل فيما أن العالم مليء بالفقراء؟" أجاب البابا فرنسيس، شارحًا أن كلمة كنيسة هي كلمة عامة وواسعة؛ وكقاعدة عامة يمكننا أن نقول إنّه بقدر ما ينتمي الإنسان إلى الغنى والمال بقدر ما يبتعد عن الله لأن قلبه يكون هناك، وبالتالي بقدر ما يقترب من الله بقدر ما يصبح فقيرًا.
وأردف أنه في الوقت عينه، هناك أشخاص أغنياء يديرون ثروتهم بحسب الإنجيل وبقلب فقير أما فيما يتعلّق بالعالم الكنسي قال الأب الأقدس عندما يكون الحبر الأعظم أو الأسقف أو الكاهن أو الشخص المكرّس غنيًّا يكون حجر عثرة للكنيسة، لأنّه على الذي دُعي لكي يتبع يسوع عن قرب أن يبتعد عن جميع أشكال الغنى ويتحلّى بقلب فقير.
وواصل أنه إن طلب منه أن يدير المال فلا يجب لذلك أن يكون من أجل مصلحته الشخصيّة وإنما من أجل خدمة الآخرين، وفي هذا السياق ذكّر الأب الأقدس بقول القديس اغناطيوس دي لويولا الذي يقول إن الفقر هو أم الحياة لأّنه يولّد السخاء وبذل الذات في سبيل الآخرين.