إلهام أحمد..نجمة الإدارة الذاتية الأولى ومفاوضة إنقاذ الأكراد
لا تخلوا بروفايلات الناشطات الكرديات على فيسبوك من صورة لـ"إلهام أحمد" فهي سيدة تحولت في مدة وجيزة إلى أيقونة كردية، لا بسبب موقعها كرئيسة مشتركة ولكن بسبب الدور الدبلوماسي الذي لعبته من أجل إنقاذ شعبها إبان الغزو التركي لشمال سوريا.
مواليد عفرين
ولدت إلهام أحمد في مقاطعة عفرين السورية المحتلة حاليُا من تركيا، في عام 1973، يذكر الصحفي الكردي ريزان حدو، الذي أجرى معها حوارًا نُشر في موقع “السوري الجديد”، إلى أن أحمد “قضت 25 عامًا في العمل السياسي، وهي أيضًا عضو في مبادرة المرأة السورية للسلام والديمقراطية.، وكانت تقاتل في النضال من أجل الحرية الكردية منذ التسعينيات في صفوف حزب العمال الكردستاني.
مناصبها بالإدارة الذاتية
لعبت أحمد دور أساسي بعد إنطلاق المظاهرات الكردية في شمال سوريا، خاصة داخل حركة المجتمع الديمقراطي برزت أحمد كممثل لحركة المجتمع الديمقراطي في عفرين، وهي تعتبر الإئتلاف الحزبي الذي كون الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لاحقًا، وهي عبارة عن تنظيم يهدف لتنظيم المجتمع كشرائح وعرقيات وأديان مختلفة، وتتكون من هيئة تشريعية وتنفيذية ومحكمة شعبية تفصل بين المكونات المنضوية في الحركة، ثم إنتخبت رئيسة مشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي في عام 2014، ثم رئيسة للهيئة التنفيذة لمجلس سوريا الديمقراطية "مسد".
المفاوضات مع دمشق
برز الدور السياسي لإلهام أحمد كمهندسة للعمل السياسي لحزب الإتحاد الديمقراطي وللإدارة الذاتية منذ إحتلال الأتراك لمقاطعة عفرين في عملية غصن الزيتون، خاضت جولتين من المفاوضات مع النظام السوري في دمشق بدأت بلقائها مع علي مملوك رئيس الإستخبارات السورية، وقطعت المفاوضات شوطًا لا بأس منه مع تشكيل لجان بين الطرفين، ولكن تعثرت المفاوضات بعد رفض النظام السوري للإعتراف بـ"الإدارة الذاتية".
إلى البيت الأبيض
و برز دور إلهام أحمد للمرة الثانية كمفاوض للإدارة الذاتية وممثل عنها داخل البيت الأبيض، وقامت بلقاء مطول مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد قرار الإنسحاب الأمريكي مع الإستعدادات للحملة التركية الوشيكة التي عرفت بـ"نبع السلام"، وقدمت عدة مطالب كان أهمها وقف العدوان التركي على شمال وشرق سوريا، ووقف الإبادة الجماعية التركية ضد شعب شمال وشرق سوريا، وفرض عقوبات فورية كبيرة على تركيا، وممارسة جميع الضغوط الدبلوماسية التي قد تردع العدوان التركي، ونشر قوات حفظ سلام دولية على طول الحدود مع تركيا، وتعليق المادة 5 من ميثاق الناتو بشأن التدخل التركي في شمال وشرق سوريا، واستعادة سيطرة التحالف الدولي على المجال الجوي في شمال وشرق سوريا لمنع تركيا من قصف المنطقة، وفرض منطقة حظر طيران، وأراسل مراقبين دوليين لتوثيق الانتهاكات التي ارتكبها الجيش التركي وما يسمى ب "الجيش الوطني" وتقييم الوضع الإنساني الناجم عن الغزو التركي.
في أوروبا
كانت أكثر الجولات الخارجية نجاحًا لإلهام أحمد هي التي طارت فيها إلى باريس مع شريكها في رئاسة الهيئة التنفيذية للإدارة الذاتية رياض درار قبيل الهجوم التركي على شرق الفرات، للتحدث مع الحكومة الفرنسية حول المزيد التعاون مع القوات الفرنسية، ونجحت بإقناء الرئيس ماكرون بإبقاء قواته العسكرية في الشمال السوري رغم الإنسحاب الأمريكي.
كما ذهبت أحمد إلى مقر الإتحاد الأوروبي في بروكسل، ودعت دول الاتحاد الاوروبي لتجميد علاقاتها الدبلوماسية مع تركيا عبر استدعاء سفرائها فورا، بعد الهجوم التركي في شمال شرق سوريا، وطالبت الصحفيين الأوروبين بالتدخل العاجل لحل الأزمة، ووقف الهجمات سريعًا، وإنشاء منطقة حظر جوي فوق شرق الفرات..
اثيرت شائعات حول تفويض إلهام أحمد بتفويض رجل الأعمال الإسرائيلي، كوتي كاهانا، ببيع النفط في مناطق شرق الفرات، مرفقة بوثيقة بتوقيعها، وهو ما نفاه رياض درار، الرئيس المشترك لمسد مشرًا إلى أن إلهام أحمد ليست مخولة بتوقيع وثائق، لأن هذا من عمل الإدارة الذاتية، وإلهام هي مسؤولة سياسية لا تعقد اتفاقات لا نفطية ولا بيع حبوب.
الدور الإعلامي
لا يمكن إغفال الدور الإعلامي الذي لعبته إلهام أحمد حيث أجرت الحديد من الحوارات لتوضيح وجهة نظر الإدارة مع وسائل إعلام غربية مثل المونيتور الأمريكية والإندبندنت الإنجليزية وصحيفة دي فيلت الألمانية وروسيا اليوم الروسية، ولقاء مع التليفزيون السوري، والعديد من القنوات والصحف العربية أبرزها صحيفة الشرق الأوسط.
إلهام أحمد عن قرب
تكتشف أثناء حديثك مع إلهام أحمد-هو ما تسنى لي أكثر من مرة- بأنها ودودة وغير متكلفة في التعامل وحريصة على الرد على الرد على جميع الإستفسارات وإن تأخر ذلك بسبب أعمالها، كما أن لها دور إجتماعي نشيط لا يختلف كثيرًا في حيويته عن دورها السياسي، إذ لا تقتصر لقاءاتها على الدبلوماسيين والسياسيين فقط، بل لعامة الأكراد خاصة الفئات الأكثر تضررًا سواء من النازحين أو أبناء الجاليات، فهي زارت مخيم الشهباء الذي يضم نازحي عفرين أكثر من مرة.