بعد أزمة كورونا.. الحكومة تدرب آلاف الشباب لوظائف تكنولوجية جديدة
تستعد مصر للدخول بقوة في مجال العمل الرقمي والتكنولوجي، منذ ظهور جائحة فيروس كورونا المستجد، بعدما حتم الوباء الجديد ضرورة التباعد الاجتماعي وتقليل عدد العمال في شتي المجالات لتقليل فرص الإصابة بالفيروس، وذلك عن طريق العمل الإلكتروني (عن بعد) في العديد من الشركات والمصالح الحكومية والخاصة، وإتاحة العديد من الخدمات عن طريق شبكة الإنترنت وكذلك بعض التطبيقات الرقمية لتفادي تكدس المواطنين على منافذ المصالح الحكومية والعامة لطلب تلك الخدمات، وذلك تماشيًا مع النظام العالمي الجديد القائم على الثورة الرقمية في العديد من دول العالم المتقدم.
وشرعت الحكومة المصرية خلال الفترة الحالية بعد تفشي أزمة كورونا المستجد، وفقدان مئات الآلاف لوظائفهم في ظل تقليل عدد العاملين بالشركات والمصانع، خاصة القطاع الخاص ورجال الأعمال، في توفير عدد مواز لتلك الوظائف خاصة للشباب تماشيًا مع الأزمة الحالية، والتي تتطلب العمل من خلال المنزل عبر منظومة إلكترونية ورقمية توفر العديد من الخدمات للجمهور.
وأطلقت الحكومة منحة تدريبية للآلاف من خلال هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات الحكومية، لتدريب العديد من الشباب علي المجالات الإلكترونية المتطورة وتكنولوجيا المعلومات وشتي أنواع البرمجيات الرقمية والتسويق الإلكتروني، وبرمجيات الويب وعلوم البيانات، وضخ المعلومات، والتطبيقات الرقمية على الهواتف المحمولة، وذلك بالتعاون مع كبري المنصات التكنولوجية المتخصصة في تلك المجالات الرقمية.
وتأتي تلك الوظائف الرقمية التي تقوم الحكومة بعدما أصبحت العديد من الخدمات تقدم إلكترونيًا، وزاد الطلب على شبكة الإنترنت واتجهت بعض الشركات والمصانع، إلى الأعتماد بشكل كبير على التسويق الرقمي، لتسويق المنتجات للوصول لأكبر عدد من الجمهور، وكذلك عمل مواقع ويب وصفحات لتلك المصانع والشركات لتسويق وعرض منتجاتها، بدلًا من المنافذ الموجودة في الأسواق لتفادي الاختلاط بين العاملين والجمهور في ظل وجود فيروس كورونا حتى الآن، بالإضافة إلى أن السوق المحلي يحتاج إلى العديد من التطبيقات علي الهواتف المحمولة، والمرتبطة بالعديد من الخدمات الحكومية والخاصة، ومنها سداد الفواتير إلكترونيا ومنها شركات الغاز والمياة والكهرباء والتليفون المنزلي، وغيرها، عن طريق تطبيقات رقمية يتم تحميلها علي الهواتف الشخصية، وتحتاج إلى مبرمجين مختصيين في تلك المجالات، إلى جانب عدد من مدخلي البيانات والمعلومات لتحديث تلك التطبيقات والمواقع بصورة دورية.
4 مستويات للتدريب والتأهيل
وتشمل المنحة أربعة مستويات للتدريب والتأهيل للشباب المتقدمين لها، عن طريق هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات الحكومية، ومنها المستوى الأساسي والمحترف والمتقدم وأخيرًا المستوي المتطور، وذلك بالتعاون مع عدد من شركات القطاع الخاص المتخصصة في المجالات الإلكترونية وتكنولوجيا المعلومات، وعدد من المتخصصين في المجالات الرقمية والتطبيقات الافتراضية، وسيتم تخصيص تلك المنحة لـ100 ألف شاب على اختلاف مستوايات معرفتهم الرقمية بعد إجراء عدد من الاختبارات التقيمية للمتقدمين.
وستتضمن المنحة الحكومية للشباب المتقدمين عمل مشروعات رقمية متميزة، والاستعانة بعدد من المتخصصين في مجال البرمجيات الرقمية وتكنولوجيا المعلومات لتقييم تلك المشروعات وتحقيق الاستفادة القصوى منها في شتى مجالات العمل المختلفة، بالتوازي مع إنطلاق الحكومة للعمل الرقمي خلال الفترة الحالية في العديد من مجالات العمل والمصالح الحكومية لمنع اختلاط العاملين بالجمهور في ظل أزمة كورونا المستجد.
زيادة الطلب على الموظفين الجدد
وزادت خلال الفترة الحالية إعلانات طلب موظفين جدد خاصة لشركات التنظيف ورش المبيدات الحشرية والتي تعمل في نطاق الشركات والمصانع والفنادق والمنازل وغيرها، في ظل رغبة هؤلاء بتعقيم منشآتهم في الفترة الحالية لمنع تفشي فيروس كورونا وسط العاملين.
كما اتسعت طلبات الوظائف في قطاع الإتصالات والكول سنتر، مع اتجاه بعض الشركات والمصانع والمنافذ لبيع منتجاتها إلكترونيًا لتجنب الإصابة بالفيروس المستجد، مع تزايد الوظائف عمال التوصيل وشركات النقل وشركات توصيل المنتجات مغلفة.
واتجهت العديد من الشركات لطلب مسوقين رقميين لتسويق منتجاتهم إلكترونيًا عن طريق صفحات مخصصة علي مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الويب بعد تقليل أعداد المسوقين بالطرق التقليدية والتي كانت تعتمد علي الاتصال المباشر بالعميل والاختلاط مع الجمهور لضمان تسويق المنتج، وبات عرض المنتجات عن طريق مسوقين إلكترونيا من الوظائف التي باتت منتشرة منذ تفشي أزمة كورونا.