العاصمة الإدارية الجديدة.. طاقة نور في نفق كورونا المظلم
لم تنحصر إصابات فيروس كورونا للإنسان وحسب بل طالت مشاريع واقتصاد وتوقف أحوال المواطنين، لكن قطار المشروعات القومية لم يتوقف و بالتحديد مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، الذي لم تتمكن كورونا من تأخر نسب الإنجازات به.
وبالرغم من توقف العمل في قطاع السياحة والآثار إثر تداعيات الفيروس، استقبل متحف العاصمة بالمدينة الثقافية في بدايات الأزمة 550 قطعة أثرية جديدة بحضور وزير الآثار الذي أشرف على نقلهم وتجهيزاتهم بالمتحف، كما وجه بأن تسير الأعمال بشكل طبيعي.
ولفت مصدر بالأثار، أنه من المقرر أن يستقبل المتحف قطع أثرية أخرى وهي القطع الكبيرة، وفتارين العرض بجانب استكمال ماينقص المتحف من أعمال الحماية المدنية ونظام التأمين وكاميرات المراقبة.
ومن المقرر أن يكون سيناريو العرض بمتحف العاصمة الإدارية الجديدة تاريخ العواصم المصرية؛ حيث يتكون المتحف من قاعة رئيسية يُعرض فيها آثار عدد من عواصم مصر القديمة والحديثة (9 عواصم) وهي: "منف، طيبة، تل العمارنة، الإسكندرية، الفسطاط، القاهرة الفاطمية، مصر الحديثة، القاهرة الخديوية".
ولمعرفة مايجري في باقي مشروعات العاصمة الجديدة، تحدثنا مع اللواء احمد ذكي عابدين، رئيس مجلس ادارة شركة العاصمة الادارية، الذي قال ان العمل في العاصمة لم يتأثر سلبيا بتداعيات الفيروس ومستمر بنفس الرتم الذي بدء به في محاولة لانجاز الاعمال خلال الخريطة الزمنية المحددة لانتهاء المشروعات .
وأكد عابدين على توجيهاته المستمرة للشركات العاملة في المشروعات بضرورة استكمال ما بدأ مع الحفاظ على صحة العاملين باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية ضد الفيروس، كمنع التجمعات والحرص على ارتداء الكمامة والتطهير المستمر لمواقع العمل.
وأشار إلى أن تأثير تداعيات الفيروس كان على عدد العمالة فقط لضمان عدم وجود تزاحم أو تجمعات في مواقع العمل، وعن المتحف أكد أنه تم الانتهاء من معظم التشطيبات المعمارية الخاصة بمبنى المتحف، كما تم البدء في تجهيزات الإضاءة الداخلية وأعمال قواعد التماثيل.
في الجانب الاخر تتأثر المشروعات التكاملية للعاصمة كمشروع القطار الكهربائي او المونوريل باحداث كورونا فاشارت مصادرنا هناك بأن العمل مستمر بشكل يومي مع تحقيق طفرات وانجازات في مستوى التنفيذ بعد الانتهاء من خوازيق كباري القطار الكهربائي ونسبة كبيرة من اضخم مشروع لورش الصيانة، مع الالتزام بالمخصصات الحكومية لخطة2021 /2020 التي خصصت 4.9 مليار جنيه للقطار الكهربائي و2 مليار جنيه للمونريل .
رفض عابدين إعطاء نسب عن الانجازات الجديدة في العاصمة مستطردا ان العمل يجري بشكل طبيعي والعمال في سباق مع الزمن والتحديات، وعن قرار الدولة بتأجيل نقل الموظفين للحي الحكومي، علق بأنه استغل القرار لاستكمال ما ينقص الحي من اعمال كلاند سكيب و اجزاء من الطرق .
من جانبها أعلنت هيئة المجتمعات العمرانية عن الالتزام بتسليم وحدات العاملين بالعاصمة بمشروع الإسكان في الوقت المحدد، وهو أغسطس القادم حيث تلتزم بتسليم 9024 وحدة سكنية، وأشارت الهيئة إلى أن نسبة الإنجاز بالرغم من تداعيات الفيروس وصلت إلى 73%، وأعمال تنفيذ المرافق بالمشروع، وتشمل شبكات المياه والصرف والري، وأعمال الفرمة للطرق بنسبة تنفيذ 75 بالمائة وأعمال الكهرباء بنسبة 40%.
واستطرد، أنه مع بداية الأزمة قرر بأن تكون العاصمة شبه معسكر العمل المغلق، من خلال إقامة مبيت للعمالة التزمت به كل شركة، و في نهاية كل يوم يعود العمال لسكنهم و يخضعون للفحص الدوري كما تخطط إجازاتهم بالتناوب لضمان سلامة العاملين وعدم نقلهم للعدوى إذا حدث إصابة مؤكدا أن جميع العاملين بالمشروع بأمان تام.
وكشف رئيس مجلس إدارة العاصمة، أن وزارة الصحة تقدم تعاون كبير لحماية العمالة الموجودين بمواقع العمل حيث قامت بإنشاء مناطق للفحص منتشرة في المدينة مشيرا إلى أنه يبحث استغلال مستشفى الوفاء والأمل التي لاتعمل لتكون مستشفى عزل في حالة حدوث أي طوارئ.
