الحلقة العاشرة | حكايات القاهرة.. المدرسة الفخرية وزاوية الست بيرم
مدينة القاهرة "أم العواصم" كما يطلق عليها عدد كبير من علماء الآثار، فهي العاصمة الأكبر والأكثر عمرًا التي لا زالت باقية على حالها، بعد أن بلغت من العمر 1000 عام، ولا زالت تحتفظ بسمتها المعماري القديم، وكذلك أسماء شوارعها الأصلية التي أطلقها من سكنوا هذه البقعة من الأرض قبل مئات الأعوام.
ونلتقي اليوم في عاشر حلقات حكايات القاهرة، حيث يصحبنا الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، في جولة بين شوارع وآثار العاصمة العريقة.
وقال "ريحان" في تصريحات إلى "الفجر": إن القاهرة تميزت بمبانيها التعليمية، وتعد المدرسة الفخرية والمسجلة كأثر يحمل رقم 180 أحد أبرز تلك المدارس، وتقع جهة شارع الأزهر حيث تطل الواجهة عليه بواجهتها الرائعة، ومنشئ المدرسة هو الأمير فخر الدين أبو الفتح عثمان بن قزل البارومي الاستادار أي المتصرف في أمر البيوت السلطانية من طعام وشراب، زمن السلطان الكامل محمد بن العادل الأيوبي، عام 622هـ
وتابع "ريحان"، بقيت المدرسة الفخرية عامرة ويقام فيها الشعائر إلى أن بدأ الوهن يتطرق إليها وكادت أن تصبح أثرًا بعد عين حيث سقطت منارتها عام 849هـ، وهو الحادث الذي تسبب في قتل مائة نفس.
وأوضح أن هذا الحدث وقع في زمن السلطان الظاهر جقمق وقيض الله لهذه المدرسة الأمير الجمالى يوسف فعمرها عمارة حسنة لقربها من بيته وكتب عليها اسم السلطان الظاهر جقمق تقربًا إليه ومن ثم عرفت المدرسة الفخرية بمدرسة السلطان الظاهر جقمق.
ومن ناحيته، أشار الباحث المتخصص في الآثار الإسلامية، أبو العلا خليل، إلى أن هناك حارة شهيرة تقع أمام المدرسة الفخرية وهى حارة الست بيرم وعن هذه الحارة يذكر حسن قاسم في المزارات الإسلامية وبنهاية حارة الست بيرم توجد بقايا من زاوية معروفة بوقف الست بيرم وتاريخ إنشائها يقع أعلى بابها وورد فيه أنها أنشئت سنة 1169هـ.
وعن هذه الحارة يحدثنا أيضا علي مبارك، في الخطط التوفيقية قائلًا: عطفة الست بيرم ليست نافذة وعرفت بذلك لأن بآخرها زاوية تعرف بزاوية الست بيرم بنيت في محل المدرسة الصاحبية وفي سنة 758هـ جددها القاضى علم الدين إبراهيم وجعل بها منبرًا وخطبة ثم تخربت وبقي منها قبة فيها قبر منشئها ويوجد إلى الآن قبر الصاحب بن شكر خلف الزاوية وله شباك مشرف على الشارع وتوفي الصاحب بن شكر سنة 622هـ وبنيت المدرسة الصاحبية محل دار الوزير يعقوب بن كلس وبها كان قبر يعقون بن كلس ذاته.