جرجس إبراهيم يكتب: «بيمن».. الأُسْقُف المجاهد

ركن القراء

جرجس ابراهيم
جرجس ابراهيم


تراودني منذ فترة طويلة كتابة بعض السطور البسيطة، عن راهب مجاهد، عابد، نقي، تقي، ذو قلب ملائكي، ولكني آثرت الصمت لبعض الوقت، ففي هذه الأيام العطرة المباركة تحل علينا ذكرى طيبة، وهي الذكرة الـ«29» لسيامة الأنبا «بيمن» أسقف لقوص ونقادة بمحافظة قنا.

وأود أن أعترف بأن نيافته يربطني به واقعتين هامتين: الأولى، بأنه بلدياتي بلغة أهل الصعيد، والواقعة الثانية: هي إعجابى الشديد بشخصية الأنبا بيمن منذ اللقاء الأول بينا، كما أدركت دفئ المشاعر المبطنة بالحنين والهدوء، وصفاء النفس، فهو حريص كل الحرص لمراعاة المشاعر الإنسانية.

وقد نجح الأنبا «بيمن»، في إدارة الملف الشائك وهو ملف العلاقة بين الكنيستين الإثيوبيّة والمصريّة، ونجح في عودة العلاقات التاريخيّة والروحيّة بين الكنيستين، حتي بات يمثل القوّة الناعمة للكنيسة.

والتاريخ سوف يذكر الجهود الثمينة التي قام بها نيافته لإحباط جميع المحاولات الآثمة والمجرمة وهزيمة قوي الشر والضلال والإرهاب عندما كان يتولى لجنة إدارة الأزمات والكوارث بالكنيسة عندما قامت الجماعة الإرهابية بحرق الكنائس المصرية عقب فض اعتصام الجماعة الإرهابية بمنطقة رابعة.

ووقف «بيمن» موقفا وطنيا رائعا في غاية الأهمية، فاستطاع بحكمته وحنكته وواقعيته وطول صبره أن يقود السفينة إلى بر الأمان بجدارة وإقتدار وسط الأمواج العاتية فهو كان يشغل منصب رئيس لجنة الأزمات بالمجمع المقدس، والمشرف على ملف الترميم.

وجاء القرار الحكيم من قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بأن يتولي الأنبا «بيمن»، لجنة العلاقات العامة بالمجمع المقدس، ليخلف مطران عظيم كان له جهود كبيرة خلال ترأسه لهذه اللجنة المفصلية، هو الأنبا بولا، مطران طنطا فهو عقل مفكر وقلب نابض.

ومنذ تولى أسقف قوص رئاسة لجنة العلاقات العامة، عكف علي وضع بناء هندسي للجنة ليحولها من العمل الفردي إلى العمل الجماعي وتؤدّي دورها في شكل منظّم ومرتّب ومعلن مستعيناً بالمهندس كامل ميشيل الذي هو أحد أفضل الخيارات وأنسبها لمعاونته في هذه المهمة الشاقة.

وبالرغم من أنه من السابق لأوانه الحكم على عمل لجنة العلاقات العامة بالكنسية في ظل رئاسة الأنبا «بيمن» بسبب قصر توليه مهام منصب رئاسة اللجنة، لكن ثمار العمل المضني قد بدأت بالنضج، بظهور بوادر التواصل المجتمعي والمشاركة الوطنية وخلق جهات اتصال وصناعة التأثير الوطني والحث على التفاعل والمشاركة السياسية، ونشر ثقافة التسامح والعيش المشترك بما يضمن بناء نظام يرسخ لقيم المواطنة الحقيقة، التي تقوم على المشاركة المجتمعية.

والأنبا «بيمن» يدرك حجم المسئولية الوطنية الملقاة عليه في هذا الوقت، فهو يعلو من الشأن الوطني، وتتغلب المصالحة الوطنية فوق كل الخلافات والحسابات، فهو يضع خلف ظهره كل الاعتبارت الفئوية والشخصية، ويضع نصب عينه المصلحة الوطنية لا غيرها.