مى سمير تكتب: السيدة الأولى سابقًا من القصر إلى السجن
السيدة الأولى فى ليسوتو قتلت للحصول على اللقب وفى هندوراس سرقت 800 ألف دولار
ماذا تفعل السيدات الأول السابقات؟ للإجابة على هذا السؤال يمكن أن تمنح لخيالك فرصة الانتقال بين سيناريوهات متعددة ومختلفة.
المؤكد أن حياة العديد من السيدات الأول شهدت تغييراً كبيراً من حياة سياسية حافلة إلى روتين يومى لا يخلو من الإثارة، ومن ملاحقات وسائل الإعلام إلى محاولات جذب الانتباه، ومن الرسميات الدولية الفخمة إلى قاعات القضاء والإجراءات القانونية الصارمة.
البحث فى تفاصيل حياة السيدة الأولى السابقة، سواء فى الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا أو مختلف أنحاء العالم، يكشف عن حكايات متعددة تمتد أحداثها من استوديوهات الفن إلى قاعات المحاكم.
1- السيدة الأولى متهمة فى جريمة قتل
فى ليسوتو وهى مملكة صغيرة تقع داخل حدود دولة جنوب إفريقيا، تم اتهام ميسايا ثابانى، السيدة الأولى فى ليسوتو، زوجة رئيس الوزراء، توم ثابانى، بقتل ليبوليلو الزوجة السابقة لرئيس الوزراء فى جريمة استحوذت على اهتمام وسائل الإعلام فى المملكة الجبلية الصغيرة.
يذكر أن ليبوليلو رغم انفصالها عن توم ثابانى فى عام 2012 وهو العام الذى تولى فيه لأول مرة منصب رئيس الوزراء، إلا أنها حصلت على حكم محكمة يمنحها لقب السيدة الأولى وكافة الامتيازات المرتبطة بهذا اللقب لأن الطلاق لم يكن تم رسميا.
وقتل مجهولون ليبوليلو خارج منزلها فى يونيو 2017، قبل يومين فقط من تنصيب زوجها كرئيس للوزراء فى ولايته الثانية.
ومهد اغتيال ليبوليلو وخروجها من الصورة الطريق أمام ميسايا لكى تتزوج من رئيس الوزراء حيث جمعتهما علاقة استمرت على مدار عدة سنوات، وبعد أقل من ثلاثة أشهر من مقتل السيدة الأولى السابقة، تزوج رئيس الوزراء من ميسايا فى احتفال كاثوليكى فى استاد سيتسوتو فى ماسيرو.
وفى 10 يناير الماضى أصدر الادعاء مذكرة اعتقال بحق ميسابا بتهمة قتل ليبوليلو، كما تم اتهامها بمحاولة قتل امرأة ثانية كانت مع السيدة الأولى السابقة فى الليلة التى قتلت فيها.
ومع تصاعد الضغط السياسى، أعلن رئيس الوزراء البالغ من العمر 80 عاما الشهر الماضى أنه سيحترم رغبات الحزب الحاكم وسيستقيل من منصبه، لكنه لم يعلن عن موعد تقديم الاستقالة.
وفى 20 فبراير الماضى، أعلنت الشرطة أن رئيس الوزراء هو الآخر متورط فى جريمة القتل، وفى اليوم التالى غاب ثابانى عن الحضور أمام المحكمة من أجل القضية، وقال ابنه إنه سافر إلى جنوب إفريقيا لزيارة طبيب.
وحذرت الشرطة من أنه إذا لم يعد إلى البلاد، فسيتم إصدار مذكرة اعتقال ضده، وقال كل من نجله وسكرتيره الصحفى إنه «لم يفر من البلاد» وسيعود بمجرد مراجعة طبيبه فى جوهانسبرج.
وفى 24 فبراير الماضى، حضر ثابانى أمام محكمة ماسيرو فى جلسة استماع تمهيدية، لم تتم قراءة التهم الموجهة إليه حيث طلب محاموه إحالة القضية إلى المحكمة العليا للرد على احتمال تمتعه بالحصانة.
2- السيدة الأولى تختلس 800 ألف دولار لشراء مجوهرات
فى سبتمبر 2019 حكمت محكمة فى هندوراس على السيدة الأولى السابقة روزا إلينا بونيلا بالسجن 58 عاما، بعد إدانتها بالسجن 52 سنة، بتهمة اختلاس 779 ألف دولار من التبرعات الدولية والأموال العامة خلال السنوات الأربع التى كان زوجها بورفيريو لوبو فى السلطة، وقال المدعون إنها استخدمت المال لشراء مجوهرات ودفع فواتير طبية وتعليم أطفالها.
كما حكم على مساعد بونيلا الشخصى، سايل إسكوبار، بالسجن 48 سنة بتهمة الاحتيال.
وتم القبض على بونيلا فى فبراير 2018 بعد تحقيق فى اختفاء مبالغ كبيرة من الأموال العامة، بما فى ذلك ميزانية مصممة لتوفير أحذية للأطفال الفقراء فى هندوراس.
وليست هذه هى المرة الأولى التى يحكم فيها على أحد أفراد عائلة لوبو، إذ حُكم على فابيو، الابن الأكبر لبورفيريو لوبو، بالسجن لمدة 24 عاما فى عام 2017 بعد اعترافه بالتآمر لتهريب الكوكايين.
وعمل زوج بونيلا، بورفيريو لوبو، الذى وصل إلى السلطة فى أواخر عام 2009 بعد انقلاب عسكرى أطاح بالرئيس السابق مانويل زيلايا، كرئيس للبلاد حتى أوائل عام 2014.
كما اتهمت الحكومة الأمريكية بورفيريو لوبو بتلقى مساهمات فى حملته الانتخابية من مهربى الكوكايين مقابل توفير الحماية لهم، لكن لوبو نفى الاتهام.
3- السيدة الأولى لماليزيا متهمة برشاوى مليار دولار
فى فبراير الماضى وقفت روزما منصور زوجة رئيس وزراء ماليزيا السابق نجيب رزاق، التى يزعم أنها أنفقت على أسلوب حياتها الفخم من خلال الرشاوى والمال العام المسروق، للمحاكمة بتهمة الفساد.
اشتهرت روزما منصور بالقيام برحلات تسوق فى الخارج وامتلاك مجموعات كبيرة من حقائب اليد والمجوهرات.
وتعرض الائتلاف الذى حكمه زوجها منذ فترة طويلة لهزيمة انتخابية مفاجئة فى عام 2018، وكانت هذه الهزيمة الانتخابية نتيجة مزاعم بأنه ومسئولون آخرون نهبوا مليارات الدولارات من صندوق الثروة السيادية الماليزى.
منذ ذلك الحين تعرض رزاق وزوجته لاتهامات متعددة بشأن نهب ما يقرب من مليار دولار، حيث قال المدعون إنها حصلت على 6.5 مليون رينجت لمساعدة شركة فى تأمين مشروع لتوفير مولدات الطاقة الشمسية للمدارس فى الجزء الماليزى من جزيرة بورنيو، كما تم اتهامها بالحصول على رشوى أخرى بقيمة 187.5 مليون رينجت أخرى.
ونفت السيدة البالغة من العمر 68 عاما، والمعروفة بتسريحة شعرها المميزة، جميع التهم عندما بدأت الإجراءات فى محكمة كوالالمبور العليا.
وقالت المدعية جوبال سرى رام فى بيانها الافتتاحى إن روزما «لم تحتل أى منصب رسمى، لكنها كانت تتمتع بنفوذ كبير بفضل طبيعتها المتغطرسة.. ووضعت نفسها فى مكانة تمكنت من خلالها التأثير على القرارات فى القطاع العام».
وأشار تقرير لـ»بى بى سى» أن مواقع التواصل الاجتماعى فى عام 2018 اشتعلت بصور اقتحام الشرطة لشقتها ومصادرة ممتلكاتها منها صور تحميل عربات التسوق بـ500 حقيبة يد فاخرة ومئات من ساعات اليد والمجوهرات و12 ألف قطعة مجوهرات يقال إن قيمتها وصلت إلى 273 مليون دولار.
بعد مغادرة قصر الإليزيه فى عام 2012 قررت المغنية وعارضة الأزياء الإيطالية كارلا برونى، العودة من جديد إلى عالم الفن والأزياء بعد أربع سنوات احتفظت خلالهم باللقب السيدة الأولى الفرنسية كزوجة للرئيس الفرنسى الأسبق نيكولا ساركوزى.
وفى أبريل 2013، أصدرت كارلا ألبومها الغنائى الرابع «ليتل فرانش سونجز» وفى سبتمبر 2017، اختتمت برونى، مع العارضات كلوديا شيفر، وناعومى كامبل، وهيلينا كريستنسن، وسيندى كروفورد، عرض أزياء فيرساتشى لربيع وصيف 2018، والذى كان بمثابة تكريم لمصمم الأزياء الراحل جيانى فيرساتشى.
وتشارك كارلا فى العديد من المشاريع الفنية بما فى ذلك سلسلتين موسيقيتين من 3 أجزاء على راديو «بى بى سى 2» وحملت السلسلة الأولى عنوان «بطاقات بريدية من باريس» فى عام 2014 والسلسلة الثانية حملت عنوان «هذه هى الحياة» فى 2018.
أشار المرشح الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، جو بايدن، إلى أن السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما هى المرشحة الأولى لكى تخوض معه انتخابات الرئاسة الأمريكية فى منصب نائب الرئيس.
وحسب أسوشيتد برس، من أجل توحيد الديمقراطيين، سعى جو بايدن لجذب كل رموز الحزب الديمقراطى على اختلاف توجهاتهم من الرمز التقدمى بيرنى ساندرز إلى الرئيس السابق باراك أوباما، الذى كانت إدارته تزعج الليبراليين فى بعض الأحيان.
لكن الشخص الأكثر نفوذاً فى هذه الحملة الانتخابية قد يكون ميشيل زوجة باراك أوباما.
حسب التقرير تعد السيدة الأولى السابقة شخصية فريدة فى بيئة سياسية شديدة الاستقطاب، إذ تحظى بشعبية كبيرة لدى المؤمنين فى الحزب وتحظى أيضا ببعض الجاذبية مع الجمهوريين والمستقلين.
وغادرت ميشيل البيت الأبيض بنسبة تأييد تصل إلى 68 ٪، حسب استطلاع جالوب، كما حصلت على لقب «المرأة الأكثر إثارة للإعجاب» فى العالم للسنة الثانية على التوالى فى استطلاع أجرته مؤسسة جالوب فى ديسمبر.
لكن على نحو مثير للدهشة فإن اهتمام ميشيل لا ينصب على الحملة الرئاسية الأمريكية 2020 ولكنها تركز هذه الأيام على فيلمها الوثائقى الجديد الذى يبث على شبكة نتفليكس.
كانت ميشيل أوباما بعيدة عن البيت الأبيض لأكثر من ثلاث سنوات، وهى فترة طويلة بما يكفى لكتابة مذكرات وإصدار فيلم وثائقى مصاحب.
وباعت ميشيل مذكراتها التى تحمل عنوان «وأصبحت» أكثر من 11 مليون نسخة حول العالم منذ إصدارها فى نوفمبر 2018، ما يجعلها واحدة من أفضل المذكرات السياسية الأكثر مبيعا فى التاريخ. وخلال جولات الدعاية لكتابها التقت بالآلاف من المعجبين.
فى 6 مايو بدأت شبكة نتفليكس فى إذاعة وثائقى مبنى على مذكرات ميشيل ويحمل نفس الاسم «وأصبحت»، ويعد هذا الفيلم الوثائقى تسجيل لحياة للسيدة الأولى السابقة حيث يتألف من مشاهد من جولة كتابها، وتفصيل التفاعلات والمحادثات مع المعجبين والأصدقاء، سواء على المسرح وخارجه.
فى فيلم «وأصبحت»، تتحدث ميشيل أوباما بصراحة عن التوازن الدقيق التى حرصت عليه من أجل الحفاظ على إحساسها بالذات فى ظل التدقيق الإعلامى اللامحدود الذى يحاصر أى سيدة أولى بمجرد أن تصبح المرأة الأكثر شهرة فى العالم.
تقول ميشيل أوباما فى الفيلم: «يتم تحليل كل إيماءة تقوم بها وكل غمضة عين.. العالم يراقب كل خطوة تقوم بها، حياتك ليست حياتك بعد الآن»، كما تعترف أنها شعرت وهى تغادر البيت الأبيض بعد تنصيب الرئيس الحالى دونالد ترامب، أنها أصبحت حرة.
خلال أحد مشاهد الفيلم الوثائقى، ترصد الكاميرا كواليس إحدى جولات الدعاية الخاصة بمذكرات ميشيل أوباما حيث تزورها ابنتها ماليا التى تتأمل الحشد الهائل المتلهف لشراء الكتاب، قبل أن تقول لوالدتها : «تلك السنوات الثمانى لم تكن من أجل لا شىء».