الشيماء محمد.. قصة طبيبة تطوعت لعلاج مصابي كورونا بملوي
"جاء دورنا لكي نتكاتف لنخرج من هذه المحنة".. بتلك الكلمات بدأت الدكتورة الشيماء محمد رأفت علي أخصائي جهاز هضمي وكبد حديثها لـ"الفجر"، مضيفة أنه منذ أن علمت بوجود مستشفى العزل في مركز ملوي بمحافظة المنيا لمعالجة مصابي فيروس كورونا قررت بلا تردد أن تكون أول من يشارك ضمن الفريق الطبي.
وأشارت بنت قرية العمارية الغربية بمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، إلى أنها عندما عرضت الأمر على أسرتها وجدت مخاوف منهم في بداية الأمر ولكن أقنعتهم بأن تلك الفترة "دورنا من أجل أن نتكاتف للخروج من تلك الأزمة"، مستكملة أنه وجدت منهم تشجيعا على تلك الخطوة، وقررت على الفور بعد موافقة الأسرة الاتصال بالدكتورة هبة محمود المسئولة عن الفرق الطبية في مستشفيات العزل ووجدت القبول منهم على الفور أن تشارك ضمن فريق الطبي المشارك في مستشفى العزل بملوي.
وأكدت الدكتورة الشيماء الحاصلة على ماجستير الجهاز الهضمي والكبد بجامعة أسيوط، إلى الفجر، أنها تلقيت الموافقة وأسرعت في الذهاب إلى المستشفى وكان في بداية الأمر هناك 8 حالات فقط مصابين بـ كورونا في مستشفى العزل في ملوي، ثم في صباح اليوم الثاني ارتفعت إلى 35 حالة مصابة بكورونا ما بين حالات متوسطة وحرجة من مختلف الأعمار، موضحة أن الفريق الطبي الذي كانت تتواجد معه فريق رائع متكاتف متحمل المسئولية التي على عاتقهم ويعمل على قلب رجل واحد فضلا أن الفريق كان دائما الاستجابة إلى الإجراءات الوقائية والاحترازية.
ولفتت، إلى أنه دائما كان هناك تواصل من الوزارة والمحافظة ومديرية الصحة من أجل معرفة مدى التزام الفريق الطبى بالإجراءات الاحترازية فضلا عن معرفة التطورات الحادثة في أعداد الإصابة والشفاء وكل ما يتعلق بمستشفى العزل بملوي، قائلة إن مرضى فيروس كورونا ضربوا أروع مثل في الالتزام بكافة التعليمات والانضباط ولكن كنا دائما حريصين على حل أي مشكلة تواجههم سرعة تاما.
وعن أصعب المواقف التي واجهتها داخل مستشفى العزل، قالت الدكتورة الشيماء: "من أصعب الحالات التي واجهتني هي وجود مريض يدعى علاء الدين كانت حالته مستقرة ولكنها تدهورت بشكل مفاجئ ومخفيف مما يدعو إلى القلق ولكن بفضل الله، طلبت أن يتم عمل له أشعة مقطيعة على الصدر ورسم قلب من أجل تحديد المشكلة وبالفعل تم تحديد المشلكة الصحية التي كان يعاني منها وتواصلت مع الفريق الطبي وتم دخول الحالة إلى العناية المركزه وتكاتفنا جميعا حتى تحسنت الحالة فضلا عن العديد من القصص التي تتمثل في خوف المرضى وقلقهم الدائم وولكن كنا دائما نتحاور معاهم ونطمنئهم".
وأضافت الدكتورة الشيماء، أنه من ضمن المواقف التي واجهتها أيضا داخل مستشفى العزل هي وجود أم مع طفلين، وكانت الأم لا تعاني من فيروس كورونا ولكن الطفلين كانا يعانيان من الفيروس ولكن الأم صممت أن تقيم معهما في نفس الغرفة.
وختمت حديثها إلى الفجر بأنها تتمنى من المواطنين الالتزام بكافة الإجراءات الوقائية حتى تنتهى أزمة هذا الفيروس.