كيف يمكن الاعتكاف في المنزل؟.. المفتي يرد
في العشر الأواخر من رمضان وفي غير الظروف الراهنة من أزمة فيروس كورونا أي في الأحوال العادية كان يتم الاعتكاف في المساجد، وبحسب ما أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إنه ينبغي علينا كل رمضان ورمضان هذا العام بشكل خاص أن نجعل العشر الأواخر في شهر رمضان بمثابة الإرتقاء بالقلب الذي بين جانبي الإنسان إلى رضوان الله سبحانه وتعالى حتي نتدارك ما قصرناه قبل ذلك وإن كنا أحسنا فيما مضى فعلينا بالشكر لله؛ لأن التوفيق من الله سبحانه وتعالى أن وفقنا على أداء هذه العبادات على الوجه الذي يُرضيه.
وأوضح مفتي الجمهورية، أن هذا أخذناه من الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه كان إذا أقبلت العشر الأواخر من رمضان شد مأزره وأحيا ليله وأيقظ أهله، لافتًا إلى أنه لم يكن السلوك النبوي الشريف كما كان في العشرين يومًا الماضية من رمضان، مشيرًا أنه خلال أزمة كورونا اختلف الأمر فقد وضعنا حدًا لما مضى واليوم نحن في عهد جديد نشكر ونجدد ونتدارك مافات في هذه العشر الأواخر من رمضان، وكيفية تداركها بتشريف القرآن الكريم بزمانه ومكانه وشخصه فالقرآن الكريم شرف زمانًا وشرّف مكانًا وشرّف شخصًا وشرّف ليلة هي ليلة القدر التي تقع في العشر الأواخر فقال تعالى:" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)".
كما شرّ القرآن المكان في أنه نزل في مكة والمدينة وماأدراك هذان المكانان من التبجيل والتعظيم ومن الحُرمة عند المسلمين، ثم شرّف شخص الرسول صلى الله عليه وسلم الشريف بأنه نزل القرآن الكريم على قلبه وثبت فؤاده وأنار القرآن كله بهدي القرآن الكريم.
المفتي يوضح كيفية استغلال العشر الأواخر من رمضان
وأكد المفتي أن إحياء القرآن الكريم يكون الجزء الأكبر منه في هذه الليالي إنما يكون بتلاوة القرآن الكريم في الليل ثم بعد ذلك علينا بالتهجد وعلينا بصلاة التراويح وعلينا الإخلاص لله عز وجل وعدم الجزع من أننا حُرمنا من الذهاب للمسجد الذي نعتكف فيه.
وأوضح المفتي أن الاعتكاف من شرطه المسجدية ولكن هذا العام لظروف استثنائية مُنعنا من ذلك وعلينا أن لانحزن من أجل ذلك؛ لأن المعذور مأجور وطالما قام بنا العُذر فكأننا اعتكفنا كما كنا نعتكف سابقًا وإذا كنا نوينا هذا العام فالمؤمن يؤجر على نيته كما قال صلى الله عليه وسلم: "نية المؤمن خيرٌ من عمله" فعلينا في العشر الأواخر أن نستغل العشر الأواخر في كل أعمال الخير من صلاة ونفقة وذكر الله سبحانه وتعالى وقراءة للقرآن كل ذلك بإخلاص وبقلب خاشع لله سبحانه وتعالى.
وفي نفس السياق، أكد الشيخ محمد العليمي عضو لجنة الفتاوي الإلكترونية أن الاعتكاف في المنزل فيه خلاف بين العلماء ورأي جمهور الفقهاء هو الراجح وهو أن الاعتكاف لا يكون إلا في المسجد قال تعالى: "ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد"، كما اشترط عدد من الفقهاء أن يكون الاعتكاف في المسجد الجامع أي الذي يصلى فيه الجمع والجماعات.
وأوضح العليمي أنه في ظل الأزمة الراهنة بسبب كورونا فتم غلق المساجد وتوجد أعمال اعتكاف لا بد أن نحافظ عليها مثل المسارعة في الخيرات وقراءة القرآن الكريم والحفاظ على الطاعة والأعمال الصالحة، لافتًا إلى أن الشخص الذي يحافظ على العبادة وتواجد مانع أمامه خارج عن إدراته كتب الله له أجر هذا العمل كاملًا وإن لم يعمل قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا" رواه البخاري.