باحث سياسي يكشف لـ"الفجر" ما وراء إعلان المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية للجنوب وأهدافه
علق الباحث والكاتب السياسي اليمني عمرسالم باجردانه، نائب رئيس لجنة الدراسات والبحوث بالجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي، على إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي الادارة الذاتية بالجنوب.
وقال "عمر" في تصريحات خاصة لــ"الفجر": أتى إعلان المجلس الإنتقالي الجنوبي بعد فشل تنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الإنتقالي الجنوبي الذي وقع في الخامس من شهر نوفمبر 2019م، والذي ينص على عودة رئيس الحكومة وتشكيل حكومة مناصفة من الشمال والجنوب اليمني تكون مسؤله عن تطبيع الحياة في المناطق الجنوبية المحرره والدفع نحو تحسين ملف الخدمات وإصلاح منظومة الكهرباء والصرف الصحي وغيرها من البنى التحتية المهترئه نتيجة للفساد المستشري في الحكومات السابقة والتي تضررت أثناء اجتياح الحوثيين للمحافظات الجنوبية .
وأضاف: نتيجة لعدم التزام الحكومة الشرعية اليمنية بمسؤولياتها وتلكؤها في تنفيذ بنود اتفاق الرياض والتهرب من كل المسؤوليات الملقاه على عاتقها اتجاه الشعب في المناطق المحرره ظل الشعب يعاني الأمرين في المناطق التي من للمفترض أن تكون للحياة فيها أفضل بكثير من المناطق التي تشهد جولات صراع مع الحوثي كونها مناطق محرره وتشهد نوع من الأمن والأستقرار مقارنة بالمناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثي في الشمال، ولكن ما صار هو العكس من هذا تماما" حيث عمدت الأطراف المسيطرة والمهيمنة داخل الحكومة الشرعية المحسوبه على تيار الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) الذي استولى على كل إيرادات المناطق المحرره واسأثر بها لنفسه ولوزرائه من دون أن يأبه بما تعانيه المناطق المحرره في سوء في الخدمات وقطع رواتب الموظفين وتدهور سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية مما زاد العبء على كاهل المواطن البسيط وقع ضحية بين سندان الحرب ومطرقة فساد الحكومة الشرعية وتنصلها عن مسؤولياتها اتجاه .
وأكمل حديثه قائلاً: لم يكتفي حزب الإصلاح المسيطر على الحكومة الشرعية بهذا الشي حيث سعى من خلال اقطابه المرتبطه بتركيا وقطر بتوفير الدعم المادي واللوجستي حيث عملت هذه الاقطاب على التآمر على التحالف العربي بقيادة السعودية وسعيها للأجهاض اتفاق الرياض وقامت بتسليم المناطق التي تقع تحت سيطرتها في شمال اليمن كالجوف ومآرب سلمتها للحوثي وحشدت كل قواتها العسكرية باتجاة شبوة وأبين تمهيدا منها للتقدم نحو عدن وغزوها وتحريرها من قوات المجلس الأنتقالي بدلا من التوجه باتحاه العاصمة صنعاء وتحريرها من ماليشيا الحوثي، هذا التصرف من الحكومة الشرعية وضع المجلس الأنتقالي أمام وضع حرج للغاية كون كل اعضاءه وهيئاته متواجدين على الأرض داخل عدن والمحافظات الجنوبية بعكس اعضاء الحكومة، مما جعلهم يتحملون مسؤولياتهم اتجاه ما يعانيه المواطنين من جراء تدهور العملة وغلاء الأسعار وتردي وانعدام الخدمات وانقطاع الكهرباء حيث من غير المعقول أن حكومة تسيطر على كل إيرادات المناطق للمحررة وتستلم كل المنح والمساعدات التي تقدمها الدول الصديقة والمواطن في الداخل يعاني الأمرين.
وأشار بأن هذا ما دفع المجلس الإنتقالي إلى اتخاذ قرار الإدارة الذاتية للجنوب من خلال حفظ إيرادات المناطق المحررة ومنع الفساد في المؤسسات والدوائر الحكومية والعمل على تحسين الخدمات والبنى التحتية وتحسين حياة المواطنين والعمل على استقرار العملة ويكون المجلس بهذا الفعل قد وضع الشرعية أمام خيارين لاثالث لهما، أما القبول باتفاق الرياض والمضي في تنفيذ كل بنوده وتحمل مسؤولياتها اتجاه المناطق المحرره بكل جديه وأما القبول والسماح للجنوبيين من إدارة مناطقهم بأنفسهم الأمر الذي يحتم على التحالف بقيادة السعودية كونها الراعي الرسمي للأتفاق الرياض إلزام الطرف المعرقل والممتنع عن تنفيدالاتفاق حيث تستطيع السعودية توحيد جهود الطرفين باتجاه الهدف الاساسي المتمثل في مواجه الحوثيين وتحرير العاصمة صنعاء.