ننشر كلمة البابا تواضروس في صلاة تجنيز الأنبا رويس

أقباط وكنائس

بوابة الفجر

ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم صلاة الجنازة علي جثمان الراحل الأنبا رويس الأسقف العام، وذلك من الكنيسة البطرسية بالعباسية بدون حضور شعبي.

وألقى قداسته كلمة في صلاة الجنازة قال فيها: "نودع على رجاء القيامة وفي أيام الفرح مثلث الرحمات نيافة الأنبا رويس الأسقف العام ونودعه إلى مواضع النور التي كان يسكن فيها، فهو بالحقيقة ينطبق عليه العبارات التي قالها المزمور"الساكن في عون العلى يستريح في ظل إله السماء".

وأضاف قداسته قائلًا: إن هذا الإنسان المبارك الذي عاش حياته كلها مكرسًا كل يوم من أجل المسيح وعاش هذه الحياة مشتاقًا إلى السماء منذ أن وعى هذه الدنيا، نحن يا أخوتي الأحباء عندما نقف في هذه الأوقات ونودع أحبائنا، كثيرًا عندما نودع إنسانًا فاضلًا نشهد له جميعنا بسلوكه وحياته وبكل كلامه ووداعته وعندما نودعه نشعر في قلوبنا برنة فرح لأننا نودع إنسانًا عاش على هذه الأرض ولم يكن منها.

واستطرد: عاش وسط البشر ولكن عاش في حالة سمو وحالة جهاد روحي نقي، ونودعه وهو يسمع كلمات بولس الرسول " ما لم تراه عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر ما اعده الله للذين يحبونه" ويحبون اسمه ويحبون خدمته وهذا ينطبق على حبيبنا الذي نودعه في هذا اليوم نيافة أنبا رويس من بكور حياته وهو بعمر ٢٣ سنة تقريبًا ذهب إلى البرية لكي ما يكرس حياته كلها وربما هو ذهب إلى البرية ولكن كانت البرية تعيش فيه وكان محبًا للحياة النسكية وحياة البرية منذ أن وعى الدنيا وبعد أن أكمل تعليمه ذهب في زمن حبرية القديس البابا كيرلس السادس لكي ما يترهب في دير السريان العامر وفي عام ٦٣ دخل الدير، عاش الحياة الرهبانية في كل عمقهان وأحد ملاكح الحياة الرهبانية إيها الأحباء حالة الصمت والسكون الداخلى ما نسميه "سلام".

 وفي عام ١٩٦٠ حاول المتنيح البابا كيرلس أن يختاره لكي ما يكون أسقفًا في دمياط فأعتذر واعتكف ويقولون أنه هرب من هذه النعمة وأتذكر هذا الخبر، ومثلث الرحمات الأنبا رويس كلفه البابا شنوده أن يتابع الخدمة في كندا ولم يكن فيها أساقفة وكانت بها عدد قليل من الأباء والكنائس وكان يذهب إليها ويفتقدها ويجري معهم كل المناسبات الكنسية في هدوء شديد كهدوء امتداد الجذور في الأشجار وهي تحمل شجرة عالية كثيرة الفروع هكذا كان حبيبنا الذي نودعه هدوئه واضح كلماته معدوده وهو بالحقيقة الساكن في عون العلي، اتذكر الأنبا رويس كأسقف كبير عندما رسمنا أساقفة واتذكر وأنا أحضر أول جلسات المجمع المقدس أن الأنبا رويس قال لي مبروك على الرسامة وأعطاني مبلغ مالى لرعاية الفقراء في الإيبارشية وكانت أول عطية ربنا يرسلها.

وقال: " اتذكر حضوره في جلسات المجمع المقدس وهو يحضر كالملائكة هادئًا وكلماته قليلة ولكن حضوره والسلام الذي على وجهه كبيرًا جدًا ".

واكمل قائلًا: باسم كل الأباء الأساقفة والمطارنة الحاضرين معنا وباسم كل المجمع المقدس وللكنيسة القبطية الأرثوذكسية وباسم كل الأباء الأحباء الذين خدم في وسطهم وباسم الأباء الرهبان وباسم الشمامسة وباسم الكنيسة كلها نحن نودعه ونطلب منه أن يذكرنا ويتشفع من أجلنا، وهو الساكن في عون العلي يستريح في ظل إله السماء.

وختم كلمته قائلًا: " هو الأن قد استراح من كل أتعاب وهموم الأرض لأنه ساكن في عون العلي وظل حياته كلها ساكنًا هذا السكون الجميل فهو الأن له أن يستريح من كل أتعاب الأرض ولكنه بالحقيقة يصلي من أجلنا ويتشفع من أجلنا ويرفع صلواته عنا وعن كل العالم لأن محبته كانت فياضه للجميع، نودعه ونعزي أسرته المباركة وكل أحبائه وكل الذين خدم معهم خاصتًا في كنيسة قصرية الريحان وكل الذين تعاملوا معه، هم يشعروا أن هذا الأسقف المبارك يصلي عنا وأكمل حياته بسلام ورجع إلى بيته وكأنه ملاك عاش بيننا هذه السنوات الطويلة ٥٧ سنة في الرهبنة و٤٣ سنة في الأسقفية لم يكن يومًا واحد سبب في مشكلة في رهبنته أو مهمته كسكرتير أو إي تكليف، هو كملاك بالحقيقة عاش بيننا وها هو يغادرنا للسماء لكي ما يصلي عنا، نسأله أن يصلي عنا ويرفع صلواته من أجل كنيستنا وبلادنا ومن أجل خدمتنا وأن يعطينا نحن جميعًا أن نكمل مسيرة حياتنا بسلام، يعطينا جميعًا النهاية الصالحة لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد آمين.