شيخ الأزهر: من يُنظر إليهم كدرجة ثانية هم أصحاب فضل على البشرية (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر


قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الله سبحانه وتعالى قال لرسوله –صلى الله عليه وسلم-:" وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَوٰةِ وَٱلْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُۥ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُۥ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمْرُهُۥ فُرُطًا".

وأكد "الطيب"، خلال برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الخميس، أن هذه دعوة صريح للنبي –صلى الله عليه وسلم- أن يحبس نفسه مع الفقراء الذين يعبدون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجه تعالى لا شيء أخر من متاع الدنيا، وألا تتحول عيناه عنهم لغيرهم، ولا يترك مجالسهم لأصحاب الجاه والمال من أبناء الدنيا الذاهلين عن الأخرة، وألا يتبع أهواء الغافلين عن ذكر الله ممن اتبعوا أهواءهم وأسرفوا في ضلالهم.

وتابع شيخ الأزهر، أنه لا يصح أن نقيم الناس على أساس أشكالهم ومظاهرهم وإمكانياتهم المادية، فكل هذا شكليات لا دخل لها بالتعرف على قدر الإنسان، والعمل الصالح هو المعيار الوحيد الذي يُكرم به الإنسان أو يهان، وقيمة الإنسان معلقة بفائدته وأثره الطيب في نفسه وفي من حوله، ومن ينظر إليهم وكأنهم من الدرجة الثانية هم أصحاب فضل على البشرية جمعاء، وكانوا جنود الأنبياء في رسالتهم التي أنقذت البشرية من الضلال وأخرجتم من الظلمات للنور، مشيرًا إلى أن النبي –صلى الله عليه وسلم- أرسل لهرقل عظيم الروم، رسالة يدعوه فيها للإسلام، وكان هرقل بالشام واتفق أن كان أبو سفيان على رأس قافلة تجارية بالشام، فدعاه هرقل ودعا معه مجموعة من كبار قريش، وسألهم عن النبي محمد –صلى الله عليه وسلم-، أأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاءهم، فأجاب أبو سفيان بل ضعفاءهم، فقال وهكذا الرسل.

وقال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن وجوب صومِ شهرِ رمضانَ ثابتٌ بنصٍّ قطعيٍّ، معلوم من الدِّينِ بالضَّرورةِ، وهو واجبٌ على كلِّ مكلَّفٍ مقيمٍ صحيحٍ خالٍ من الأعذار الشَّرعيةِ التي تمنعه من الصوم، كالمريض مثلا كما في قوله تعالَى: 
"فمَن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدَّةٌ من أيام أُخر".

وأضاف فضيلة الإمام في بيان له: "لا عبرةَ بما يُشيعُه بعض الناس من أنَّ الصوم يُضعِفُ مناعةَ الإنسانِ الصحيحِ، ويُعرِّضه للإصابةِ بـ "فيروس كورونا" فهذه كلُّها دعواتٌ متهافتةٌ لا أساسَ لها عند علماءِ الطبِّ وأساتذته المختصِّينَ، ولا عند ممثلي منظمة الصِّحَّة العالميَّة وقد عقدوا اجتماعًا خاصًّا لمناقشة هذا الأمر في الأزهر الشريف، وانتهوا إلى أنه لا علاقة بين الإصابة بمرض كورونا وصوم رمضان".

وأوصى فضيلة الإمام الأكبر، المسلمينَ بعدة وصايا:
1- الحفاظ على الصلواتِ المفروضةِ وسنةِ التراويحِ في المنازل مع الزوجة والأبناء.
2 - ضرورة استغلال الوقت في العبادةِ وتلاوةِ القرآن.
3 - ألَّا يلتفتُوا للدعواتِّ الشاذَّةِ، وأن يتقيَّدوا بقولِ العُلماء والهيئاتِ الدِّينيَّة المعتمدةِ، والتي ترجِعُ في تقديرِ الحكمِ الشرعيِّ إلى أهلِ الاختصاصِ بهذه الجائحةِ {ذلكَ ومَن يُعظِّمْ شَعَائِرَ الله فإنَّها مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ}.
4 - الفقراء أمانةٌ في أعناقِكم، فكونوا لهم عونًا وسندًا ولا تمنعوهم من فضلِ الله الذي آتاكم، فأكرموهم وابذلُوا لهم العطاءَ، واعلموا أن هناك طائفة منهم لا يسألون الناسَ ولا يطلبون شيئًا، تحسبونهم أغنياءَ من التعفُّفِ، فابحثوا عن هؤلاءِ، وصونوا عزةِ نفوسِهم، واجبرُوا خواطرِهم، وعجِّلوا بزكاتِكم، عسى الله أن يُعجِّلَ بأمرٍ من عنده يكون لنا فرجًا ومخرجًا من هذه الأزمةِ الإنسانيةِ.
5 - استغِلُّوا الوقتَ في العبادةِ وتلاوةِ القرآنِ، وغرسِ القيمِ والأخلاقِ في أفراد الأسرة.
6 - اجعلوا من هذا الشهرِ الكريم فرصةً للتضرُّعِ إلى الله عزَّ وجلَّ أن يُزيحَ هذا الوباءَ، فالمؤمنُ ليس له ملجأ غيرَ الله تعالى يلجأُ إليه ويطمعُ في رحمته وعفوه، ولا ينفكُّ المسلمُ مُفتقِرًا إليه في جلبِ المنافعِ، ودفعِ المضارِّ.
7- الأخذِ بالأسبابِ، إن أصابتْه سرَّاءُ كان من الشاكرينَ، وإن أصابته ضراءُ كان من الصابرينَ.
8- وعليكم بحسن الظن بالله، وثقوا بأنه سبحانه سيرفع البلاء وستعود حياة الناس إلى طبيعتها دينًا ودنيا، فهو سبحانه القائل عن نفسه في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي".