في اليوم العالمي للممرضات.. اعرف حكاية "حاملة المصباح"

أخبار مصر

بوابة الفجر


يحتفل العالم، باليوم العالمي للتمريض، غدا الثلاثاء في الموافق 12 مايو من كل عام، والذي يوافق الذكرى السنوية لميلاد فلورنس نايتينجيل، وتستعد كافة دول العالم لإحياء هذا اليوم، تقديرا لجهود التمريض في المنظومة الطبية.

وتعرف “فلورانس نايتينجيل" برائدة التمريض الحديث، وقد حصلت علي لقب " حاملة المصباح"، ولقبت بهذا الاسم لأنها كانت تخرج في الظلام إلى ميادين القتال، وهي تحمل مصباحا بيدها، للبحث عن الجرحى والمصابين لإسعافهم، بالتزامن مع حرب القرم 1854.

وساهمت فلورانس في ذلك الوقت بتوفير الخدمات الطبية والاسعافات الأولية، التي كانت غير متوافرة، مما ساعد في تقليل نسبة الوفيات بين الجنود من 40 إلى 2% فقط.

وولدت فلورنس في بلدة فلورنسا بإيطاليا عام 1820، وكانت من أسرة مرموقة، تنادي بتعليم المرأة، ففي عام 1851 تعلمت التمريض في مدرسة الكايزروارت، ولكن والديها عارضوا تلك الرغبة، اعتقادا منهم أن تلك المهنة ليست جذابة، ولا تليق بهم، إلا أنها تمسكت برغبتها في خدمة المرضى، ورفضت كافة عروض الزواج لتتفرغ للتمريض.

وأسست نايتنجيل أول معهد للتمريض في إيطاليا في عام 1853م، وأطلقت عليه "معهد السيدات النبيلات للعناية بالمرضى"، وحرصت من خلاله على تعليم الفتيات أصول التمريض ومبادئه.

وتعد أول من وضع قواعد للتمريض الحديث وأسس تعليم المهنة، ووضعت مستويات للخدمات التمريضية والخدمات الإدارية في المستشفيات، كما اهتمت بالنظافة وقواعد التطهير، وبتمريض الصحة العامة في المجتمع.

وكانت فلورانس تختار طالباتها بدقة، وذلك منذ إنشاء مدرسة التمريض، فوضعت خطة تعليمية لها، واعتبرت أن التمريض فن، حيث أن الممرضات لا يتعاملن مع رخام أو حجارة، ولكنهن يتعاملن مع أحياء لهم احتياجات ولهم شخصيات وطباع مستقلة.

وحددت فلورنس في مذكراتها مجموعة من الصفات، التي ينبغي ان يتصف بها المرضات، من بينها: أن تبتعد عن الأقاويل والشائعات، أن تحافظ على أسرار مرضاها، وأمينة عليهم، وألا تتأخر على المرضى عند تنفيذ طلباتهم، أن تكون دقيقة الملاحظة رقيقة المعاملة حساسة لشعور الغير.

وتطوعت فلورانس في "حرب القرم" عام 1854 وقامت بتمريض الجنود في الجيش، ونتيجة لمجهوداتها في الحرب تبرع لها الشعب الإنجليزي بالنقود لتنشئ مدرسة لتعليم الممرضات في مستشفى سان توماس.St.Thomas’s Hospital بإنجلترا

وكانت ترفع شعار الرحمة وتردد بعض العبارات الخاصة بمهنة التمريض كعبارة "أن التمريض يمرض أجساما حية والأرواح ايضا"، وتوفيت عن عمر يناهز 90 عام في 1910، وبعد وفاتها أسست اللجنة الدولية للصليب الأحمر جائزة نايتينجيل، وهى أعلى تكريم في التمريض الدولي، وذلك في عام 1912، وتقدم الجائزة كل عامين.

يذكر أن حرب القرم ساهمت في انشاء “منظمة الصليب الأحمر الدولي"، فقد نشأت هذه المنظمة الإنسانية من وحي ما قامت به الممرضة الإنجليزية "فلورنس نايتينجيل" من أعمال إنسانية خلال هذه الحرب كمتطوعة لتضميد جراح الأسرى والمصابين من المقاتلين.