البابا فرنسيس: لتنمو أوروبا في الوحدة والأخوّة
ترأس قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، القداس الآلهي، صباح اليوم الأحد، في كابلة بيت القديسة مرتا، توجّه خلاله بفكره إلى أوروبا.
وقال البابا: لقد احتفلنا خلال هذه الأيام الماضية الذكرى السبعين لبيان روبرت شومان الذي أطلق الوحدة الأوروبية وبذكرى نهاية الحرب لنرفع صلاتنا إلى الرب اليوم من أجل أوروبا لكي تنمو في الإيمان في الوحدة، وحدة الأخوّة التي تنمّي جميع الشعوب في الوحدة في الاختلاف.
واستهلّ الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم من الإنجيلي يوحنا والذي يقول فيه يسوع لتلاميذه إنَّ من يؤمن به يَعمَلُ هو أَيضًا الأَعمالَ الَّتي يَعمَلُها هو لأنّه ذاهِبٌ إِلى الآب، ويؤكّد لهم قائلًا: "كُلَّ شيءٍ سأَلتُم بِاسْمي أَعمَلُه لِكَي يُمَجَّدَ الآبُ في الِابْن".
وأضاف "يمكننا أن نقول أنَّ هذا المقطع من إنجيل يوحنا هو إعلان للعلاقة التي تجمعنا بالآب، إنَّ الآب حاضر على الدوام في حياة يسوع ويسوع يقول إن الآب يعتني بنا وبجميع خلائقه".
وعندما طلب منه التلاميذ أن يعلّمهم الصلاة، علّمهم صلاة "الأبانا". إن يسوع يذهب دائمًا إلى الآب، وفي هذا المقطع قوي لأنّه كما ولو أنّه يفتح أبواب قوة الصلاة لأنّه يقول: "أنا ذاهِبٌ إِلى الآب وكُلَّ شيءٍ سأَلتُم بِاسْمي أَعمَلُه".
وتابع الأب الأقدس يقول: إنها الثقة في الآب القادر على فعل كلِّ شيء. إنها شجاعة الصلاة لأننا بحاجة للشجاعة لكي نصلّي، نحن بحاجة للشجاعة والصدق عينهما اللذين نحتاج لهما لكي نعظ ونبشّر.
وبعدها توقف البابا في تأمّله الصباحي عند القراءة الأولى التي تقدّمها لنا الليتورجية من كتاب أعمال الرسل والتي نقرا فيها أنّه عندما كَثُرَ عَددُ التَّلاميذ، أَخذَ اليَهودُ الهِلِّيِنُّيونَ يَتَذَمَّرونَ على العِبرانيِّين، مُدَّعينَ أَنّ أَرامِلَهم يُهمَلنَ في خِدَمةِ تَوزيعِ الأَرزاقِ اليَومِيَّة. فاقترح بطرس بإلهام من الروح القدس خدمة الشمامسة: سَبعَةِ رِجالٍ لَهم سُمعَةٌ طَيِّبَة، مُمتَلِئينَ مِنَ الرُّوحِ والحِكمَة، يقيمونهم على هذا العَمَل، لكي يتمكّن الرسل من المواظبة على الصَّلاةِ وخِدمَةِ كلِمَةِ الله. هذا هو واجب الأسقف: الصلاة والوعظ
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول من المحزن أن نرى أساقفة صالحين ولكنّهم منهمكين بأمور كثيرة... بينما ينبغي على الصلاة أن تكون في المرتبة الأولى. لكن عندما تأخذ الأمور الأخرى فسحة الصلاة فهذه علامة أن الأمور لا تسير على ما يرام. إن الصلاة قويّة ويسوع قد قال لنا: "أنا ذاهب إلى الآب، وكُلَّ شيءٍ سأَلتُم بِاسْمي أَعمَلُه لِكَي يُمَجَّدَ الآبُ في الِابْن". هكذا تسير الكنيسة قدمًا بالصلاة وبشجاعة الصلاة لأنَّ الكنيسة تعرف أنّه بدون هذه العلاقة مع الآب لا يمكنها أن تستمرّ.