عمرو خالد: الله نور السموات والأرض.. فما هو سر النور الإلهي (فيديو)
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن من أسماء الله الحسنى، اسم الله "النور"، موضحًا أن الله تعالى هو مصدر نور السموات والأرض، "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"، وأنه بدون الله الكون كله ظلمة، حسيًا ومعنويًا.
وحث خالد، في الحلقة الرابعة عشرة من برنامجه الرمضاني "كأنك تراه"، على استحضار معنى اسم الله النور "كأنك تراه"، حتى تضيء حياتك كلها نورًا، "قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ".
وبين أن النور قسمان: نور البصر – نور البصيرة.. نور العين ونور القلب.. "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا"، لافتًا إلى أن هناك من هو فاقد لنور العين لكن لديه بصيرة، وهناك مبصر للعين لكنه بلا بصيرة "قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا".
وأوضح خالد أنه كان في السابق يعتقد العلماء أن العين تسقط شعاعًا على شيء حتى تراه حتى اكتشف "ابن سينا" أن هذا الأمر خطأ، قائلًا: "لو كانت هذه النظرية صحيحة، لكنا رأينا في الظلام، لكن الصواب: أن لابد من وجود مصدر للنور يسقط شعاع على الأشياء، وبوجود نور داخلي في العين ترى انعكاس مصدر النور على الأشياء".
من أبدع أصل النور؟
وأشار خالد إلى قول الله تعالى: "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ"، ليؤكد على أن إمداد النور في الحياة هو من الله، لافتًا إلى أن من رأى الكون ولم يشهد الله فيه فقد النور، "أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا".
ولفت في سياق شرحه إلى معنى اسم الله النور إلى أن هناك "طاقات نور فوق بعض مثال لقوة النور التي لا تنتهي من طاقات نورية، بعضها فوق بعض "مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ، مبينًا أن "طاقات النور: مشكاة وليس مكانًا.. والمصباح عليه زجاجة، "الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ".. تجويف مجمع النور.
وذكر خالد أن "زيت المصباح يوقد من شجرة غير عادية "مباركة".. لا نهائية، و"شجرة الزيتون.. علميًا أقوى زيت يضيء وحده"، ومعنى "لا شرقية ولا غربية" هو أنه "مسلط عليها ضوء الشمس طول النهار.. غير محجوبة عن الضوء بشرق ولا غرب.. يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار.. زيت الزيتون هكذا علميًا".
ومضى شارحًا ليوضح المعنى بشكل أبسط: "المشكاة: جسمي وجسمك.. المصباح: قلبك.. الزجاجة: تقوى الله والتوبة.. الزجاجة كل ما تنقيها وتصفيها ترى النور.. كذلك كلما أحطت قلبك بالتقوى والتوبة ترى النور.. يشرق قلبك بالأنوار حتى يصبح قلبك شفاف يسع الأرض كلها، يقول الله تعالى: "ما وسعني أرضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن".
وأكد خالد أن "الجسم عندما يغذى بالحلال فهذا نور، وعندها يصير القلب نقيًا والزجاجة البلورية غير متسخة بالمعاصي"، وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعل في قلبي نورًا وفي لساني نورًا، ومن فوقي نور، ومن تحتي نور".
وأشار إلى أن التجربة تقول: إن الذكر والتوبة والتقوى، تزيل الحجب وتجعلك ترى النور.. هل أنت محروم من كل هذه الأنوار؟ " وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُور".
وفي إجابته على التساؤل: لماذا عدد أنواع النور؟ قال خالد إن "هناك نفوسًا تعرف الله بفطرتها.. الإمام علي: عرفت الله بالله ولولا الله لما عرفت الله.. عمر بن الخطاب: لو كشفت الحجب ما ازددت يقينًا".
وهناك نوع ثان: بالنظر والتفكر.. " رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا".. نوع ثالث بالعبادة.. الذكر والصلاة.. نوع رابع بالوعظ بالتذكرة،. نوع خامس: بالمصائب والابتلاءات.. نوع سادس: بالنعم والعطاء.
وشدد الداعية الإسلامي على أن "ذكر الله مما يستوجب تحقيق النور للعبد المؤمن"، وذكر أن للعبادات أثار مختلفة على الإنسان، إذ أن "أثر الصلاة في القلب غير أثر الصيام غير أثر الزكاة والحج.. أما الذكر فهو يجدد روح ومعنى كل العبادات الأخرى في القلب فبدون الذكر تتحول أغلب العبادات إلى روتين جامد لا روح فيه، لكن دوام الذكر يجدد معنى وحلاوة وروح كل العبادات الأخرى".
وبين خالد أن هناك أدلة على ذلك:
الذكر يحول العبادة من عاده إلى عبادة فيجعل لها روح وحلاوة.. الذكر يسري في العبادات سريان الماء في الورد.. لذلك القرآن جعل الذكر مع كل عبادة قبلها وأثناءها وبعدها.. ليسري فيها الروح.. حتى لا تكون صورًا جامدة.
الحج في أوله: "فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ".
في وسطه: "ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"
في آخره: "فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا".
الصلاة: أولها: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي".. وسطها: سبحان ربي الأعلى.. آخرها: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ".. الذكر هو وسيلتك للوصول بك إلى الإحسان.