أهالي شهداء الواجب: مسلسل الاختيار يسلط الضوء على حياة الضباط بمنتهى الأمانة
"أمي هتلاقي الي يواسيها، أختي جوزها عن الدنيا هيغنيها، زوجتي ابني هيحافظ عليها، أخويا هيلاقي في دهره ابنه ياخد باله منه، لكن بلدي مصر مفيش حد هيحميها وأنا أكتر واحد أعرف إيه اللي يراضيها".. كانت تلك أخر رسالة كتبها الشهيد البطل نقيب عبدالله الجندي، قبل استشهاده في سيناء كما روت زوجته "نجلاء"، مؤكدةً أن الجمل الموجودة في مسلسل الاختيار حقيقة ونابعة بصدق من كل ضابط وجندي وصف ضابط، فزوجها كان متيمًا بحب مصر، وكان يُسمعها تلك الجمل في كل إجازة.
وأوضحت زوجة الشهيد البطل، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن المسلسل لمس الواقع الحقيقي الذي يعيشه كل ضابط، حتى الأحوال المعيشية في منزل الضابط، وأحواله المادية، فكثيرًا من الناس كانوا يعتقدون أن الضباط يحصلون على مبالغ خرافية ومنازل وسيارات، وهو عكس الواقع تمامًا، وسعدت أن المسلسل سلط الضوء على تلك النقطة، والتي ربما تغير الصورة الذهنية لدى كثير من الناس التي ترى البدلة الميري مجرد سلطة وأموال وليس حبًا وفداء وتضحية من أجل الوطن والمصريين.
وأضافت زوجة الشهيد، أن زوجها على الرغم من حصوله على إجازة، إلا أنه قطعها فورًا عندما طلبه قائده لتنفيذ مهام في تلك الفترة بسيناء، والتي اختاره الله ليستشهد فيها، مشيرةً إلى أن ابنها يتابع المسلسل باهتمام بالغ على الرغم من صغر سنه، وجميع أفراد الأسرة انهمروا في البكاء فور مشاهدتهم الحلقة الأولى، آملين أن تستمر الدراما المصرية في عرض تلك النماذج الوطنية لأبطال القوات المسلحة المصرية.
أما والدة الشهيد الرائد شريف محمد عمر، فحيت كل الجهود الوطنية التي كانت سببًا في خروج مسلسل "الاختيار" إلى النور، فقالت "الاختيار" تكريم لكل شهيد ضحى من أجل وطنه حتى نعيش في سلام وأمان، وأبناء الشهيد يتابعون المسلسل يوميًا وفخورين ببطولات والدهم الذي ضحي بنفسه من أجل زملائه في إحدى المداهمات بسيناء.
وأشارت والدة الشهيد، إلى أن المسلسل سلط الضوء على كثير من الشخصيات بداية من الضابط وصف الضابط حتى الجندي، ونوه عن كثير من البطولات الحقيقية لكثير من الضباط في عدد من المهمات والهجمات الإرهابية وهو ما كنا نفتقده في الدراما المصرية، مؤكدةً أن الشهيد كان يحكي تلك المشاهد الموجودة بالمسلسل والتي دفعت أسرته للبكاء في كل مشهد يحاكي روايات الشهيد قبل استشهاده.
وأوضحت والدة الشهيد: "نتمنى أن تستمر الدراما المصرية في تمجيد أبنائنا الشهداء، فهذا أقل تكريم يمكن أن يحصلوا عليه، وهو أن يعرف الشعب المصري كيف ضحى هؤلاء بأرواحهم وأجسادهم حتي نهنأ بالحياة ونعيش بكرامة".