البابا فرنسيس يبدأ سلسلة تعليم جديدة عن الصلاة عبر "البث المباشر"
أجرى قداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، صباح اليوم، لقاءه الأسبوعي لجموع المؤمنين.
جاء ذلك عبر الشبكة من مكتبة القصر الرسولي بدلًا من اللقاء التقليدي معهم في ساحة القديس بطرس، ويأتي هذا التغيير في إطار إجراءات وقائية أمام انتشار فيروس الكورونا.
واستهل فرنسيس الثاني تعليمه: نبدأ اليوم سلسلة تعاليم جديدة حول موضوع الصلاة، لافتًا إلى أن الصلاة هي نفَس الإيمان والتعبير عنه كصرخة تخرج من قلب الذي يؤمن ويتّكل على الله.
واستطرد بابا الفاتيكان: لنفكّر بقصّة برطيماوس، شخصيّة من الإنجيل؛ كان أعمى وكان يجلس ليستعطي على جانِبِ الطَّريق في ضواحي مدينته، أريحا. ولم يكن شخصًا مجهول الهويّة، بل هو يملك وجهًا واسمًا: برطيماوس يعني "ابن طيماوس"؛ سمع يومًا بأن يسوع سيعبر من هناك؛ وفي الواقع، كانت أريحا تقاطع طرق للناس، وكان يعبرها باستمرار حجاج وتجار؛ وبالتالي قرّر برطيماوس بأنّه سيفعل المستحيل لكي يلتقي بيسوع. وهكذا دخل هذا الرجل في الأناجيل كصوت يصرخ بأقصى قوّته.
وأضاف: لقد كان أعمى ولم يكن يعرف إن كان يسوع قريبًا منه أو بعيدًا عنه، ولكنّه فهم ذلك من الجمع الذي بدأ يزيد ويقترب.. ولكنّه كان وحيدًا بالكامل ولم يكن أحد يهتم لأمره، متسائلًا: وماذا فعل برطيماوس؟ صرخ استعمل السلاح الوحيد الذي كان يملكه: صوته وراح يصرخ: " رُحماكَ، يا ابنَ داود، يا يَسوع!.
وتابع: لقد كان صراخه المتكرّر يسبب الإزعاج، فَانَتهَرَه أُناسٌ كثيرونَ لِيَسكُت. لكنّ برطيماوس لم يسكت بل صاحَ أَشَدَّ الصِّياح: "رُحماكَ، يا ابنَ داود، يا يَسوع!".
وقال إن تلك العبارة "يا ابن داود" هي مهمّة جدًّا لأنّها تعني "المسيح" وهي اعتراف ايمان يخرج من فم هذا الرجل المزدرى من قبل الجميع. ويسوع أصغى لصراخه.
وأوضح أن صلاة برطيماوس لمست قلبه، قلب الله وانفتحت له أبواب الخلاص. طلب يسوع من الناس أن يدعوه، فَأَلقى عنهُ رِداءَه ووَثَبَ والذين كانوا ينتهرونه أولًا ليسكت قادوه الآن إِلى المعلّم. فكلّمه يسوع وطلب منه أن يعبّر عن رغبته – وهذا أمر مهمّ – وعندها أصبحت الصرخة طلبًا: "أَن أُبصِر يا رب!.