هل كورونا مصنع مخبريا أم عقاب من الله؟.. شيخ الأزهر يجيب (فيديو)

توك شو

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن البعض يتسأل عن نشأة فيروس كورونا، وهل جاء نتيجة بعض التجارب المعملية ثم خرج عن سيطرة العلم والعلماء، معقبًا: "مبلغ علمي المتواضع في هذا الأمر أنه لا توجد حتى الآن حجج وبراهين يستند إليها أصحاب هذه الأطروحات التي لا تستند عن معلومات حقيقة موثقة، وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية التي نفت ذلك".

وأكد "الطيب"، خلال برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الأربعاء، أن الحديث عن أن فيروس كورونا عقاب من الله لبعض المجتمعات هو قول خاطئ ومردود عليه، فهذا الوباء يُصيب جميع الدول والشعوب بغض النظر عن دينها ومعتقدها، كما ان المسلمين في عهد عمر بن الخطاب، أصابهم طاعون عمواس، ومات بسببه الكثير من كبار الصحابة، وهو وغيره من الأوبئة ليس عقاب من الله، وإنما آية من آيات الله مثل كافة الكوارث الطبيعية، تدعونا للتفكير وإعادة النظر في أفعالنا وعلاقتنا به وعلاقتنا ببعضنا البعض. 

وتابع شيخ الأزهر، أنه خلال العقود الماضية استنزفت جهود العلماء واستغلت ثروات العالم في تطوير الأسلحة التي تقتل وتدمر، في حين انها لو أنفقت هذه الثروات أو جزء منها على البحث العلمي الذي يخدم الإنسان، وفي تحسين الاوضاع الصحية بهذه الدول والتي تعاني من المرض لما وصلنا لهذا الوضع المتردي التي تقف فيه البشرية عاجزة أمام هذا الفيروس.

وقال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن وجوب صومِ شهرِ رمضانَ ثابتٌ بنصٍّ قطعيٍّ، معلوم من الدِّينِ بالضَّرورةِ، وهو واجبٌ على كلِّ مكلَّفٍ مقيمٍ صحيحٍ خالٍ من الأعذار الشَّرعيةِ التي تمنعه من الصوم، كالمريض مثلا كما في قوله تعالَى: "فمَن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدَّةٌ من أيام أُخر".

وأضاف فضيلة الإمام في بيان له: "لا عبرةَ بما يُشيعُه بعض الناس من أنَّ الصوم يُضعِفُ مناعةَ الإنسانِ الصحيحِ، ويُعرِّضه للإصابةِ بـ "فيروس كورونا" فهذه كلُّها دعواتٌ متهافتةٌ لا أساسَ لها عند علماءِ الطبِّ وأساتذته المختصِّينَ، ولا عند ممثلي منظمة الصِّحَّة العالميَّة وقد عقدوا اجتماعًا خاصًّا لمناقشة هذا الأمر في الأزهر الشريف، وانتهوا إلى أنه لا علاقة بين الإصابة بمرض كورونا وصوم رمضان".

وأوصى فضيلة الإمام الأكبر، المسلمينَ بعدة وصايا:
1- الحفاظ على الصلواتِ المفروضةِ وسنةِ التراويحِ في المنازل مع الزوجة والأبناء.
2 - ضرورة استغلال الوقت في العبادةِ وتلاوةِ القرآن.
3 - ألَّا يلتفتُوا للدعواتِّ الشاذَّةِ، وأن يتقيَّدوا بقولِ العُلماء والهيئاتِ الدِّينيَّة المعتمدةِ، والتي ترجِعُ في تقديرِ الحكمِ الشرعيِّ إلى أهلِ الاختصاصِ بهذه الجائحةِ {ذلكَ ومَن يُعظِّمْ شَعَائِرَ الله فإنَّها مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ}.
4 - الفقراء أمانةٌ في أعناقِكم، فكونوا لهم عونًا وسندًا ولا تمنعوهم من فضلِ الله الذي آتاكم، فأكرموهم وابذلُوا لهم العطاءَ، واعلموا أن هناك طائفة منهم لا يسألون الناسَ ولا يطلبون شيئًا، تحسبونهم أغنياءَ من التعفُّفِ، فابحثوا عن هؤلاءِ، وصونوا عزةِ نفوسِهم، واجبرُوا خواطرِهم، وعجِّلوا بزكاتِكم، عسى الله أن يُعجِّلَ بأمرٍ من عنده يكون لنا فرجًا ومخرجًا من هذه الأزمةِ الإنسانيةِ.
5 - استغِلُّوا الوقتَ في العبادةِ وتلاوةِ القرآنِ، وغرسِ القيمِ والأخلاقِ في أفراد الأسرة.
6 - اجعلوا من هذا الشهرِ الكريم فرصةً للتضرُّعِ إلى الله عزَّ وجلَّ أن يُزيحَ هذا الوباءَ، فالمؤمنُ ليس له ملجأ غيرَ الله تعالى يلجأُ إليه ويطمعُ في رحمته وعفوه، ولا ينفكُّ المسلمُ مُفتقِرًا إليه في جلبِ المنافعِ، ودفعِ المضارِّ.
7- الأخذِ بالأسبابِ، إن أصابتْه سرَّاءُ كان من الشاكرينَ، وإن أصابته ضراءُ كان من الصابرينَ.
8- وعليكم بحسن الظن بالله، وثقوا بأنه سبحانه سيرفع البلاء وستعود حياة الناس إلى طبيعتها دينًا ودنيا، فهو سبحانه القائل عن نفسه في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي".