حكايات الخديوي.. "تلاوة القرآن ومنع بيع الخمور" أشهر عادات الملك فاروق في شهر رمضان
يظل شهر رمضان من الأوقات التي تتجمع فيها الأسر وتكثر فيها الولائم، وعادة إفطار الصائمين هي من العادات الأصيلة في المجتمع المصري، لم يخالف هذا التقليد بسيطًا ولا أميرًا ولا ملكًا، واليوم يحكي لنا الدكتور ولاء الدين بدوي المدير العام لمتحف قصر المنيل عن إفطار ملك، وعاداته في استقبال الشهر الفضيل.
إفطارًا بسيطًا..
قال بدوي في تصريحات إلى الفجر، إن مائدة إفطار الملك فاروق، آخر من حكم مصر من سلالة محمد علي باشا، وأسرته خلت تقريبًا من معظم أشكال الترف الزائد وكانت دائما ما تتكون من المأكولات البسيطة التي كان يحبها الملك وعادة ما كانت تضم مائدة إفطار فاروق صنفًا واحدًا من اللحوم، وفطائر، والبيض بالبسطرمة، والأرز، والبطاطس، وطبق المسقعة الذى كان مفضلا لديه، ثم الكنافة، والفواكه.
منع الخمور وتلاوة القرآن
وأضاف بدوي، كان الملك فاروق يصدر أمرًا ملكيًا بمنع بيع الخمور في المحلات العامة خلال شهر رمضان، وكان يؤكد ضرورة إذاعة أصحاب المحلات المجهزة بأجهزة الراديو القرآن الكريم طوال أيام رمضان، كما كانت القصور الملكية تستخدم مكبرات الصوت لإذاعة القرآن الكريم طوال أيام الشهر، وكانت السرادقات تقام في الميادين الكبيرة والمتنزهات لتلاوة القرآن الكريم والتواشيح الدينية، خاصة في ميدان قصر عابدين.
زينات وموائد إفطار طوال الشهر الفضيل
وتابع، كان لرمضان في زمن الملك فاروق طابعًا خاصًا واحتفالًا فائقًا، لا يزال عالقًا بذاكرة التاريخ، فمن الموائد العامة، وتزين قصر عابدين إلى توزيع الأموال على الفقراء طول الشهر وغيرها من مظاهر الاحتفال التي ربما لا يعرفها الكثير، وكان فاروق يأمر بتزين قصر عابدين بالفوانيس والزينة الرمضانية طوال الشهر، ابتهاجًا به، وكانت الموائد تمتد في حديقة قصر عابدين طوال شهر رمضان، لتستقبل الشيوخ ورجال الدين وبعض الشخصيات العامة، وسفراء الدول ورؤساء الأحزاب، وقد انفرد الملك فاروق بعمل هذه المائدة التي كانت مكان لتجمع العديد من نجوم المجتمع في شهر رمضان من كل عام.
مندوب الملك يستطلع الهلال
وأضاف بدوي، اعتاد الملك فاروق في كل عام أن يرسل مندوبًا الى المحكمة الشرعية ليتأكد من ثبوت رؤية هلال شهر رمضان، وكانت أذا ثبتت الرؤية يقوم فاروق بإلقاء خطبة عبر الإذاعة يهنئ بها الشعب المصري بقدوم شهر رمضان، وكانت الشوارع تزدحم والمقاهي والمتاجر حتى يسمع الناس خطبة الملك في هذا اليوم.
نص الخطاب السنوي للملك بداية الشهر الفضيل
وختم بدوي تصريحاته قائلًا، كان الملك فاروق يستقبل شهر رمضان المعظم بكلمة إلى الشعب، وضمن كلماته عام 1946م، قال فاروق للشعب "شعبي المحبوب، الليلة نستقبل شهر رمضان المبارك، فرحين بما آتانا الله من نعمة الدين وعزة الوطن، فإليك الكريم تهنئة صادرة، عن قلب يفيض إيمانا بالله وحبًا لرسوله، ورعاية لك وثقة بك وعطفا عليك، يقول الله تقدمت ذاته وتعالت صفاته، "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، وامتثالا لأمره جل شأنه، أذكر نفسي وإخواني المسلمين بالاعتصام بالصيام، ففي الصوم تهذيب للنفس، ورياضة لها علي احتمال المكاره، وعلي الصبر، الذي هو من أكبر الأخلاق المقومة لحياة الأمم ومجدها، وفيه كف لليد واللسان عن الطغيان والعدوان والكذب والبهتان، وأنه ليشرح صدري في هذه الليلة المباركة، أن أسأل الله جلت قدرته أن يمدنا بعنايته، وأن يجعل مجهوداتنا القومية مقرونة بالتوفيق، وأن يعلي دينه، وأن يعلي قدر الوطن قدر سبحانه، نعم الهادي ونعم المعين، وسلام الله وتحيته عليكم أجمعين".
