الهلال الأحمر الكردي: نفتقد للمستشفيات لمواجهة كورونا.. والعالم يساعد أردوغان بانتهاكاته بسوريا (حوار)

عربي ودولي

بوابة الفجر


حوار| الرئيس المشترك للهلال الأحمر الكردي: نفتقد للمستشفيات ونصنع الكمامات محليا..والعالم يساعد أردوغان بجرامه


تعتبر الحرب في سوريا طوال السنوات الأخيرة العنوان الأبرز لدى مانشيتات الصحف، ولكن بعد جائحة كورونا.. هل يمكن لبعض الإدارات خاصة في المناطق الواقعة تحت الإدارة الذاتية في شمال سوريا، ولذلك حاورت "الفجر"جميلة حمى الرئيس المشترك للهلال الأحمر الكردي وإلى نص الحوار...

1- ما هي أبرز المشكلات التي تواجه الهلال الأحمر الكردي؟

منذ تسعة أعوام والهلال الأحمر الكردي يواجه الكثير من الصعوبات في المجال الطبي تعود لأسباب كثيرة ومنها قلة الإمكانيات المتاحة وعدم الاعتراف بها من قبل منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة؛ لتتضاعف هذه الصعوبات في ظل الظروف الحالية وتصبح "المعركة معركتين".

وبينما يحاول العالم بالكامل ومن ضمنهم الهلال الأحمر الكردي مواجهة وباء قاتل من خلال استعمال جميع الوسائل الوقائية التي تحتاج الوقت الكامل، تستمر الدولة التركية انتهاكاتها فعلى الرغم من إقرار مجلس الأمن بتوقيف جميع أنواع النزاع المسلح إلا أن تركيا لم تتوقف في قصف مناطق الشمال السوري.

فيما قامت مؤخرًا بقصف عشوائي على كل من مدن وبلدات (تل تمر – ذركان – عين عيسى – تل أبيض – شهباء التي يقطنها النازحين من مناطق عفرين ومنبج)، الأمر الذي يستهلك الطاقات الطبية بشكل كبير جدًا بالإضافة إلى محاولاتها المستمرة لقطع المياه عن تلك المناطق ومدينة الحسكة، والتي تعتبر الوسيلة الأهم في الوقاية من فيروس كورونا الذي يهدد حياة الجميع.

2- كيف تري المساعدات الدولية للهلال الأحمر الكردي والمستشفيات في شمال سوريا لمواجهة جائحة كورونا؟

وإذا تمعننا جيدًا حال الدول الرأسمالية (الدول العظمى) ليست بعيدة كل البعد عن حال الدولة التركية فقد تفوقوا في صناعة الأسلحة والحروب. 

بينما في ظل هذه الظروف الصحية وجائحة فيروس كورونا كشفوا ضعفهم وهشاشتهم في المجال الصحي وصنع الأجهزة الطبية الهامة.

هذا ويتبعهم النظام السوري والذي يبعد كل البعد عن تقديم الخدمة الطبية للشمال السوري وكأنها بقعة خارج الأراضي السورية، فمناطق شمال وشرق سوريا تفتقد الى حد كبير إلى مشافي الحروق والكلى والأمراض الخبيثة واللقاحات وأجهزة كشف الفيروس.

وتمتلك دمشق واحدة منها ليلاقي المرضى صعوبات عدة لتلقي العلاج في مناطق أخرى كدمشق وباشور كردستان متحملين تكاليف باهظة ومشقة السفر.

3- كيف ترين الإجراءات الإحترازية التي إتخذتها الإدارة الذاتية لمواجهة كورونا؟

عند التطرق لموضوع ببالغ الأهمية مثل حماية منطقة بأكملها من فيروس وبائي ينتشر بسرعة كبيرة جدًا،
فعليَ تقديم الشكر للإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا على استجابتها السريعة للوباء وفرضها للحجر المنزلي التي بدورها منحتنا فرصة أكبر للتحرك ووضع العديد من البرامج الوقائية التي نقوم بتطبيقها منذ فترة تقارب ال20 يومًا كإجراءات وقائية العامة من ضمنها حملات التنظيف والتعقيم في الأماكن العامة والمؤسسات وغيرها من المرافق لجميع المناطق بالتنسيق مع هيئة الصحة والبلديات.

وقامت الإدارة الذاتية التوعية الصحية من خلال فرق التثقيف الصحي الذين يقومون بنشاطات موسعة في (المدن والمخيمات) كجلسات التثقيف وتوزيع البروشورات، وتدريبات مكثفة للكوادر الطبية حول الفيروس وكيفية الوقاية منه والتعامل معه، وتطبيق نظام فرز المرضى (الترياج) في جميع النقاط الطبية والمستوصفات داخل المدن والمخيمات.

وذلك من خلال وضع خيمتين أحداها تستقبل المرضى ليتم أخذ العلامات الحيوية، ومن ثم تحويل الحالات المشتبه بها إلى الخيمة الثانية والتعامل مع الحالة بالشكل المطلوب.

4- كيف تغلبتم على أزمة قلة الكمامات في شمال وشرق سوريا؟

ولأننا نفتقد إلى شركات طبية متخصصة وحاجة المنطقة للأدوات الطبية الوقائية كاللباس والكمامات، قامت تنسيقية المرأة في الهلال الأحمر الكردي والتي تلعب دورًا بارزًا في جميع المشاريع والنشاطات والخدمات التي تقدمها المنظمة بتحديد ورشات نسائية لصنع هذه الأدوات وتوزيعها على الكوادر الطبية في المراكز الصحية والمشافي وأعضاء البلديات وعناصر الأمن العام المعرضين لخطر الإصابة مثلهم مثل الكوادر الطبية بحكم عملهم في نقاط التفتيش، والذي بدورنا نوجه لهم تحية وشكر كبيرين.

توزيع سلات صحية في المخيمات ومدارس النازحين والحارات الشعبية، ونقل جميع الحالات المشتبه بها إلى أماكن الحجر والعزل.

5- ما هي أبرز إستعداداتكم لمواجهة فيروس كورونا؟

بالإضافة إلى تجهيز مشفى خاص بمصابي فيروس كورونا في مدينة الحسكة في حال خروج أي حالة في المنطقة بشكل عام وتقديم العناية الطبية اللازمة لهم، وخضوع الكادر الطبي للمشفى إلى تدريبات خاصة حول كيفية العناية بالمصابين؛ فالهدف من تجهيز مشفى تطبيق إجراءات السلامة.

ويفصل بين كل سرير والأخر والبالغ عددهم 120 سرير حوالي 3 أمتار لاستقبال الحالات المتوسطة (ممن يعانون نقص الأكسجين في الجسم) والمتقدمة منها ليتم علاج الحالات السهلة عبر إخضاعها للعزل المنزلي.

بدأت إجراءات الإدارة الذاتية بإغلاق جميع المعابر الحدودية ومن ثم الحصر الكامل في المنطقة مع إيقاف جميع المدارس والمؤسسات وتعقيم جميع الأماكن العامة والشوارع من قبل البلديات وهيئة الصحة والهلال الأحمر الكردي وأحد المشتبهين إلى أماكن الحجر مدة 14 يوم حتى ضمان سلامتهم.

6- ما هي حالة المصابين حاليًا بالمرض في مناطق الإدارة الذاتية؟


حاليًا لا توجد سوى حالتين إيجابيتين وهما قيد العزل، الأولى في المشفى الوطني في مدينة قامشلو، والحالة الثانية يتم علاجها ضمن الحجر المنزلي، فحتى الآن لا توجد خطورة كبيرة على المصابين، وضعهما مستقر فقد تم تخصيص 12 مكان للعزل موزعة على كامل شمال سوريا 8 أماكن منهم مجهزة حتى الآن حسب الإمكانيات.

7- هل توجد صعوبات تواجهكم في معركتكم؟

الصعوبات تتمثل في أنه يوجد حتى الآن في مناطق شمال وشرق سوريا سوي جهاز وحيد فقط؛ لكشف الفيروس، كما نواجه نقص في الأجهزة وخاصة أجهزة التنفس الاصطناعية بسبب إغلاق المعابر الحدودية (معبراليعروبية) وعدم تقديم المنظمات الصحية الدولية المساعدة.

هذا إلى جانب مواجهتنا صعوبات كبيرة بخصوص تواجد وكثرة مخيمات النازحين وعوائل داعش في شمال وشرق سوريا وعدم تقديم المنظمات الدولية الدعم بهذا الصدد.

8- كيف ترين الانتهاكات التركية بحق شمال سوريا؟

عندما تتحدث عن عمليتين إرهابيتين شهدتهما كل من شمال شرق سوريا والمدنيين في كل من (عفرين وسري كانيه) تحتاج التمعن كثيرا في الأحداث التي جرت.

وقد كنا نحن أيضا جزءا من القصة التي لم تنتهي بعد، فهجمات الدولة التركية لم تتوقف مع احتلالها للمدينتين ومحيطهما، فالقصف الهمجي على القرى والمناطق القريبة منهم لازالت مستمرة.

9- ما هي جهودكم أثناء حرب غصن الزيتون ونبع السلام؟

خلال فترة احتلال الدولة التركية لعفرين كنا في الهلال الأحمر الكردي، نحاول بكل جهدنا تخليص المدنيين لكن حتى نحن كمنظمة مدنية لم نسلم فجميع نقاطنا الطبية.

كما أن جميع المرافق الطبية الأخرى والبنية التجتية والفوقية كانت مستهدفة بشكل واضح على مرأى ومسمع العالم أجمع فالجميع كان مستهدفا دون تمييز.

ولكن رغم جميع الظروف ورغم عدم استطاعة فتح ممرات آمنة لنقل المصابين كنا نقوم بإسعاف وعلاج الضحايا الجرحى قدر المستطاع.

ليتشابه السيناريو في مدينة سري كانيه فقد تم استهداف جميع النقاط الطبية وسيارات الإسعاف التابعة لنا، بالإضافة إلى محاصرة مشفى روج مع فريق طبي كامل كان جزء منه تابع للهلال الأحمر الكردي لأكثر من 3 أيام ليتم بعد عناء طويل وبمساعدة منظمة حدودية دولية دخول المدينة على دفعتين واجلاء المصابية والمدنيين العالقين.

ولم تتوقف الانتهاكات فالنازحين الذين يتواجدون في مناطق الشهباء الآن يعانون بشكل يومي للقصف العشوائي كما هو الحال مع المناطق القريبة من سري كانيه التي يستمر القصف العشوائي عليها.

10- ما هي أبرز المشكلات الإنسانية لإغاثة النازحين؟

نحن الآن نواجه صعوبات طبية وإنسانية كبيرة مثل قرار مجلس الأمن بإغلاق المعبر الواصل بين العراق وشمال سوريا وإرسال المساعدات الطبية والإغاثية عبر معابر أخرى مثل المعبر بين أردن وسوريا في الجنوب السوري، لتتقلص بذلك نسبة دخول المساعدات إلى 30% فقط في الشمال السوري.

وبذلك يواجه 17 مخيما للاجئين وعدد سكاني كبير لمصير مجهول في ظل ظروف الحرب وجائحة كورونا التي افتكت بالعالم ونحن ببنية تحتية طبية ضعيفة في أمس الحاجة بدخول المساعدات الطبية والأجهزة والأدوية لمناطقنا.