"السياحة والآثار": تصفيح باب مدرسة الأستادار ليس أثري وجار ضبط الجناة
نشرت وزارة السياحة والآثار بيانًا جديدًا حول اختفاء جزء من الشريط النحاسي المستطيل المثبت بواجهة ضلفتي باب جامع ومدرسة الأمير جمال الدين الأستادار، والتي تم إضافتها أثناء أعمال الترميم التي تمت بالجامع عام ٢٠٠٠.
وحسب البيان فقد تبين أثناء المرور الدوري لأفراد أمن الآثار ومفتشي آثار منطقة الجمالية اختفاء جزء من هذا الشريط النحاسي.
ومن ناحيته قال الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، إن هذه القطعة المفقودة ليست أثرية، فقد تم إضافتها أثناء أعمال الترميم.
واتخذت منطقة آثار الجمالية كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيث تم تحرير محضر بالواقعة وتسليم كاميرات المراقبة للشرطة لتفريغها ومعرفة ملابسات السرقة ومن قام بها وتقوم الأجهزة المختصة بعملها لاستعادة الجزء المفقود.
يذكر أن كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية كانت قد التقطت عددا من الصور لباب جامع ومدرسة جمال الدين الأستادار، والتي كشفت عن فقدان البخارية وجزء من الشريط النحاسي، وقد أوضحت مدير عام شارع المعز في تصريحات إلى الفجر أن الجزئين ليسا أثريين حيث أن الباب عبارة عن مستنسخ وليس بأصلي.
وجامع ومدرسة جمال الدين يوسف الأستادار يقع في حارة التمبكشية المتفرعة من شارع الجمالية، أنشأه سنة 1407م811هـ الأمير جمال الدين يوسف الأستادار الذي ولد في مدينة البيرة في فلسطين لأب كان يعمل واعظا.
نشأ الأستادار حافظًا للقرآن الكريم وكان يرتدي زي رجال الدين، وبعد وفاة والده سافر إلى القاهرة سنة 1368م وخلع زي رجال الدين لينخرط في وظائف الدولة حتى وصل إلى منصب الأستادار.
والأستادار هو المشرف على البيوت السلطانية من مطابخ وحاشية ونفقات وكسوة، وعرف عنه التعسف والشدة واغتصاب الأوقاف حتى أن الأرض التي أقام عليها مسجده كانت إحدى الأراضي التي استولي عليها.
في عام 1409م غضب عليه السلطان فرج بن برقوق، فأمر بحبسه ومصادرة كل أمواله وأملاكه وتم تعذيبه تعذيبًا شديدًا ليعترف على مكان الأموال، وأخيرًا أعدم بقطع رأسه لينتهي نهاية مأساوية بعد حياة حافلة.
وحى الجمالية مجمع تراث القاهرة منذ بنائها، فيه الأزهر، وجامع الحاكم بأمر الله، والجامع الأقمر وغيرها، وفيه أسوار القاهرة، وبواباتها، والمدارس الأيوبية والمملوكية، وخان الخليلى، والصاغة، والنحاسين.
ويقال إن التسمية نسبة للأمير جمال الدين محمود الأستادار في الحي مدرسته وكانت من أعظم مدارس القاهرة، ويضم الحي 18 شياخة منها شياخة الجمالية وبرقوق وقايتباي والبندقدار والمنصورية والدراسة، والعطوف وقصر الشوق والخواص وباب الفتوح وخان الخليلي والخرنفش وبين السورين.
ويحد حي الجمالية التاريخي من الشرق شارع المعز لدين الله ومنطقة بين القصرين، ومن الشمال والغرب أبواب القاهرة، الفتوح والنصر، وجزء من السور الفاطمي، ومن الجنوب شارع الأزهر.