وزير الأوقاف: القرآن به أعلى درجات الفصاحة والبلاغة والبيان
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف: إنّ القرآن الكريم في أعلى درجات الفصاحة والبلاغة والبيان، فالكلمة الواحدة فيه لا يقوم غيرها مقامها.
وتابع خلال برنامج "في رحاب القرآن الكريم"، المذاع على القناة الفضائية المصرية، وقناة النيل الثقافية، وقناة نايل لايف"، أنه لا يوجد كلمة في آية (ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير)، يمكن أن تحل محل (إصلاح)، فاليتيم قد يكون فقيرا فيحتاج إلى الإطعام أو الكسوة أو المسكن أو نحو ذلك، فيكون الإصلاح لليتيم أن يقام على إطعامه أو كسوته أو توفير المسكن اللازم له.
وأضاف "وقد يكون اليتيم غنيا فلا يحتاج إلى طعام أو كسوة أو مسكن، وإنما يحتاج إلى من يقوم على أمواله ويحافظ عليها وأن يستثمرها له، وقد يكون اليتيم غنيا وعنده من يقوم على رعايته واستثمار ماله وإنما يحتاج إلى الرحمة والحنو عليه، فيكون الإصلاح له بالرحمة والحنو عليه والمعاملة الحسنة".
وبرهن "جمعة" على كلامه، بحديث الرسول (من مسح رأس اليتيم كتب الله له بكل شعرة من رأسه حسنة)، وحينما سأل رجل سيدنا رسول، مم أضرب يتيمي؟، أي إنّ كنت مضطرا لتأديبه، فقال (صلى الله عليه وسلم): (مما كنت ضاربا منه ولدك، غير واق مالك بماله)، وأكد الرسول: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بأصبعيه يعني السبابة والوسطى).
وأشار إلى أن الحرف، مثله مثل الكلمة، ومن نماذج هذا قوله تعالى: "وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين".
وأردف بقوله: ثم يقول تعالى: "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها...)، فقد جاءت الآية الأولى في الحديث عن أهل جهنم جاءت كلمة (فتحت) بدون واو، بينما جاءت في الحديث عن أهل الجنة (وفتحت) مسبوقة بالواو، قال بعض العلماء: (إنها واو الحال)".
واستكمل أن "المعنى: جاءوا الجنة والحال أنّها مفتوحة، (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب)، وذلك من زيادة إكرام الله (عز وجل) لعباده المؤمنين، وقال بعضهم، إنّ هذه الواو واو الثمانية، ذلك أنّ بعض القبائل العربية كانت تقول العدد: واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، وثمانية، فتأتي بالواو مع العدد الثامن، ولهذا في القرآن الكريم نظائر".
وبيّن أنّ الحكمة من واو الثمانية في قوله تعالى "وفتحت" في الحديث عن أهل الجنة دون قوله تعالى "فتحت" في الحديث عن أهل النار، لأن أبواب النار سبعة لقوله تعالى: "لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم"، أما أبواب الجنة فثمانية لقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء".
وأتمّ "فلما كانت أبواب جهنم سبعة لم يؤت معها بالواو، ولما كانت أبواب الجنة ثمانية أتي معها بالواو، على لغة بعض القبائل العربية".
ولفت إلى أنّ كون أبواب الجنة 8 وأبواب جهنم 7، ما يدل على أنّ رحمة الله (عز وجل) أوسع من غضبه، يقول الحق سبحانه وتعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)، فإذا كان هذا خطاب الله تعالى لعباده المسرفين فما بالنا بخطابه لعباده المخلصين".